السبت , مايو 18 2024
إبدأ التداول الآن !

يوم حماسي جداً ينتظره المستثمرين بفارغ الصبر بانتظار قمة قادة دول مجموعة العشرين و قرار الفائدة الأوروبي

وصلنا لليوم التاريخي الذي انتظرته الأسواق و المستثمرين طوال الأسبوع بل طوال الشهر الماضي، حيث أننا على موعد مع اجتماع قادة دول مجموعة العشرين الذي سيناقش جميع المصاعب و الأزمات التي تواجه الاقتصاد العالمي، و سيتم مناقشة الأزمة الأوروبية على الأخص ووضع حد لانتشار هذه الأزمة، خاصة بعد قرار الاستفتاء اليوناني المفاجئ الذي أثار المخاوف بشكل كبير، و قبل ذلك كله سيقوم البنك المركزي الأوروبي بإقرار سعر الفائدة.

أفاقت الاقتصاديات العالمية اليوم على خبر وقف قادة الاتحاد الاوروبي دفعات خطة الإنقاذ لليونان و صرحوا بأن الاستفتاء الشعبي خلال الخمسة أسابيع الماضية سيحدد ما إذا كانت اليونان ستبقى في منطقة اليورو أو لا، و قررت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل و الرئيس الفرنسي نيوكولاس ساركوزي وضع الدفعة السادسة من قرض الإنقاذ بقيمة 8 مليار يورو في حالة الإنتظار لرؤية نتيجة الاستفتاء الشعبي.

يومٌ تجتمع فيه العوامل المؤثرة جداً على الأسواق و على المستثمرين بشكل عام، حيث يُعد هذا اليوم هو الفيصل الذي سيحدد اتجاه الأسواق بشكل عام من أقصى الشرق لأقصى الغرب، حيث أن القمة المُقرر عقدها اليوم لقادة دول مجموعة العشرين سوف تمتد ليوم غد أيضاً، إلا أنه قد يتسرب منها أي إشارات أو تلميحات تُشير للإجراءات التي قد يتخذها القادة.

و أن الأمر الذي زاد من حماسة الأسواق على هذه القمة هو قرار رئيس الوزراء اليوناني بعقد استفتاء شعبي لحصول اليونان على حزمة المساعدات الثانية التي استغرقت مباحثات عنيفة لإقرارها من قبل قادة الاتحاد الأوروبي، و هي بخفض قيم السندات اليونانية بنسبة 50% و رفع قيمة المساعدات إلى 130 مليار يورو، و ينتظر المستثمرين الآن أجوبة من قادة دول العشرين على القرار اليوناني و ماهية الإجراءات التي ستُتخذ.

و السؤال حالياً الذي يدور في أذهان المستثمرين هو هل ستذهب كل الجهود التي بذلها القادة الأوروبيين الأسبوع الماضي في سبيل الحد من الأزمة السيادية و منعها من الانتشار للدول الأوروبية المتعثرة الأخرى إلى جانب عملية إعادة رسملة للبنوك و دعمها، هل ستذهب سدىً بسبب قرار الاستفتاء اليوناني، أم أنه سيقوم القادة باتخاذ إجراء معين يمنع هذا السياق من الحديث، و يحد من حالة الغموض التي تسيطر على مستقبل القارة الأوروبية و التي تؤثر بدورها الكبير على مسيرة النمو العالمية.

لكن قبل أن يقوم المستثمرين بتوقع الإجراءات التي سيقوم فيها القادة في قمتهم التي ستمتد ليومين، سيقوم البنك المركزي الأوروبي بشغلهم نوعاً ما بإصداره قرار الفائدة الذي من المتوقع أن يبقى البنك على موقفه النقدي بتثبيت سعر الفائدة عند 1.50% كما كان سابقاً في سبيل دعم مستويات النمو التي تشهد حالة من التباطؤ الشديد وسط الصعوبات الشديدة التي تواجه الاقتصاد بالأكمل وسط تفاقم أزمة الديون و الإجراءات التقشفية الشديدة التي أقرتها و لا تزال تقرها الحكومات في سبيل تحقيق خفض العجز المطلوب في الميزانية.

أما بعد ذلك، سيترقب المستثمرين بشغف المؤتمر الصحفي الذي سيلقيه رئيس البنك المركزي الجديد ماريو دراغي الذي سيعقد أول مؤتمر صحفي له كرئيس للبنك و الذي من المتوقع أن يوضح دور البنك في سياساته غير الاعتيادية الذي يقوم فيه وسط الظروف الاقتصادية الراهنة، حيث أنه كان قد أشار سابقاً عن استمرار البنك باتخاذ هذه السياسات دون توقف بعد أن عارض السياسيون الألمان هذه السياسات.

لن يقتصر دور دراغي على هذا، بل أنه سيوضح موقف البنك اتجاه النمو الاقتصادي الذي يشهد تباطؤاً شديداً وسط الظروف الاقتصادية الوخيمة التي تحيط بالمنطقة، إلى جانب تفاقم أزمة الديون التي تؤثر بشكل سلبي واضح على مسيرة النمو للقارة كاملة، إضافة إلى أنه سيشير إلى موقف البنك لمستويات التضخم المرتفعة و لا تعزم الهبوط بشتى الطرق.

تجتمع هذه العوامل و الأحداث لتشكل سلسلة من التأثيرات الجوهرية التي ستنعكس على الأسواق الأوروبية و العالمية بشكل ملحوظ، و لكن قبل ذلك ستشهد الأسواق حالة من التذبذب الشديد الذي سيبقى سيد الموقف قبيل أية تعليقات تتسرب عن قمة القادة لدول مجموعة العشرين، و قبل إصدار قرار الفائدة الأوروبي، حيث شهدنا أمس موجة التفاؤل التي خيمت على الأسواق متوقعين قرارات حاسمة قد يتخذها القادة، حيث ارتفع اليورو مقابل الدولار بشكل كبير مزيلاً بعض الخسائر التي حققها اليوم الذي قبله إثر القرار اليوناني بإجراء استفتاء شعبي.

 

TradersUp.com فريق
طاقم الموقع يعمل على مدار الساعة ليقوم بتوفير أفضل المحتويات مع التركيز على سهولة الاستخدام والتجربة المميزة للمستخدمين. نأمل ان يوفر لكم مجهودنا الطريق لدخول عالم التداول بشكل سهل وان نتمكن بإذن الله بتوفيركم بالقدرة على التعامل مع الأسواق المالية بخطوات واثقة.