البنك المركزى النيوزلندى يبقى على معدلات الفائدة بدون تغيير

ناقش البنك المركزي النيوزيلندي رفع أسعار الفائدة في اجتماع السياسة الأخير لهذا العام، وقال بإنه سيرفعها في عام 2024 إذا لم يتباطأ التضخم بالسرعة الكافية. واليوم فقد أبقت لجنة السياسة النقدية بالبنك الاحتياطي النيوزلندى على سعر الفائدة الرسمي عند 5.5% ، كما توقع جميع الاقتصاديين الـ 23 الذين استطلعت بلومبرج آراءهم. ومع ذلك، فاجأ البنك الاقتصاديين والمستثمرين برفع توقعاته لنسبة الفائدة على القروض – مما يعني وجود فرصة أكبر للزيادة – والتنبؤ بعدم التخفيض حتى منتصف عام 2025. ومن جانبه قال محافظ البنك أدريان أور للصحفيين: “نحن واثقون من أننا مقيدون بموقف سياستنا النقدية الآن وهذا يوفر لنا القدرة على الانتظار ومراقبة البيانات، ولكنه بالتأكيد يسلط الضوء على أستعدادنا للتحرك إذا اضطررنا لذلك”.و “نحن نظهر ميلا صعوديا لسعر الفائدة، لكن هذا ليس أحتمالا.”

ومن جانبهم فقد عزز المستثمرون في الأسابيع الأخيرة رهاناتهم على أن البنوك المركزية على مستوى العالم، بما في ذلك بنك الاحتياطي النيوزيلندي، سوف تركز على تخفيضات أسعار الفائدة في النصف الأول من عام 2024 مع تراجع ضغوط الأسعار. ولكن محافظ البنك قال بإن بنك الاحتياطي النيوزيلندي يشعر بالقلق من أن التضخم كان خارج نطاقه المستهدف البالغ 1-3٪ لفترة طويلة، وأن الهجرة القياسية وانتعاش سوق الإسكان يزيدان من المخاطر الصعودية.

وتظهر توقعات بنك الاحتياطي النيوزيلندي المحدثة ارتفاع متوسط معدل (OCR) إلى ذروة تبلغ 5.69٪ في العام المقبل مقارنة بـ 5.59٪ في توقعاته السابقة. ورغم عدم توقع زيادة قدرها 25 نقطة أساس بشكل كامل، فإن المسار يشير ضمناً إلى احتمال كبير إلى حد معقول بحدوث زيادة واحدة. ومن المتوقع الآن أن يتم التخفيض الأول لسعر الفائدة في الربع الثاني من عام 2025 وليس في الربع الأول.

وأضاف محافظ البنك بإن لجنة السياسة النقدية “متوترة” لأن التضخم، البالغ حاليا 5.6%، خرج عن نطاقه المستهدف منذ أوائل عام 2021، ونظر في رفع أسعار الفائدة في هذا الاجتماع. وأضاف بإن التضخم الأساسي ينخفض ولكن ليس بالقدر الذي يرغب فيه بنك الاحتياطي النيوزيلندي ولا يزال مستمرا، مضيفا أن توقعات التضخم لمدة عامين لا تتحرك بسرعة نحو هدف البنك البالغ 2٪.

وقال أيضا: ب”إن توقعات التضخم لمدة 10 سنوات تبتعد عن نقطة المنتصف للنطاق المستهدف”. ونحن نعتبر ذلك بمثابة اعتداء شخصي على مصداقيتنا وتفويضنا”.

ويتوقع بنك الاحتياطي النيوزيلندي أن ينخفض التضخم فى البلاد إلى أقل من 3٪ بحلول الربع الثالث من عام 2024، دون تغيير عن التوقعات السابقة. ولكن من المتوقع الآن أن يتجنب الاقتصاد الركود الذي توقعه البنك المركزي. وأضاف بنك الاحتياطي النيوزيلندي: “بينما يتباطأ النمو في أجزاء من الاقتصاد، كان هناك انخفاض أقل في نمو الطلب الكلي مما كان متوقعا في وقت سابق من العام”. وأشار أعضاء اللجنة إلى أن صافي الهجرة كان أعلى مما كان متوقعا في السابق.

وتشهد نيوزيلندا تدفقا قياسيا للمهاجرين، مما يزيد من مخاطر بقاء التضخم ثابتا. وارتفع صافي الهجرة إلى 118835 في العام المنتهي في سبتمبر.

وقال بنك الاحتياطي النيوزيلندي أيضا بإنه في حين أن هذا أدى إلى زيادة المعروض من العمال في سوق عمل ضيق، فإن “آثار جانب الطلب أصبحت واضحة”. وأضاف بأن “النمو السكاني القوي ساهم في زيادة إيجارات المساكن”. و”إن الزيادات في الإيجارات، وأي زيادات في تكاليف البناء استجابة لمتطلبات الإسكان الأكبر، تؤثر على التضخم بشكل مباشر”.