التحليل الفنى للنفط الخام مع توسيع نطاق الصراع فى الشرق الاوسط

فى بداية تداولات هذا الاسبوع تراجعت العقود الآجلة للنفط الخام وذلك بعد أن خفضت المملكة العربية السعودية الأسعار إلى جميع المناطق. وتتعرض سلع الطاقة لضغوط إضافية من خلال الدراسات الاستقصائية الأخيرة التي تشير إلى مستويات إنتاج أعلى من قبل بعض كبار منتجي النفط الخام في العالم. اليوم يستقر سعر خام غرب تكساس حول مستوى 70.93 دولار للبرميل. وكانت قد محت أسعار الخام الأمريكي مكاسبها التي سجلتها مع بداية العام الجديد. كما انخفضت أيضًا بأكثر من 18٪ خلال الأشهر الثلاثة الماضية.كما انخفض سعر خام برنت، وهو المعيار الدولي لأسعار النفط، إلى أقل من 77 دولارًا للبرميل.

وجاء الانخفاض الأخير نتيجة إعلان أرامكو السعودية أنها ستخفض سعر البيع الرسمي للنفط لجميع المناطق، بما في ذلك أكبر سوق لها في آسيا الشهر المقبل. وهذا يعني أن الفارق بين الخام السعودي مقارنة بالمعايير المحلية سيتم تقليصه بما يصل إلى دولارين للبرميل.

وكانت قد أشارت بيانات حديثة نشرتها رويترز يوم الجمعة إلى أن أحجام الإنتاج من قبل أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) تشير إلى ارتفاع مستويات الإنتاج في ديسمبر، بقيادة أنجولا والعراق ونيجيريا. وقد يعوض هذا أيضًا تخفيضات الإنتاج من قبل المملكة العربية السعودية وحلفاء أوبك +.

وبشكل عام، قد يصل إجمالي إنتاج ديسمبر إلى 27.88 مليون برميل يوميًا، بزيادة 70 ألف برميل يوميًا في نوفمبر.

وفي الوقت نفسه، يحذر محللو الطاقة من أن عمليات البيع الأخيرة في أسعار النفط الخام يمكن أن تكون إشارة إلى أن المستثمرين يتوقعون تباطؤ الاقتصاد العالمي. حيث قال فيل فلين، محلل الطاقة في مجموعة PRICE Futures Group، في مذكرة بحثية “في حين أنه من الممكن أن يكون تخفيض الأسعار للحفاظ على حصتها في السوق في مواجهة تخفيضات الإنتاج، فإن السوق يعتبر ذلك علامة واضحة على تباطؤ الاقتصاد. وربما لا يكون الهبوط هادئًا جدًا”.

وكانت قد حولت أسواق الطاقة العالمية تركيزها من العرض إلى الطلب في الأشهر الأخيرة.

وعموما قد يأخذ سوق النفط إشارات من بيانات المخزون الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الامريكية في وقت لاحق اليوم، حيث أن السحب الآخر في المخزونات قد يشير إلى ظروف طلب أقوى أو محدودية العرض. وتذكر أن الهجمات فى البحر الاحمر أدت إلى تغيير مسار الشحنات، وهو ما أثر على الأرجح على مستويات العرض العالمية.

وعلى صعيد أخر فقد يؤثر الإصدار القادم لمؤشر أسعار المستهلك الأمريكي أيضًا على حركة أسعار السلع الأساسية، حيث أن نتائج تقارير التضخم ستعكس التوقعات بشأن أسعار الفائدة الأمريكية. وتذكر أن بنك الاحتياطي الفيدرالي بدا وكأنه يميل إلى إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول، لذا فإن مؤشر أسعار المستهلكين القوي سيؤكد هذا التحيز في السياسة ويحفز مكاسب الدولار مقابل الأصول الخطرة مثل النفط الخام.

ومن ناحية أخرى، قد تشير بيانات مؤشر أسعار المستهلك الامريكى الضعيفة إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يحتاج إلى خفض أسعار الفائدة عاجلاً وليس آجلاً. وكشف محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة ال FOMC أن صناع السياسة يبحثون ثلاث تخفيضات في أسعار الفائدة لهذا العام، لذلك من المرجح أن يعني هذا الرأي اتجاهًا هبوطيًا للدولار مقابل النفط.

توقعات سعر النفط: بدأ سعر خام غرب تكساس الوسيط في تشكيل قناة صعودية جديدة على الرسم البيانى للإطار الزمني الساعة، حيث يختبر السعر الدعم بالقرب من 71 دولارًا للبرميل. والزخم الصعودي المستمر قد يأخذه إلى الأهداف الصعودية عند قمة القناة أو منطقة منتصف القناة محل الاهتمام. حاليا 100 SMA أقل من 200 SMA للإشارة إلى أن الاتجاه العام لا يزال هبوطيا أو أن هناك فرصة لكسر الدعم. وفي هذه الحالة، قد يكون سعر النفط الخام في حالة أنعكاس عن اتجاهه الصعودي على المدى القصير. ويرتفع مؤشر ستوكاستيك بالفعل من منطقة ذروة البيع للإشارة إلى وجود زخم صعودي، ولدى مؤشر التذبذب مجال للصعود قبل الإشارة إلى الإرهاق بين المشترين. وفى نفس الوقت يتجه مؤشر القوة النسبية أيضًا إلى الأعلى ليُظهر أن المشترين هم المسيطرون ولديهم أرض يجب تغطيتها قبل الوصول إلى منطقة ذروة الشراء.

هذا الشارت من منصة tradingview