الأحد , مايو 19 2024
إبدأ التداول الآن !

أرتفاع أسعار النفط الخام بعد الحرب على اليمن

مع قرب نهاية تداولات هذا الاسبوع أرتفعت أسعار النفط الخام العالمية وذلك تزامنا مع قيام الولايات المتحدة الامريكية وحلفاؤها بشن غارات جوية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، مما كثف عمليات الانتقام من الهجمات على السفن في البحر الأحمر والتي عرضت للخطر تدفقات الوقود والبضائع عبر الممر المائي الحيوي. وعلى أثر ذلك أرتفع سعر خام غرب تكساس الى مستوى 75.10 دولار للبرميل وأرتفع سعر خام برنت الى مستوى 80.60 دولار للبرميل.

ومن جانبه قال الرئيس الامريكى جو بايدن بإن الضربات نفذت ضد عدد من الأهداف التي تستخدمها الجماعة المدعومة من إيران، وقال مسؤولون أمريكيون بإن مواقع الرادار ومنصات إطلاق الصواريخ أصيبت. وأرتفعت الاسعار حيث حاول المستثمرون قياس أحتمالية ما إذا كانت الضربات ستشعل صراعًا أوسع في الشرق الأوسط.

وكان الحوثيون قد شنوا أكبر هجوم لهم حتى الآن على الملاحة في البحر الأحمر في وقت سابق من هذا الأسبوع، على الرغم من وجود قوة بحرية بقيادة الولايات المتحدة. وأدى ذلك إلى تحذيرات من الانتقام من واشنطن. كما أستولت إيران على ناقلة قبالة سواحل عمان يوم الخميس، مما أدى إلى تأجيج الوضع. وبعد الهجوم الجوي، قال الحوثيون يوم الجمعة بإنه لن يتم ردعهم.

وتمثل الضربات التي تقودها الولايات المتحدة الامريكية تصعيدا للتوترات في الشرق الأوسط والتي تصاعدت منذ هجوم حماس على إسرائيل في أوائل أكتوبر. وأطلق الحوثيون الصواريخ على السفن بشكل شبه يومي خلال الشهرين الماضيين، وتعهدوا بعدم التوقف حتى تنهي إسرائيل هجومها على غزة.

ويكمن الخطر الرئيسي على الأسعار إذا انجذبت إيران مباشرة إلى الصراع، وهو ما قد يهدد الإنتاج والتدفقات في منطقة تنتج ثلث النفط الخام في العالم. وهذا يعيد تقديم علاوة مخاطر الحرب إلى السوق، والتي كانت تخفف من العرض من خارج أوبك + وتبطئ نمو الطلب.

وتعليقا على الاحداث ومدى التأثير. قال وارن باترسون، محلل السلع في ING Groep NV: ب”إن تصاعد الصراع يشير إلى احتمال أكبر لحدوث اضطرابات، والحاجة إلى تحويل السفن”، مما يساعد الأسعار. “ومع ذلك، فإن الخطر الأكبر هو إذا انتشر هذا الأمر وبدأنا نرى تهديدات للتدفقات القادمة من الخليج الفارسي. ورغم أننا نعتقد أن خطر ذلك منخفض، إلا أن التأثير سيكون كبيرًا”.

وترك الرئيس الامريكى بايدن الباب مفتوحا أمام إمكانية اتخاذ خطوات إضافية ضد الحوثيين. وقال: “لن أتردد في توجيه المزيد من الإجراءات لحماية شعبنا والتدفق الحر للتجارة الدولية حسب الضرورة”. وردا على ذلك، أدانت إيران الضربات، وقالت وزارة الخارجية بإنها لن تؤدي إلا إلى تأجيج انعدام الأمن وعدم الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة.

وتعتبر الغارات الجوية مقامرة بالنسبة للولايات المتحدة وبريطانيا، اللتين قالتا مرارا وتكرارا بأن أولويتهما هي منع انتشار القتال بين إسرائيل وحماس. وهناك مخاوف من المملكة العربية السعودية ودول أخرى من أن مثل هذا الإجراء سوف يؤجج التوترات، وبعد الإجراء الذي قادته الولايات المتحدة، دعت الرياض إلى ضبط النفس. وكانت قد دفعت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر العديد من شركات الشحن التجارية إلى توجيه سفنها حول الطرف الجنوبي لأفريقيا، بدلاً من المخاطرة بالمرور عبر الممر المائي الذي يربط قناة السويس. وهذا يؤدي إلى زيادة التكاليف.

وقبل الضربات، قدرت شركة سيتي جروب أن المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط أضافت ما بين 2 إلى 3 دولارات لبرميل برنت، وأضافت بإن العلاوة قد تزيد بشكل كبير إذا اتسع نطاق انقطاع الإمدادات. وفي الوقت نفسه، قال بنك ستاندرد تشارترد بإن أسعار النفط أقل من 10 دولارات على الأقل. وعموما يشير انتشار برنت الفوري – الفرق بين أقرب عقدين له ومقياس رئيسي – إلى ظروف أكثر صرامة على المدى القريب. وبلغت الفجوة 37 سنتًا للبرميل، ارتفاعًا من 3 سنتات في أول يوم تداول من العام.

شارت سعر النفط الخام

هذا الشارت من منصة tradingview

المحلل محمود عبد الله
يعمل في أسواق العملات الأجنبية منذ 16 عاما بتفرغ كامل. يقدم تحليلاته ومقالاته وتوصياته في أشهر المواقع العربية المتخصصة في أسواق المال العالمية ونالت خبرته الكثير من الاهتمام اليومي لدى المتداولين العرب. يعمل على توفير التحليلات الفنية والاخبار السوقية والتوصيات المجانية واكثر بمتابعة لا تقل عن 15 ساعة يوميا، ويهدف لتبسيط كيفية التداول في الفوركس ومفهوم التجارة لجمهوره بدون تعقيد وبأقل الامكانيات. بالإضافة، فهو مبتكر للعديد من الافكار والادوات التي تساعد المتداول بالتعامل مع شركات التداول الشهيرة وتوفر له دخول عالم المتاجرة بكل سهولة.