بريطانيا تؤجل موعد الخروج النهائى من قيود كورونا

أكد رئيس الوزراء البريطاني ، بوريس جونسون ، بأن التخفيف المقبل للقيود المفروضة على فيروس كورونا في إنجلترا سيتم تأجيله لمدة أربعة أسابيع ، حتى 19 يوليو القادم ، وهو قرار قال إنه سينقذ آلاف الأرواح مع تسريع الحكومة لحملة التطعيم. وفي إيجاز صحفي ، أعرب جونسون عن ثقته في أن الموعد الجديد لرفع القيود المفروضة على الاتصال الاجتماعي سيكون الأخير حيث يتم تسريع حملة التطعيم لمواجهة متغير دلتا الذي يعتقد العلماء أنه أكثر قابلية للانتقال بين 40٪ و 80٪ من السلالة السائدة السابقة في المملكة المتحدة.

وصرح بالقول: “أعتقد أنه من المعقول الانتظار لفترة أطول قليلاً”. وأضاف”حان الوقت الآن للتخفيف من التسرع ، لأنه من خلال توخي الحذر الآن لدينا فرصة في الأسابيع الأربعة المقبلة لإنقاذ عدة آلاف من الأرواح عن طريق تطعيم ملايين الأشخاص الآخرين.”

وأكد بإنه بحلول 19 يوليو ، سيكون ثلثا السكان البالغين قد تلقوا التطعيم المزدوج ، بما في ذلك كل شخص فوق سن الخمسين ، وأن كل شخص يزيد عمره عن 18 عامًا سيحصل على حقنة في وقت أبكر من الهدف السابق لـ نهاية الشهر. ويتم أيضًا تقليل الفجوة بين الجرعتين لأكثر من 40 عامًا إلى ثمانية أسابيع من 12 لتوفير أقصى حماية ضد المتغير في وقت أقرب.

وقد أظهر تحليل جديد من Public Health England أن جرعتين من اللقاحات الرئيسية في المملكة المتحدة فعالة للغاية ضد دخول المستشفى من متغير دلتا ، والذي تم تحديده لأول مرة في الهند. وقالت بإن لقاح فايزر فعال بنسبة 96٪ ضد الاستشفاء بعد جرعتين بينما لقاح AstraZeneca فعال بنسبة 92٪.

وأضاف جونسون: “من الواضح بشكل لا لبس فيه أن اللقاحات تعمل بنجاح ، كما أن الحجم الهائل لطرح اللقاح قد جعل مكانتنا أفضل بشكل لا يضاهى مما كانت عليه في الموجات السابقة”.

وبموجب خطة الحكومة للخروج من الإغلاق ، تم تعيين جميع القيود المفروضة على الاتصال الاجتماعي يوم الاثنين المقبل. وقد أعربت العديد من الشركات ، وخاصة تلك العاملة في مجال الضيافة والترفيه ، عن خيبة أملها بشأن التأخير لما وصفته وسائل الإعلام البريطانية بـ “يوم الحرية”. وكان الملحن أندرو لويد ويبر منزعجًا بشكل خاص من احتمال التأخير وقال إنه سيعيد فتح مسارحه بغض النظر ، وهي خطوة من شأنها أن تخاطر باعتقاله.

ويعد التأخير حبة مريرة بشكل خاص للنوادي الليلية ، حيث لم يُسمح لها بإعادة فتحها منذ مارس 2020.

ومن جانبه قال اتحاد الصناعة البريطانية بإن التأخير “مؤسف” لكنه “مفهوم” وحث الحكومة على تقديم المزيد من الدعم لتلك الشركات المتضررة. وفى هذا الصدد قال توني دانكر ، المدير العام لـ CBI: “لكن يجب أن نعترف بالألم الذي تشعر به الشركات في مجال الضيافة والترفيه والفعاليات الحية”. وأضاف “في أحسن الأحوال ، إنهم يعملون بقدرة منخفضة تضرب الإيرادات ، وفي أسوأ الأحوال ، البعض ليس مفتوحًا على الإطلاق.”

عندما حدد جونسون لأول مرة خطة الحكومة ذات المراحل الأربع لرفع الإغلاق في إنجلترا في فبراير ، حدد 21 يونيو كأقرب موعد يتم بحلوله رفع القيود المفروضة على تجمع الناس. ومع ذلك ، فقد شدد في ذلك الوقت على أن الجدول الزمني لم يكن منقوشًا على الحجر وأن جميع الخطوات ستكون مدفوعة “ببيانات وليست تواريخ” وستسعى إلى أن تكون “لا رجعة فيها”.

وعلى الرغم من زيادة الإصابات اليومية بمقدار ثلاثة أضعاف خلال الأسابيع القليلة الماضية ، إلا أنها لا تزال منخفضة للغاية من حوالي 70.000 حالة يومية مسجلة في يناير. وأبلغت الحكومة البريطانية يوم الاثنين عن 7742 حالة إصابة مؤكدة جديدة ، وهي من أعلى الأرقام اليومية منذ نهاية فبراير. ويمثل متغير دلتا حوالي 90 ٪ من جميع الإصابات الجديدة. وقد أرتفع عدد الأشخاص الذين يتم نقلهم إلى المستشفى بسبب الفيروس في الأيام الأخيرة.

وعلى الرغم من أن الحكومة واجهت انتقادات لهذا القرار ، إلا أنها حظيت بالثناء على طرح اللقاحات بشكل سريع ومتماسك. واعتبارًا من يوم الاثنين ، تلقى حوالي 62 ٪ من السكان البريطانيين جرعة واحدة ، بينما تلقى حوالي 45 ٪ طلقة واحدة. وقد ساعد الانتشار السريع للقاحات والإغلاق الصارم لمدة أشهر في خفض عدد الوفيات المرتبطة بالفيروسات في المملكة المتحدة في الأشهر الأخيرة. وعلى الرغم من ذلك ، سجلت البلاد ما يقرب من 128000 حالة وفاة مرتبطة بالفيروس ، أكثر من أي دولة أخرى في أوروبا.