البنك الدولي: أسعار النفط الخام قد تصل إلى المجهول

أفاد البنك الدولي اليوم بأن أسعار النفط الخام يمكن أن تدفع إلى “مياه مجهولة” إذا أشتدت أعمال العنف بين إسرائيل وحماس، الأمر الذي قد يؤدي إلى أرتفاع أسعار المواد الغذائية في جميع أنحاء العالم. وقد وجدت توقعات أسواق السلع الأساسية الصادرة عن البنك الدولي أنه في حين أن التأثيرات على أسعار النفط يجب أن تكون محدودة إذا لم يتسع الصراع، فإن التوقعات “ستصبح قاتمة بسرعة إذا تصاعد الصراع”.

وكان قد أثار الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل والعملية العسكرية الإسرائيلية التي تلت ذلك ضد حماس المخاوف من نشوب صراع أوسع في الشرق الأوسط. والتهديد بالتصعيد يلوح في الأفق. حيث توغلت الدبابات وقوات المشاة الإسرائيلية في غزة خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو عن “مرحلة ثانية” في الحرب. ودعا مسؤولو حماس إلى مزيد من المساعدة الإقليمية من الحلفاء، بما في ذلك حزب الله المدعوم من إيران في لبنان.

ويحاكي تقرير البنك الدولي ثلاثة سيناريوهات لإمدادات النفط العالمية في حالة حدوث خلل صغير أو متوسط أو كبير.

ويجب أن تكون التأثيرات محدودة إذا لم يتسع الصراع في سيناريو “الاضطراب البسيط” – حيث من المتوقع أن تنخفض أسعار النفط الخام إلى متوسط 81 دولارًا للبرميل في العام المقبل، وفقًا لتقديرات البنك الدولي. ولكن خلال فترة “اضطراب متوسط” ــ أي ما يعادل الاضطرابات التي حدثت أثناء حرب العراق ــ فإن إمدادات النفط العالمية سوف تنخفض بنحو 3 ملايين إلى 5 ملايين برميل يوميا، وهو ما من شأنه أن يدفع أسعار النفط إلى الارتفاع بنسبة 35%.

وفي سيناريو “الاضطراب الكبير” – المشابه للحظر النفطي العربي عام 1973 – سينكمش إمدادات النفط العالمية بمقدار 6 ملايين إلى 8 ملايين برميل يوميًا ويمكن أن ترتفع الأسعار بنسبة 56٪ إلى 75٪، أو 140 دولارًا إلى 157 دولارًا للبرميل. ، وفقا للتقرير. وفى هذا الصدد قال إنديرميت جيل، كبير الاقتصاديين في البنك الدولي، بإن الغزو الروسي لأوكرانيا كان له بالفعل آثار مدمرة على الاقتصاد العالمي “والتي لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا”. وقال أيضا: “إذا تصاعد الصراع، فإن الاقتصاد العالمي سيواجه صدمة طاقة مزدوجة للمرة الأولى منذ عقود – ليس فقط من الحرب في أوكرانيا ولكن أيضًا من الشرق الأوسط”.

ومن جانبه قال أيهان كوس، نائب كبير الاقتصاديين في البنك الدولي، بإن ارتفاع أسعار النفط سيؤدي حتما إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية. وأضاف: “إذا حدثت صدمة حادة في أسعار النفط، فإنها ستؤدي إلى ارتفاع تضخم أسعار المواد الغذائية الذي ارتفع بالفعل في العديد من البلدان النامية” نتيجة للغزو الروسي لأوكرانيا. و”إن تصاعد النزاع الأخير من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي، ليس فقط داخل المنطقة ولكن أيضًا في جميع أنحاء العالم.”

وبشكل عام، أرتفعت أسعار النفط الخام بنحو 6% منذ بداية الصراع. وارتفع سعر الذهب – السلعة التي تميل إلى الارتفاع في فترات الصراع – بنسبة 8٪ تقريبًا، وفقًا للبنك الدولي.

ويشكك بعض المحللين في أن الولايات المتحدة الامريكية سوف تواجه نقصًا هائلًا في النفط، نظرًا لأن إنتاج النفط الأمريكي وصل إلى أعلى مستوياته على الإطلاق. وفي حدث بلومبرج يوم الخميس، قالت وزيرة الخزانة الامريكية جانيت يلين بإن إدارة بايدن تراقب بعناية العواقب الاقتصادية للحرب الإسرائيلية ضد حماس. وقالت: “حتى الآن، لم نر الكثير مما له عواقب عالمية”، ولكن إذا انتشرت الحرب “بالطبع قد تكون هناك عواقب ذات معنى أكبر”. ومن جانبه قال فاتح بيرول، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، بإنه بين الغزو الروسي وأعمال العنف الأخيرة بين إسرائيل وحماس في غزة، “لا يمكن لأحد أن يقنعني بأن النفط والغاز خياران آمنان ومأمونان للطاقة بالنسبة للدول أو المستهلكين”.