البنك المركزي الأوروبي لن يخفض أسعار الفائدة حتى أواخر عام 2024

تعتبر الأجور في مقدمة ومركز مداولات البنك المركزي الأوروبي حول موعد خفض أسعار الفائدة، وستضمن زيادات الأجور الجماعية التي تلوح في الأفق عدم إجراء التخفيض الأول حتى أواخر عام 2024. وهذا وفقًا لبنك HSBC، والذي يقول أقتصاديوه بإن الأجور ستكون المحرك الأكثر أهمية للضغوط التضخمية في الأرباع القليلة المقبلة. وتتعارض النتائج مع الاسواق والتي “قامت بتسعير” ما يصل إلى أربعة تخفيضات في أسعار الفائدة من البنك المركزي الأوروبي لعام 2024، مما يشير إلى احتمال حدوث خطأ في تسعير سندات منطقة اليورو وسعر اليورو.

وتشير تقديرات بنك HSBC إلى أن الأجور يجب أن تنخفض إلى نطاق 3-3.5% حتى يتراجع التضخم في منطقة اليورو إلى هدف 2.0%، وهو ما لن يحدث قريبًا نظرًا لأن أحدث صفقات الأجور التي تم التفاوض عليها هي 6% على أساس سنوي.  ويشير متتبع الأجور التطلعي للبنك المركزي الأوروبي إلى أن زيادات الأجور المتفاوض عليها يجب أن تحوم حول 4.5٪ خلال النصف الأول من عام 2024. ومن جانبه يقول فابيو بالبوني، كبير الاقتصاديين في بنك HSBC، بإن إعلانات الوظائف من الواقع تظهر أن نمو الأجور قد تراجع بالفعل نحو علامة 3.5٪ في منطقة اليورو بعد أن وصل إلى 5٪ في وقت سابق من هذا العام.

ولكنه يوضح أن واحداً فقط من كل ستة من كل سبعة عمال أوروبيين يغير وظائفه كل عام.

وأضاف المحلل بالقول: ب”إن حوالي ثلثي القوى العاملة مشمولة بصفقات الأجور الجماعية، والتي تغطي عادة ما بين 12 إلى 18 شهرًا”.و “يتم تحديد زيادات الأجور المتفاوض عليها بشكل أكبر من خلال التضخم السابق (مع فارق زمني يبلغ حوالي عام) مقارنة بالركود الحالي في سوق العمل”. ويتطلع أيضا إلى أن يتم أول خفض لسعر الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي في الربع الرابع من عام 2024، ومن غير المرجح إلى حد كبير أن يتم خفض سعر الفائدة في النصف الأول من عام 2024. ووفقا لبنك HSBC، تتوقع الاسواق تخفيضين بحلول يوليو وأربعة تخفيضات على مدار العام المقبل.

وإذا تم تعديل توقعات أسعار الفائدة بشكل أعلى مقارنة بأماكن أخرى، فمن المرجح أن تجد عوائد سندات منطقة اليورو وسعر اليورو الدعم.

وخلال اجتماع السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي في أكتوبر، قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد بإن اتفاقيات التفاوض بشأن الأجور في العام المقبل ستكون بمثابة معلومة أساسية عند تحديد أسعار الفائدة. وسيكون لدى البنك المركزي الأوروبي “ثروة” من المعلومات الاستخباراتية “عندما تكتمل أتفاقيات المفاوضة الجماعية لعام 2024″، وهو ما سيكون “في الطريق إلى عام 2024”. ويشير تقرير اجتماع البنك المركزي الأوروبي في أكتوبر/تشرين الأول أيضاً إلى أن “صورة تطورات الأجور لن تتبلور إلا تدريجياً خلال العام المقبل”.

وأضاف البنك المركزي الأوروبي: “الزيادات الأعلى من المتوقع في الأجور أو هوامش الربح، أو الارتفاع الدائم في توقعات التضخم فوق الهدف، ويمكن أن تؤدي أيضًا إلى ارتفاع التضخم، بما في ذلك على المدى المتوسط”.