قطاع التصنيع يزيد من ركود الاقتصاد الصينى

ضعف الانتعاش الاقتصادي في الصين في مايو ، مما أثار مخاوف جديدة بشأن توقعات النمو ودعوات لمزيد من إجراءات البنك المركزي لمواجهة الانكماش. وقد أظهرت بيانات رسمية اليوم الأربعاء أن نشاط التصنيع الصينى أنكمش بوتيرة أسوأ مما كان عليه في أبريل ، بينما تراجع النمو في الخدمات ، مما يشير إلى أن أنتعاش ما بعد كوفيد قد فقد الزخم. وقد باع المستثمرون كل شيء من الأسهم الصينية واليوان إلى النحاس وخام الحديد.

وقاد التعافي الاقتصادي الصيني من الوباء إنفاق المستهلكين على الخدمات ، مثل السفر وتناول الطعام في الخارج ، في حين تباطأ التصنيع. وتؤكد أحدث الأرقام من استطلاعات مديري المشتريات أن النمط غير المتكافئ ، بينما تثير أيضًا تساؤلات حول قوة الاستهلاك في الاقتصاد. ومن جانبه كتب لو تينج ، كبير الاقتصاديين الصينيين في نومورا إنترناشونال (هونج كونج) المحدودة وزملاؤه: “يشير الانكماش الحاد في مؤشر مديري المشتريات التصنيعي إلى أن خطر حدوث دوامة هبوطية ، خاصة في قطاع التصنيع ، أصبح أكثر واقعية”.

وتتصاعد الدعوات إلى أن يتخذ البنك المركزي الصينى إجراءات ، بما في ذلك خفض أسعار الفائدة أو معدل متطلبات الاحتياطي للبنوك. وفي حين أن هذا قد يعطي الأسواق المالية دفعة ، إلا أنه من غير المرجح أن يوفر دفعة قوية لثقة المستهلك والأعمال ، والتي لا تزال ضعيفة. وتستمر أرباح الشركات الصناعية في الانخفاض والطلب العالمي ضعيف.

وسيعتمد الانتعاش الأقوى في الصين أيضًا على حدوث تحول في سوق العقارات ، والذي يشكل حوالي خمس الاقتصاد عند تضمين القطاعات ذات الصلة. وتباطأت مبيعات المنازل بعد انتعاش أولي ، بينما يواصل مطورو العقارات مواجهة مشاكل مالية. وقد تعرضت الأسواق المالية للاضطراب بسبب التعافي المتعثر في الصين. وعليه فقد انخفض مقياس أسهم الأمة المدرجة في هونج كونج بنسبة 1.9٪ اليوم الأربعاء ليكون ثاني أسوأ أداء في آسيا بعد مؤشر المدينة القياسي. وتراجع سعر اليوان الخارجي بنسبة 0.46٪ إلى 7.1239 مقابل الدولار في الساعة 4:14 مساءً. بالتوقيت المحلي ، لتوسيع خسارتها في مايو إلى 2.9٪ ، وهي أكبر نسبة في ثلاثة أشهر.

وتراجعت العقود الآجلة للنحاس في لندن ، تاركة المعدن معرضًا لأسوأ خسارة شهرية له منذ ما يقرب من عام. وقد أدى الانكماش الحاد في مؤشر مديري المشتريات للصلب في الصين ، والذي سجل قراءة 35.2 فقط – أدنى مستوى منذ يوليو 2022 – إلى انخفاض خام الحديد في سنغافورة بنسبة 3.3٪. وتعافت أسعار صناعة الصلب الأساسية في وقت لاحق من الجلسة ، على الرغم من أنها لا تزال أقل من 100 دولار للطن وتخلصت من جميع المكاسب التي تحققت منذ إعادة فتح الاقتصاد الصيني. ومن جانبهم كتب الاقتصاديون في Citigroup Inc. في تقرير بعد إصدار بيانات مؤشر مديري المشتريات: “نعتقد أن الاقتصاد الصيني يمكن أن يكون على وشك الوقوع في فخ ثقة يتحقق ذاتيًا ونعتقد أن هناك حاجة إلى إجراءات سياسية حاسمة”.

ومن المرجح أن يخفض بنك الصين الشعبي سعر الفائدة على تسهيلات الإقراض متوسط الأجل – قرض السياسة للبنوك التجارية – بمقدار 20 نقطة أساس في الفترة المتبقية من العام ، وفقًا لـ Citi ، ويقلل معدل متطلبات الاحتياطي للبنوك بمقدار 50 نقطة أساس. وقال الاقتصاديون بإن التحفيز المالي محدود ، وإن تدابير التخفيف “الهيكلية” قد تتخذها الحكومة المركزية وعبر بنوك السياسة الحكومية.

وقد حددت الحكومة الصينية هدفًا متحفظًا إلى حد ما عند حوالي 5٪ لهذا العام ، مما يشير إلى أنها ترى نطاقًا محدودًا لتحفيز كبير. ويتوقع الاقتصاديون الذين شملهم الاستطلاع من قبل بلومبيرج أن يصل النمو إلى 5.5٪ هذا العام. وفى نفس الوق نقلت وسائل الإعلام الحكومية الصينية اليوم الأربعاء عن محللين قولهم بإن المزيد من إجراءات السياسة المؤيدة للنمو قد تكون مطروحة ، بما في ذلك تخفيضات أسعار الفائدة والمزيد من مبيعات السندات.

ويمكن أن تتخذ بكين أيضًا خطوات مستهدفة لتعزيز الاقتصاد. ويدرس المسؤولون حوافز ضريبية جديدة بقيمة مئات المليارات من اليوانات لشركات التصنيع الراقية ، وفقًا لما ذكره شخص مطلع على المناقشات. ومن جانبه قال بروس بانج ، كبير الاقتصاديين في الصين الكبرى في شركة جونز لانج لاسال: “ربما تتجه الصين إلى انتعاش على شكل حرف K ، مع انتعاش غير متكافئ للأنشطة التصنيعية وغير التصنيعية على المدى القريب”. والنمو المستدام للصين ، إذا لم تكن هناك تحركات سياسية فعالة وفعالة لهندسة انتعاش واسع النطاق “.