الجمعة , مايو 3 2024
إبدأ التداول الآن !

مؤشرات أسواق الاسهم الامريكية مستقرة لحين الاعلان عن أرقام التضخم

خلال تداولات الامس. أستقرت مؤشرات الأسهم الأمريكية وذلك مع هدوء التداول بعد يومين عاصفين جعلتها خجولة بعض الشيء من سجلاتها. وحسب منصات شركات تداول الاسهم فقد أنخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 1.95 نقطة، أو أقل من 0.1%، إلى 5202.39 نقطة. ولقد كان يخرج من أمتداد هش حيث أنقلب الانخفاض بنسبة 1.2٪ على الفور إلى مكاسب بنسبة 1.1٪. وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي بواقع 11.24 نقطة، أو أقل من 0.1%، إلى 38892.80، في حين ارتفع مؤشر ناسداك المركب بواقع 5.44 نقطة، أو أقل من 0.1%، إلى 16253.96.

وكان الكثير من التركيز ينصب على أسعار الفائدة الامريكية ومتى سيقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بتخفيضها لتخفيف الضغط على الاقتصاد والنظام المالي. وكانت قد أدت سلسلة من التقارير التي تظهر أن التضخم والاقتصاد ظلا أكثر سخونة مما كان متوقعًا إلى إجبار أسواق وول ستريت على تأخير التوقعات بشأن الموعد الذي قد يتم فيه تخفيف أسعار الفائدة. ويحتوي هذا الأسبوع على العديد من النقاط الساخنة والتي يمكن أن تزيد من تأرجح التوقعات. حيث سيأتي يوم الأربعاء آخر تحديث شهري حول التضخم والذي يشعر به المستهلكون الأمريكيون. وفي وقت لاحق من نفس الأسبوع سيتم إصدار تقارير عن التضخم على مستوى الجملة وتوقعات التضخم القادم بين الأسر الأمريكية.

ومن جانبه قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى جيروم باول مؤخرًا بإنه لا يزال يتوقع تخفيضات في أسعار الفائدة الامريكية هذا العام، ولكن البنك المركزي الامريكى يحتاج إلى تأكيد إضافي أن التضخم يتجه نحو هدفه البالغ 2٪. وكان قد أبقى بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة الرئيسي عند أعلى مستوى منذ عام 2001، على أمل تقليص الاقتصاد وأسعار الاستثمارات بما يكفي للسيطرة على التضخم. وإن خطر الإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة للغاية لفترة طويلة للغاية هو أنه قد يؤدي إلى الركود.

وفى نفس الوقت فقد أثار بعض مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي إمكانية بقاء أسعار الفائدة الامريكية مرتفعة لفترة أطول، إذا ظل التضخم عنيدا. وقد دفع ذلك العديد من المتداولين في أسواق وول ستريت إلى تقليص التوقعات بشأن عدد التخفيضات التي قد يتم تطبيقها على أسعار الفائدة هذا العام إلى اثنين من ثلاثة. ولقد تراجعوا بالفعل عن توقعاتهم بشكل كبير منذ بداية هذا العام، عندما كان الكثيرون يتوقعون ستة تخفيضات أو أكثر.

وعموما يرى المتداولون الآن تقريبًا فرصة لقلب العملة لخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في اجتماعه في يونيو، بأنخفاض من احتمال أفضل من 70٪ قبل شهر، وفقًا لبيانات من مجموعة CME. وبشكل عام فإن تخفيضات أسعار الفائدة لا تجعل الاقتراض أسهل بالنسبة للأسر والشركات الأمريكية فحسب، بل إنها تشجع المستثمرين أيضا على دفع أسعار أعلى للأسهم والاستثمارات الأخرى. وقد قفزت أسعار الأسهم بالفعل جزئياً بفضل هذه التوقعات.

وعموما فقد ظلت الأسهم الأمريكية قريبة من المستويات القياسية على الرغم من تضاؤل التوقعات لخفض أسعار الفائدة هذا العام بسبب الأمل في أن يؤدي الاقتصاد القوي إلى زيادة أرباح الشركات. والأرباح وأسعار الفائدة هما الرافعتان الرئيسيتان اللتان تحددان أسعار الأسهم. وكانت قد ساعدت مثل هذه الآمال مكاسب سوق الأسهم على التوسع إلى ما هو أبعد من حفنة من أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى المسؤولة عن غالبية مكاسب العام الماضي. حيث قفزت أسهم منتجو الطاقة في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 16% هذا العام، بعد انخفاضهم بنحو 5% العام الماضي، وسط توقعات بأن الانتعاش الأخير في أسعار الطاقة سيعني أرباحاً أكبر في المستقبل.

ومن الممكن أيضًا أن يحقق الاقتصاد الأمريكي نموًا قويًا بينما يشهد في الوقت نفسه انخفاضًا في التضخم. وهذا ما يتوقعه ديفيد ميريكل، الخبير الاقتصادي في بنك جولدمان ساكس، ويرجع ذلك جزئيًا إلى ارتفاع معدلات هجرة الشباب الذين يعملون في البناء والصناعات الأخرى التي تكسب عمومًا أجورًا أقل.

وكان قد أظهر تقرير الوظائف الامريكية القوي بشكل مدهش يوم الجمعة أن متوسط أجور العمال في الساعة كان يتصرف كما هو متوقع، على الرغم من أن أصحاب العمل قاموا بتعيين عدد أكبر بكثير من العمال عما كان متوقعا الشهر الماضي. ولكن المنتقدين يقولون بإن أسعار الأسهم تبدو باهظة الثمن بالفعل، نظرا لارتفاعها الضخم والذي تجاوز 20% في الفترة من نوفمبر إلى مارس. وهذا يعني أن “تحقيق توقعات الأرباح الطموحة أصبح أمرًا بالغ الأهمية”.

ولتحقيق هذه الغاية، سيشهد هذا الأسبوع بداية موسم الإبلاغ عن الأرباح الأخير. حيث ستتصدر خطوط دلتا الجوية وجيه بي مورجان تشيس والبنوك الأخرى الأيام الأولى من الفترة المشمولة بالتقرير. ويتوقع المحللون أن تحقق الشركات عبر مؤشر S&P 500 نموًا للربع الثالث على التوالي. وفى نفس الوقت فقد ساعدت صناديق الاستثمار العقاري في قيادة السوق بعد أن قالت شركة Apartment Income REIT بإن شركة Blackstone وافقت على شرائها مقابل حوالي 10 مليارات دولار نقدًا، بما في ذلك الديون المفترضة. وقفز سهم Apartment Income REIT، والذي يمر أيضًا بـ AIR Communities، بنسبة 22.4٪.

وفي الطرف الخاسر من أسواق وول ستريت كانت أسهم مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا. حيث شهدت الشركة التي تقف وراء منصة Truth Social تأرجحًا حادًا في أسعار أسهمها يومًا بعد يوم، حيث يقول الخبراء بإنها تتحرك بناءً على آمال معجبي ترامب أكثر من توقعات أرباح الشركة. وانخفض بنسبة 8.4%.

وفي سوق السندات، ارتفعت عوائد سندات الخزانة لتضيف إلى مكاسبها لهذا العام حتى الآن وسط توقعات متضائلة بتخفيض أسعار الفائدة. والعائد على سندات الخزانة لمدة 10 سنوات وارتفع سعر الفائدة إلى 4.42% من 4.40% في وقت متأخر من يوم الجمعة ومن أقل من 3.90% في بداية العام.

المحلل محمود عبد الله
يعمل في أسواق العملات الأجنبية منذ 16 عاما بتفرغ كامل. يقدم تحليلاته ومقالاته وتوصياته في أشهر المواقع العربية المتخصصة في أسواق المال العالمية ونالت خبرته الكثير من الاهتمام اليومي لدى المتداولين العرب. يعمل على توفير التحليلات الفنية والاخبار السوقية والتوصيات المجانية واكثر بمتابعة لا تقل عن 15 ساعة يوميا، ويهدف لتبسيط كيفية التداول في الفوركس ومفهوم التجارة لجمهوره بدون تعقيد وبأقل الامكانيات. بالإضافة، فهو مبتكر للعديد من الافكار والادوات التي تساعد المتداول بالتعامل مع شركات التداول الشهيرة وتوفر له دخول عالم المتاجرة بكل سهولة.