ما المتوقع من قرارات السياسة النقدية للاحتياطى الفيدرالى اليوم؟

عندما يختتم مجلس الاحتياطي الاتحادي الامريكى اجتماعه الأخير اليوم ، فمن المرجح أن يشير إلى نمو اقتصادي قوي ، وانخفاض لمعدلات البطالة وارتفاع التضخم كأسباب للبقاء على طريق رفع أسعار الفائدة تدريجيا. ومع ذلك ، فمن غير المرجح أن يغير اليوم من أسعار الفائدة. وقد يناقش بيان بنك الاحتياطي الفيدرالي أيضًا المخاطر المحتملة من التوترات التجارية المتصاعدة. لكن من شبه المؤكد أن البيان لن يعترف بالانتقادات الأخيرة التي صدرت من الرئيس الامريكى تجاه سياسة المركزى الامريكى.

ورفع بنك الاحتياطي الفيدرالي معدلات الفائدة مرتين في هذا العام في مارس ويونيو. وأشار في اجتماع يونيو أنه من المتوقع أن يقوم مرتين أخريين في عام 2018. ويعتقد العديد من المحللين أن هذه الارتفاعات ستحدث في سبتمبر وديسمبر.

وتبع ارتفاع أسعار الفائدة في شهري مارس و يونيو ثلاثة ارتفاعات في عام 2017 وواحد في عام 2015 و 2016. وبات معدل الفائدة الرئيسي لبنك الاحتياطي الفيدرالي الآن عند مستوى منخفض نسبيًا من 1.75٪ إلى 2٪. ولكن هذا الارتفاع من المستوى القياسي المنخفض بالقرب من الصفر حيث ظل لمدة سبع سنوات حيث عمل البنك المركزي على استخدام أسعار فائدة منخفضة للغاية لرفع الاقتصاد الامريكى من الركود العظيم.

وتهدف سلسلة ارتفاعات سعر الفائدة ربع نقطة إلى منع الاقتصاد من الإفراط في السخونة ودفع التضخم للارتفاع بشكل كبير. إلا أن المعدلات الأعلى تجعل الاقتراض أكثر تكلفة بالنسبة للمستهلكين والشركات ، ويمكن أن تؤثر سلبًا على أسعار الأسهم. ولقد أوضح ترامب أن لديه القليل من الصبر على جهود بنك الاحتياطي الفيدرالي لتقييد الاقتصاد للسيطرة على التضخم. وقال ترامب في الشهر الماضي ، بعد يوم واحد من حديثه في مقابلة تلفزيونية إنه “ليس سعيداً” بالزيادات في سعر الفائدة من بنك الاحتياطي الفدرالي ، “إن التشديد الآن يؤذي كل ما قمنا به”.

وخلال ربع القرن الماضي ، حافظ الرؤساء الامريكان على الصمت وحافظوا على أستقلال الاحتياطى الفيدرالى ولم يلمحوا على الاطلاق على إجراءات بنك الاحتياطي الفيدرالي ، معتقدين أن تقديم الشكاوى من شأنه أن يؤدي إلى نتائج عكسية. هذا لأنه يمكن أن يسفر عن رفع أسعار الفائدة بشكل أسرع إذا شعر البنك المركزي بالحاجة إلى إقناع الأسواق المالية بأنها لن تخضع للضغوط السياسية والسماح للتضخم بالارتفاع إلى مستويات مثيرة للقلق.

وبعد تصريحات ترامب ، حاول وزير الخزانة الامريكى ستيفن منوشن توجيه ملاحظة مطمئنة إلى أن البيت الأبيض لا يريد التدخل في سياسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي. وقال منوشين: “نحن كإدارة نؤيد بشكل مطلق استقلال الاحتياطي الفيدرالي ، وقد أوضح الرئيس أن هذا هو قرار الاحتياطي الفيدرالي”.

وفي الوقت الحالي ، فإن النمو الاقتصادي الامريكى قوي ، حيث ارتفع بمعدل سنوي يبلغ 4.1 في المائة في ربع نيسان / أبريل – حزيران / يونيه ، وهو أفضل أداء خلال ما يقرب من أربع سنوات. وتقل نسبة البطالة إلى 4 في المائة ، ويعتقد بعض المحللين أنها ستنخفض أكثر عندما تطلق الحكومة أرقام شهر يوليو يوم الجمعة القادم.

لكن هناك مخاوف أيضاً ، تقودها مخاوف من احتمال قيام الحرب التجارية التي يقودها ترامب بالتأثير السلبى للنمو في الولايات المتحدة وحول العالم. ويعتقد العديد من المحللين أن الضرر المحتمل من الرسوم الجمركية المتزايدة كان موضوعًا رئيسيًا للنقاش هذا الأسبوع ، على الرغم من أنه قد لا يظهر في بيان سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي.