انخفاض أسعار الغاز الطبيعي يؤثر على أرباح شركات النفط الكبرى

أدى انخفاض أسعار الغاز الطبيعي بشكل كبير هذا العام مقارنة بعام 2023 إلى انخفاض الأرباح في بعض أكبر شركات النفط والغاز الطبيعى، والتي أعلنت حتى الآن عن مجموعة مختلطة من الأرباح للربع الأول من عام 2024. حيث أشارت الشركات الكبرى الأمريكية إكسون موبيل وشيفرون، وبالإضافة إلى توتال إنيرجي الفرنسية، إلى انخفاض أسعار الغاز الطبيعي بأعتباره ضغطًا هبوطيًا رئيسيًا على الأرباح التي لا يمكن تعويضها بالكامل من خلال تحقيق استقرار النفط الخام والسوائل وهوامش التكرير.

ومن جانبها فقد أعلنت إكسون يوم الجمعة عن أرباح مخيبة للآمال للربع الأول كانت أقل من التقديرات المتفق عليها بسبب انخفاض أسعار الغاز الطبيعي والتعديلات غير النقدية. حيث سجلت الشركة الأمريكية الكبرى أرباحًا في الربع الأول بقيمة 8.2 مليار دولار، بأنخفاض من 11.4 مليار دولار للربع الأول من عام 2023. وبلغت ربحية السهم 2.06 دولارًا للربع الأول من عام 2024، بأنخفاض من 2.79 دولارًا لنفس الفترة من العام الماضي. وكانت أرباح سهم إكسون للربع الأول من عام 2024 بأقل من توقعات المحللين المتفق عليها البالغة 2.19 دولار والتي جمعتها صحيفة وول ستريت جورنال. ومن جانبهم قال المسؤولون التنفيذيون في إكسون في المؤتمر عبر الهاتف: “عادت أسعار الغاز الطبيعي إلى نطاق العشر سنوات، مما يعكس استمرار ارتفاع مستويات المخزون وانخفاض الطلب”.

ومن ناحية أخرى، قالت الشركة بإن هوامش التكرير ارتفعت إلى أعلى مستوى خلال 10 سنوات، مدفوعة بالطلب القوي وتوقف الصناعة وتعطل الإمدادات، في حين ظل متوسط أسعار النفط الخام ثابتًا في الربع حيث ظلت السوق متوازنة نسبيًا. ولكن هذه الأمور والأداء الممتاز الذي حققته غيانا لم يعوض بشكل كامل انخفاض أسعار الغاز الطبيعي. وخلال الربع الأول، تم تداول أسعار الغاز الطبيعي الأمريكية القياسية في مركز هنري هب في الغالب بأقل من 2 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية (MMBtu) وسط تخمة في السوق في فصل الشتاء الأكثر دفئًا وانخفاض الطلب. وحتى أن انخفاض الأسعار دفع كبار المنتجين الذين يركزون على الغاز إلى تقليص بعض الإنتاج في مارس وأبريل.

وكان قد أضر انخفاض أسعار الغاز الطبيعي بأرباح شركة شيفرون أيضًا. ولكن على عكس إكسون، تجاوزت شيفرون تقديرات أرباح المحللين قليلاً، وذلك بفضل ارتفاع إنتاج النفط والغاز الذي عوض جزءًا من هوامش المنتجات المكررة الأضعف وانخفاض أسعار الغاز الطبيعي. ويرجع الانخفاض السنوي في أرباح شيفرون في الربع الأول في المقام الأول إلى انخفاض هوامش مبيعات المنتجات المكررة وانخفاض مبيعات الغاز الطبيعي، والذي تم تعويضه جزئيًا بأرتفاع حجم مبيعات المنبع و الإنتاج في الولايات المتحدة بسبب الاستحواذ على PDC وزيادة الإنتاج في حوضي Permian وDJ.

وكان قد ارتفع إنتاج شيفرون في جميع أنحاء العالم بنسبة 12% مقارنة بالعام الماضي، ويرجع ذلك أساسًا إلى الاستحواذ على PDC والأداء التشغيلي القوي في حوضي Permian وDJ في الولايات المتحدة، وشركة Tengizchevroil التابعة لها في كازاخستان.

ومن جانبه قال إيمير بونر، المدير المالي لشركة شيفرون، في مكالمة الأرباح مع المحللين: “انخفضت أرباح الربع الأول المعدلة بمقدار 1.3 مليار دولار مقارنة بالعام الماضي. وانخفضت أرباح المنبع المعدلة بشكل متواضع. وقد تم تعويض الرفعات المرتفعة من خلال انخفاض عائدات الغاز الطبيعي”.

وعلى غرار شركة شيفرون، تجاوزت شركة TotalEnergies الأوروبية الكبرى أيضًا تقديرات الربع الأول حتى مع انخفاض صافي دخلها بنسبة 22٪ عن العام الماضي. وقد فشلت أسعار النفط المستقرة وهوامش التكرير الجيدة في التعويض الكامل عن الانخفاض في أسعار الغاز الطبيعي، ولكنها ساعدت TotalEnergies على تجاوز توقعات المحللين حيث أعلنت عن أرباح الربع الأول يوم الجمعة. وأعلنت الشركة عن عمليات إعادة شراء إضافية للأسهم وزيادة في الأرباح المرحلية الأولى لعام 2024.

وأضافت شركة شل، ومقرها المملكة المتحدة، وهي أكبر تاجر للغاز الطبيعي المسال في العالم قبل TotalEnergies، في وقت سابق من هذا الشهر بإنها تتوقع أن تكون نتائج التداول في قسم الغاز المتكامل الخاص بها أقل في الربع الأول من عام 2024 مقارنة بالربع الرابع القوي بشكل استثنائي من عام 2023. وأضافت الشركة قبل إصدار النتائج في 2 مايو إن نتائج التداول والتحسين في الغاز المتكامل “من المتوقع أن تكون قوية، ولكنها أقل بكثير من الربع الرابع الاستثنائي لعام 23”.