مستقبل سياسة البنك المركزي الأوروبي يحير التوقعات

يحير البنك المركزي الأوروبي المتداولين الذين يواجهون خسارة كاملة بشأن مسار أسعار السياسة النقدية. وتستعد الأسواق بالفعل لخفض أسعار الفائدة من بنك الاحتياطي الفيدرالي وبنك إنجلترا بحلول عام 2024 ، وذلك بعد الرهانات على أن تكاليف الاقتراض ستبلغ ذروتها عند 3.25٪ في الولايات المتحدة وحوالي 2.5٪ في المملكة المتحدة خلال عام. وفي غضون ذلك ، يرون أن صناع السياسة في منطقة اليورو بالكاد يخففون السياسة حتى بعد أربع سنوات من الآن.

ويطرح التباين السؤال حول إلى أي مدى يمكن أن ترتفع تكاليف الاقتراض في أوروبا قبل أن يبدأ البنك المركزي الأوروبي في تشديد السياسة ، أو ما يسمى سعر الفائدة النهائي. وفى هذا الصدد قال روهان خانا ، محلل الأسعار في UBS Group AG: “لم نحسم أمرنا بشأن السعر النهائي الحقيقي للبنك المركزي الأوروبي” ، مضيفًا “هذا منطقي نظرًا لمدى ارتفاع أسعار الفائدة النهائية لبنك الاحتياطي الفيدرالي و بنك انجلترا. ”

المستثمرون والمتداولين على الأقل واضحون بشأن ما يعتقدون أن البنك المركزي الأوروبي سيفعله بحلول نهاية العام المقبل ، حيث تظهر المقايضات الآجلة رهانات على أن تكاليف الاقتراض سترتفع إلى 1.25٪ من 0.5٪ حاليًا. وقام البنك المركزي الأوروبي آخر مرة برفع تكاليف الاقتراض في عام 2011. وقد رفع سعر الفائدة على الودائع بمقدار ربع نقطة مرتين ، ورفعها إلى 0.75٪ لمواجهة التضخم الذي كان يعتبر مرتفعًا للغاية حتى وسط أزمة الديون التي اجتاحت الدول في الأطراف.

وقد لا يزال السوق غير مؤكد بشأن مكان السعر المحايد ، وفقًا لمحللى Bank of America Corp ، بما في ذلك Sphia Salim في مذكرة للعملاء ، في إشارة إلى المعدل الذي لا يقيد أو يحفز النمو الاقتصادي. ومن جانبها قالت كريستين لاجارد رئيسة البنك المركزي الأوروبي الأسبوع الماضي بإن أسعار الفائدة سيتم تعديلها تدريجيًا. لكن التضخم في المنطقة قفز إلى مستوى قياسي بلغ 7.5٪ في مارس ، مدفوعًا بقفزة عالمية في أسعار الطاقة بعد غزو روسيا لأوكرانيا وعقد الصورة أمام صانعي السياسة. ويتعين على البنك المركزي أن يتعامل مع الأسعار المرتفعة للغاية ، مع إدارة عواقب أي تشديد على النمو مع خروج الدول من قيود الوباء.

ولم يقدم عضو مجلس الإدارة بوستجان فاسلي أي توضيح في مقابلة يوم الإثنين ، قائلاً بإنه لا يوجد معلم ثابت ، لكن من المحتمل رفع المعدلات فوق الصفر على مدار العام المقبل. وتراهن أسواق المال بالفعل على أكثر من ربع نقطة لتخفيضات أسعار الفائدة بحلول أوائل عام 2024 من كلا من بنك الاحتياطي الفيدرالي وبنك إنجلترا ، حيث يُنظر إلى دورة التضييق الحالية على أنها عائق كبير للنمو على المدى الطويل.