تباطؤ النشاط الاقتصادى الامريكى بسبب الانفاق

تباطأ النشاط الاقتصادي الأمريكي في الأسابيع الأخيرة وذلك مع تراجع المستهلكين عن الإنفاق التقديري، حسبما ذكر بنك الاحتياطي الفيدرالي في مسحه “الكتاب البيج” للاتصالات التجارية الإقليمية. ووفقا لتقرير البنك “انخفضت مبيعات السلع الاختيارية والسلع المعمرة، مثل الأثاث والأجهزة، في المتوسط، حيث أظهر المستهلكون حساسية أكبر للسعر”، و”كان نشاط السفر والسياحة صحيًا بشكل عام.” ويتضمن الكتاب البيج، والذي قام بتجميعه بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا بأستخدام المعلومات التي تم جمعها في 17 نوفمبر أو قبله، حكايات وتعليقات حول ظروف العمل في كل منطقة من مناطق بنك الاحتياطي الفيدرالي الـ 12.

ويعتمد مسؤولو البنك المركزي الامريكى بشكل متزايد على هذا النوع من المعلومات لتقييم مسار الاقتصاد والتضخم. وفي حين أن الإحصاءات الحكومية هي المعيار الذهبي للبيانات الاقتصادية، فإن الأرقام بشكل عام تخضع للمراجعة.

وقد أستمر تراجع الطلب على العمالة، حيث أشار المشاركون إلى انخفاضات في عدد الموظفين من خلال تسريح العمال أو الاستنزاف، وأفادت معظم المناطق عن زيادات ثابتة إلى متواضعة في التوظيف. ومع ذلك، واصلت العديد من المناطق وصف أسواق العمل بأنها “ضيقة”. ومن المقرر أن يصدر تقرير الوظائف الحكومي لشهر نوفمبر في أواخر الأسبوع المقبل.

ويتم نشر كتاب البيج قبل أسبوعين من كل اجتماع للجنة السوق المفتوحة الفيدرالية ال FOMC والتي تضع السياسات. ومن المتوقع أن تترك اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة سعر الفائدة الامريكية دون تغيير للاجتماع الثالث على التوالي عندما يجتمع صناع السياسة الشهر المقبل. وبخصوص معدل الائتمان والذي يبلغ حاليا أعلى مستوى له منذ 22 عاما – جعل شراء منزل أو شراء سيارة أو الاقتراض ببطاقة ائتمان أكثر تكلفة. وأضاف التقرير: “ظل الائتمان الاستهلاكي في حالة جيدة إلى حد ما، لكن بعض البنوك لاحظت أرتفاعًا طفيفًا في جنوح المستهلكين”.

وبينما شهد الاقتصاد الامريكى نموا بأسرع وتيرة منذ ما يقرب من عامين في الربع الثالث، يشير التقرير إلى تباطؤ واسع النطاق في الأسابيع الأخيرة. وأفادت أربع مناطق عن نمو متواضع، على الرغم من أن البقية أشارت إلى ركود أو انخفاض واضح في النشاط. كما تضاءلت التوقعات الاقتصادية للأشهر الستة إلى الاثني عشر المقبلة.

وفي الوقت نفسه، ظل التضخم “معتدلًا إلى حد كبير” في جميع أنحاء البلاد، وفقًا للتقرير. وأضاف أيضا: “تباينت قوة التسعير، حيث وجد مقدمو الخدمات أنه من الأسهل المرور عبر الزيادات مقارنة بالمصنعين”. و”تتوقع معظم المناطق استمرار الزيادات المعتدلة في الأسعار خلال العام المقبل.” ومن المتوقع أن تظهر البيانات الصادرة اليوم الخميس تباطؤ مقياس التضخم الامريكى والمفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي – مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي – في أكتوبر إلى أبطأ معدل سنوي منذ أوائل عام 2021.