أرقام الوظائف الامريكية القوية لم تتأثر بمسار رفع الفائدة

كثف أرباب العمل الامريكى توظيفهم في مايو ، مضيفين 339000 وظيفة قوية ، بأعلى بكثير من التوقعات ودليل على القوة الدائمة في الاقتصاد الذي يحاول بنك الاحتياطي الفيدرالي يائسًا تهدئته. وقد عكس تقرير الحكومة الصادر اليوم الجمعة مرونة سوق العمل الامريكى بعد أكثر من عام من الزيادات السريعة في أسعار الفائدة الامريكية من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي. ولا تزال العديد من الصناعات ، من البناء إلى المطاعم إلى الرعاية الصحية ، وتضيف وظائف لمواكبة طلب المستهلكين وأستعادة القوى العاملة لديها إلى مستويات ما قبل الجائحة.

ومع ذلك ، كانت هناك بعض الرسائل المتضاربة في أرقام الوظائف الامريكية ، والتي أظهرت أيضًا أن معدل البطالة فى البلاد أرتفع إلى 3.7٪ ، من أدنى مستوى له في خمسة عقود عند 3.4٪ في أبريل. وتقوم الحكومة بتجميع بيانات البطالة بأستخدام مسح مختلف عن الذي تم أستخدامه لحساب مكاسب الوظائف. يمكن أن يتعارض الاستبيانان في بعض الأحيان. وقد عكست الزيادة في معدل البطالة جزئيًا ارتفاع تسريح العمال ، مما يشير إلى أنه ليس كل أولئك الذين فقدوا وظائفهم في التخفيضات الأخيرة من قبل شركات التكنولوجيا والبنوك وشركات الإعلام قد وجدوا وظائف جديدة.

ومع ذلك ، تعتبر بيانات التوظيف عادةً أكثر موثوقية على أساس شهري لأنها تستند إلى مسح أكبر للشركات. ومعدل البطالة مشتق من مسح أصغر للأسر.

وفي تقرير اليوم الجمعة ، عدلت الحكومة بحدة تقديرها لنمو الوظائف الامريكية في مارس وأبريل من خلال 93000 وظيفة إضافية ، مما يؤكد متانة سوق العمل. وفي مايو ، أضافت شركات البناء ما مجموعه 25000 وظيفة ، معظمها في البناء التجاري والهندسة. وحصل مقدمو الرعاية الصحية على 75000 وظيفة. وفي الخدمات المهنية والتجارية ، وهي فئة تشمل وظائف ذوي الياقات البيضاء مثل المحاسبين والمهندسين والمهندسين المعماريين ، تمت إضافة 64000 وظيفة.

وبعد فرضه 10 ارتفاعات متتالية لأسعار الفائدة الامريكية منذ مارس 2022 ، من المتوقع على نطاق واسع أن يتخطى بنك الاحتياطي الفيدرالي زيادة سعر الفائدة عندما يجتمع في وقت لاحق من هذا الشهر ، وعلى الرغم من أنه قد يستأنف زياداته بعد ذلك. أوضح حاكم البنك جيروم باول وغيره من مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي أنهم يعتبرون أن التوظيف القوي من المرجح أن يبقي التضخم مرتفعًا بأستمرار لأن أرباب العمل يميلون إلى زيادة الأجور في سوق العمل الضيق. ثم تقوم العديد من هذه الشركات بتمرير تكاليف الأجور المرتفعة للعملاء في شكل أسعار أعلى.

ويضيف تقرير الوظائف الامريكية لشهر مايو إلى دليل آخر مؤخرًا على أن الاقتصاد لا يزال قادرًا على المضي قدمًا على الرغم من التوقعات طويلة الأمد بأن الركود قد أقترب. وكثف المستهلكون إنفاقهم في أبريل ، حتى بعد التكيف مع التضخم ، وارتفعت مبيعات المنازل الجديدة على الرغم من ارتفاع معدلات الرهن العقاري. ومع ذلك ، فقد بدأت تظهر بعض التشققات في أسس الاقتصاد. حيث تراجعت مبيعات المنازل الامريكية. وأشار مقياس نشاط التصنيع إلى ضعفه لمدة سبعة أشهر متتالية.

ويظهر المستهلكون علامات الإجهاد لمواكبة الأسعار المرتفعة. حيث أرتفعت نسبة الأمريكيين الذين يكافحون من أجل البقاء على اطلاع على ديون بطاقات الائتمان وقروض السيارات في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام ، وفقًا لبنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك.

وبشكل عام من المتوقع أن يتخلى مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي عن رفع سعر الفائدة الامريكية في اجتماع 13-14 يونيو لإتاحة الوقت لتقييم كيف أثرت ارتفاعاتهم السابقة في معدلات التضخم على ضغوط التضخم الكامنة وراء الاقتصاد. وعادةً ما تستغرق المعدلات المرتفعة وقتًا للتأثير على النمو والتوظيف. ويريد بنك الاحتياطي الفيدرالي تجنب رفع سعر الفائدة الرئيسي إلى الحد الذي يؤدي فيه إلى إبطاء الاقتراض والإنفاق بقدر ما يتسبب في ركود عميق.

وكان الاقتصاد الأمريكي ككل يضعف تدريجياً. فقد نما بمعدل سنوي ضعيف 1.3٪ من يناير حتى مارس ، بعد نمو سنوي 2.6٪ من أكتوبر حتى ديسمبر و 3.2٪ من يوليو حتى سبتمبر. ولا يزال العديد من أرباب العمل يشاركون في ما يسمى “التوظيف اللاحق” ، لا سيما في قطاعات مثل المطاعم والفنادق وأماكن الترفيه. وحتى مع ارتفاع طلب العملاء في هذه الصناعات ، لا يزال عدد العمال العاملين أقل من مستويات ما قبل الوباء.