البنك المركزى النيوزلندى يبقى على أسعار الفائدة بدون تغيير كما كان متوقعا

كما كان متوقعا أبقى البنك المركزي النيوزيلندي أسعار الفائدة دون تغيير وخفف من تهديده برفع أسعار الفائدة وسط مؤشرات على تراجع الضغوط التضخمية. وعقب القرار تراجع سعر الدولار النيوزلندى مقابل باقى العملات الرئيسية الاخرى. وحسب قرار اليوم فقد أبقت لجنة السياسة النقدية التابعة للبنك الاحتياطي النيوزلندى على سعر الفائدة الرسمي عند 5.5% ، كما توقع 22 من 24 اقتصاديًا شملهم استطلاع بلومبرج. وتظهر التوقعات الجديدة للبنك فرصة أقل لزيادة سعر الفائدة هذا العام ولكن لا توجد تخفيضات حتى عام 2025.

وقال بنك الاحتياطي النيوزيلندي فى بيان سياسته: “لقد انخفض التضخم الأساسي ومعظم مقاييس توقعات التضخم، وأصبحت المخاطر التي تهدد توقعات التضخم أكثر توازناً”. ومع ذلك، قال التقرير: “يجب أن يظل معدل OCR عند مستوى مقيد لفترة طويلة من الزمن” لضمان عودة التضخم إلى الهدف. وكانت اللهجة أقل تشددًا مما كان متوقعًا ودفعت المستثمرين إلى البدء في الرهان على تخفيضات أسعار الفائدة النيوزلندية بدءًا من أغسطس. ولا يزال بنك الاحتياطي النيوزيلندي مترددًا في التفكير في محور للتيسير النقدي لأن معدل التضخم في نيوزيلندا البالغ 4.7٪ أعلى بكثير من هدفه البالغ 2٪ وأعلى من العديد من أقرانه.

وبعد القرار وحسب محللون”ما زلنا نتوقع أن يخفض بنك الاحتياطي النيوزيلندي معدل (OCR) في نوفمبر، مع ظهور المخاطر التي تهدد وجهة النظر هذه أكثر توازناً الآن بعد أن أشار بنك الاحتياطي النيوزيلندي إلى درجة معينة من الارتياح مع إشارات متضاربة للغاية في البيانات الرئيسية التي صدرت خلال الأشهر الأخيرة. ونعتقد أن العقبة أمام تحرك OCR في أي من الاتجاهين ستظل مرتفعة خلال الأشهر المقبلة.”

ويرفض صناع السياسات على مستوى العالم الرهانات على أن تخفيضات أسعار الفائدة وشيكة، قائلين بإنهم بحاجة أولاً إلى التأكد من ترويض التضخم.

حيث قال البنك المركزى الأسترالي بإنه ليس من الممكن أستبعاد المزيد من الزيادات في أسعار الفائدة، في حين أشار مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى أنهم ليسوا في عجلة من أمرهم للبدء في خفض سعر الفائدة. ويطالب عضو واحد فقط من لجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا المؤلفة من تسعة أعضاء حاليًا بإجراء تخفيضات. ومن جانبه فقد حذر محافظ بنك الاحتياطي النيوزيلندي، أدريان أور، من أن أسعار الفائدة على مستوى العالم قد تحتاج إلى البقاء عند مستويات مقيدة لفترة أطول مما تتوقعه الأسواق المالية حاليًا. حيث قال أور للصحفيين: “بمجرد أن يعتقد الناس أنك ربما تكون قد فعلت ما يكفي، فإن لعبة التخمين التالية هي متى ستبدأ في التخفيض”. وأضاف: “البنوك المركزية لديها مهمة للقيام بها، فهي تركز على هذه الوظيفة ولن تتحرك أسعار الفائدة حتى يتم تحقيق المستوى العالي من الثقة في التضخم”.

وعلى صعيد أخر. تُظهر توقعات بنك الاحتياطي النيوزيلندي المحدثة أن متوسط معدل (OCR) يبلغ ذروته عند 5.60٪ هذا العام مقارنة بـ 5.69٪ في توقعاته السابقة. وهذا يعني أن خطر الارتفاع بنسبة 40%. وتشير التوقعات إلى أن تخفيضات أسعار الفائدة تبدأ في النصف الأول من عام 2025. ويعتقد معظم الاقتصاديين أن معدل OCR قد بلغ ذروته في هذه الدورة وأن الخطوة التالية ستكون التخفيض. ومع ذلك، هناك مجموعة واسعة من وجهات النظر حول التوقيت، بدءًا من شهر مايو من هذا العام وحتى منتصف عام 2025.

وكان بنك ANZ و TD Securities يتوقعان ارتفاعًا بمقدار ربع نقطة إلى 5.75٪ اليوم، وزيادة متابعة في الربع الثاني من شأنها أن تأخذ OCR إلى ذروة قدرها 6٪.

وتظهر التوقعات الاقتصادية الجديدة لبنك الاحتياطي النيوزيلندي أنه لا يزال يتوقع أن ينخفض التضخم إلى النطاق المستهدف بنسبة 1-3٪ بحلول الربع الثالث من عام 2024. وأضاف أن “الظروف الجيوسياسية والمناخية المتزايدة لا تزال تشكل خطرا على التضخم”. و”إن الارتفاع الأخير في تكاليف الشحن العالمية هو أحد مظاهر هذه المخاطر. وتظل اللجنة متنبهة لضغوط التكلفة النسبية وستعمل على الحد من انتشارها إلى التضخم العام إذا لزم الأمر.

ويتوقع البنك المركزي النيوزلندى أن ينمو الاقتصاد بشكل متواضع هذا العام وأن يتجنب الانزلاق إلى الركود، مدعومًا بالهجرة القياسية. حيث سجلت نيوزيلندا أكبر قفزة سنوية في عدد السكان منذ نهاية الحرب العالمية الثانية في عام 2023.