أرتفاع أسعار الغاز الطبيعى وسط تجدد المخاوف من المعروض العالمى

عاودت العقود الآجلة للغاز الطبيعي الارتفاع بأكثر من 1٪ ، لكنها أصبحت سلبية في غرب تكساس. وكانت قد تعرضت سلعة الطاقة لضربة قوية منذ أن تجاوزت 10 دولارات في نهاية عام 2022 ثم أنهارت إلى أقل من 2 دولار، مدفوعة بدرجات الحرارة الدافئة، والطلب الفاتر، وارتفاع أحجام الإنتاج بشكل صاروخي. وقد تمر سنوات قبل أن يتم إشعال موجة الصعود من جديد. اليوم أرتفع سعر الغاز الطبيعى الى مستوى 1.91 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. وبشكل عام فقد أنخفضت أسعار الغاز الطبيعي بنسبة 20% منذ بداية العام حتى الآن، ولم تظهر أدلة تذكر على إمكانية تجاوزها مستوى 2 دولار.

ووسط هذا الاداء فإن الولايات المتحدة الامريكية غارقة في الغاز الطبيعي في الوقت الحالي، حيث تبلغ المخزونات الحالية ما يقرب من 2.3 تريليون قدم مكعب. وينتج قطاع الطاقة نحو 100 مليار قدم مكعب يوميا، في حين انخفض الطلب بسبب درجات حرارة الشتاء الأكثر دفئا من المعتاد. ومع ترسيخ الظروف المناخية الربيعية في أمريكا الشمالية، يمكن أن يستمر العرض في التزايد في الولايات المتحدة.

ومع ذلك، يشير أحد محللى الطاقة إلى أنه قد يكون هناك بعض الزخم الإيجابي لأسعار الغاز الطبيعي. ووسط هذا الاداء قال فيل فلين، محلل الطاقة في مجموعة PRICE Futures Group، في مذكرة محللية: “يبدو أن سعر الغاز الطبيعي لديه كل شيء ضده، ولكن الرسوم البيانية تبدو وكأنها تحاول أن تصبح إيجابية”.

وهناك ميل موسمي قوي لارتفاع سعر الغاز الطبيعي لشهر سبتمبر خلال الشهر المقبل، لكنه لا يزال يواجه بعض العقبات المذهلة عندما يتعلق الأمر بجانب العرض وقلة فصل الشتاء. وإن انفجار الشتاء المتأخر هذا ليس متأخرًا جدًا بحيث لا يكون له تأثير ملموس ولكن ما يمكن أن يكون له تأثير هو استمرار تخفيضات الإنتاج في مرحلة ما، ويأتي هذا في الوقت الذي تروج فيه إدارة معلومات الطاقة لحقيقة أن الولايات المتحدة هي أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم والذي إنه أمر عظيم إذا كنت تريد استبدال الفحم في جميع أنحاء العالم.

وحتى ذلك الحين، فإن مخزونات الغاز الطبيعي هائلة للغاية لدرجة أنها أصبحت سلبية في غرب تكساس. وكان قد أفاد بارون أن سعر الغاز الطبيعي في غرب تكساس انخفض إلى ما دون الصفر، مما يعني أن المنتجين يدفعون لمشغلي خطوط الأنابيب مقابل أخذ وقود الجسر بعيدًا.

وتكمن المشكلة في أن الشركات تنتج كميات كبيرة جدًا من الغاز الطبيعي في حين تفتقر إلى البنية التحتية. فمن ناحية، لن يؤثر هذا على أكبر المنتجين في حوض بيرميان بازر، مثل شيفرون وإكسون موبيل، لأنهما يحصلان على أغلب إيراداتهما من مبيعات النفط الخام. ومن ناحية أخرى، فإن المنتجين الذين يحصلون على معظم إيراداتهم من الغاز الطبيعي، مثل شركة تشيسابيك للطاقة، يمكن أن يتراجعوا.

وحسب محللون. لا يمكن لمنتجي الغاز الطبيعي إلا أن يأملوا في ارتفاع الطلب قريبًا – إما من صادرات الغاز الطبيعي أو من شتاء بارد في العام المقبل. وبخلاف ذلك، فإن الأسعار الوطنية يمكن أن تستمر في التأثر سلباً بتخمة تكساس. واليوم فقد أنخفضت العقود الآجلة للغاز الطبيعي الأوروبي بأكثر من 2٪ إلى أقل من 26 يورو لكل ميجاوات في الساعة، مسجلة أدنى مستوى لها في ثلاثة أسابيع بسبب مستويات تخزين الغاز القياسية مع انتهاء موسم الشتاء. وبلغت سعة تخزين الغاز في الاتحاد الأوروبي 58.72% في نهاية مارس، متجاوزة مستويات العام الماضي بمقدار 3 نقاط.

ويمنح هذا الفائض الاتحاد الأوروبي موقفا قويا لتجديد المخزونات في الصيف. وينصح المحللون بخفض واردات الغاز الطبيعي المسال لمنع الإفراط في الطاقة الإنتاجية. وفي ظل معدلات الضخ الحالية، فمن الممكن أن يصل الاتحاد الأوروبي إلى 90% من طاقته بحلول أغسطس/آب. وأدت عوامل مثل الشتاء المعتدل وارتفاع واردات الغاز الطبيعي المسال وانخفاض النشاط الاقتصادي وأهداف خفض الاستهلاك إلى انخفاض استخدام الغاز بنسبة 20٪ في فبراير مقارنة بمتوسطات 2019-2021.

وعلى المدى القصير، قد يؤدي انخفاض الطلب إلى موازنة انخفاض صادرات الغاز الطبيعي المسال الأمريكية. وأعلنت شركة Freeport LNG أنه من المرجح أن تظل الصادرات أقل من المعدل الطبيعي حتى نهاية مايو مع إجراء أعمال الصيانة.

هذا الشارت من منصة tradingview