زيادة المراهنات على أن بنك أنجلترا سيكمل تشديد سياسته

صعد التجار من رهاناتهم على ارتفاع أسعار الفائدة من بنك إنجلترا بعد أن ظل التضخم في المملكة المتحدة بشكل غير متوقع في خانة العشرات ، وهي دعوة إيقاظ للمستثمرين الذين اعتقدوا أن دورة التضييق قد شارفت على الانتهاء. وقد أظهرت البيانات أن أسعار المستهلكين ارتفعت بنسبة 10.1٪ في مارس عن العام السابق ، مدفوعة بأكبر زيادة في تكاليف الغذاء منذ أكثر من أربعة عقود. ويأتي ذلك في أعقاب النمو القوي للأجور الذي تم الإعلان عنه يوم الثلاثاء ، مما زاد من المخاوف من أن التضخم في بريطانيا يثبت أنه أكثر ثباتًا مما كان متوقعًا.

ويقوم السوق الآن بتسعير ارتفاعات متتالية بمقدار 25 نقطة أساس لبنك إنجلترا في مايو ويونيو ، مع توقع زيادة أخرى في وقت لاحق في عام 2023 والتي من شأنها أن ترفع المعدل الرئيسي إلى 5٪ بحلول سبتمبر ، وهو أعلى مستوى توقعه المتداولون هذا العام. وتراجعت السندات الحكومية حيث أعاد التجار تعديل توقعاتهم.

ومن جانبه قال إيموجين باشرا ، المحلل في NatWest Markets: “يحتاج السوق إلى إشارات أوضح بأن التضخم ينخفض بشكل حاسم من أجل عودة الطلب الحقيقي إلى الدخل الثابت”. وترى المزيد من عمليات بيع السندات مع ارتفاع عائد السندات لأجل 10 سنوات إلى 4.3٪ ، من حوالي 3.8٪ حاليًا.

ولأسابيع ، كان المستثمرون يتشجعون بسبب مؤشرات على تشديد الأوضاع المالية والقلق من أن التأثير الكامل لارتفاعات أسعار الفائدة السابقة لم يحدث بعد. وانخفضت الرهانات على سعر الفائدة النهائي لبنك إنجلترا إلى 4.38٪ في مارس عندما كان السوق يتصارع مع تداعيات الضغوط المصرفية في الولايات المتحدة وأوروبا ، وسط تكهنات بأن الأزمة ستحد من الحاجة إلى تشديد شديد. وفى هذا الصدد قالت إيفلين جوميز ليختتي ، محللة الأسعار في شركة ميزوهو إنترناشونال بي إل سي: “قد لا يتم التحكم في التضخم مثل الأسواق – وقد اعتقد بنك إنجلترا أنه كذلك”. و”تنقل البيانات رسالة واضحة إلى بنك إنجلترا: من السابق لأوانه التوقف مؤقتًا.”

وقد قفزت عائدات سندات الخزانة لأجل عامين ، من بين أكثر العوائد حساسية لتغيرات السياسة ، بمقدار 15 نقطة أساس لتصل إلى 3.84٪. وفى نفس الوقت أرتفع سعر الجنيه إلى أعلى مستوى له عند 1.2472 دولار قبل محو المكاسب ، ومع ذلك فقد تفوق على عملات مجموعة العشر الأخرى مقابل الدولار. وانتعاشه هذا العام هو تحول في الثروات ، بعد أن تراجع الجنيه الإسترليني إلى مستوى قياسي منخفض مقابل الدولار الأمريكي في سبتمبر.

ومن جانبه قال روبرتو كوبو جارسيا ، المحلل في BBVA ، بإن الرهانات على معدل الذروة لبنك إنجلترا قد ترتفع أكثر حتى قبل اجتماع صانعي السياسة القادم في 11 مايو. وفي المقابل ، يتوقع المتداولون فقط زيادة ربع نقطة إضافية من قبل الاحتياطي الفيدرالي ، كما أن اتساع فارق أسعار الفائدة من شأنه أن يساعد في دعم الجنيه الاسترليني.

ويعاني البريطانيون بالفعل من أزمة غلاء المعيشة ، والتي تستنزف الدعم لحزب المحافظين الحاكم. وجعل رئيس الوزراء البريطانى ريشي سوناك خفض التضخم إلى النصف بحلول نهاية العام أحد وعوده الرئيسية الخمسة للناخبين ، الذين عانوا من تخفيضات كبيرة في الأجور بالقيمة الحقيقية. وأي فشل في القيام بذلك يمكن أن يشجع النقابات على التمسك بعروض أكبر في مفاوضات الأجور.

ولا يزال الاقتصاديون يتوقعون تباطؤًا في التضخم اعتبارًا من شهر أبريل بسبب التأثيرات الأساسية القوية حيث تراجعت الزيادات السريعة في أسعار الطاقة في العام الماضي عن الأرقام. ولكن من المرجح أن تزيد ارتفاعات بنك إنجلترا إلى 5٪ من تكلفة الرهون العقارية ، التي تراجعت مؤخرًا بعد الارتفاع في أعقاب الميزانية المصغرة لرئيسة الوزراء السابقة ليز تروس. ولا تزال معدلات الرهن العقاري ضعف مستواها قبل عام تقريبًا ، وفقًا لموقع الويب العقاري Rightmove.

انخفاض مبيعات المنازل الجديدة في لندن إلى أدنى مستوى لها في أكثر من عقد

ستثبت قراءات التضخم الأخيرة أنها مصدر قلق لمسؤولي بنك إنجلترا ، وسط مخاوف من أنهم يخاطرون برفع أسعار الفائدة بعيدًا جدًا نظرًا للضغط على النمو الاقتصادي. وقد صوت اثنان من الحمائم في لجنة تحديد سعر الفائدة المكونة من تسعة أعضاء في بنك إنجلترا للحفاظ على أسعار الفائدة دون تغيير لعدة أشهر.