سوق الأسهم الامريكية يرتفع إلى مستوى قياسي

خلال جلسة تداول الثلاثاء أرتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 إلى مستوى قياسي حيث قامت أسواق الاسهم الامريكية فى وول ستريت ببعض تحركاتها النهائية قبل سماع ما سيفعله بنك الاحتياطي الفيدرالي بأسعار الفائدة الامريكية. وحسب منصات شركات تداول الاسهم فقد أرتفع المؤشر الرئيسي 29.09 نقطة، أو 0.6%، إلى 5178.51 نقطة، متجاوزًا أعلى مستوى له على الإطلاق والذي سجله الأسبوع الماضي. وقفز مؤشر داو جونز الصناعي بواقع 320.33 نقطة، أو 0.8%، إلى 39110.76 نقطة، وربح مؤشر ناسداك المجمع ما مجموعه 63.34 نقطة، أو 0.4%، إلى 16166.79 نقطة.

ومحت المؤشرات الثلاثة خسائرها التي تكبدتها في وقت سابق من اليوم لترتفع.

وحسب الاسهم الفردية فقد أرتفع سهم International Paper بنسبة 11% محققاً أكبر مكاسب في مؤشر S&P 500 بعد أن عينت أندرو سيلفرنيل، وهو مسؤول تنفيذي في شركة الاستثمار KKR، رئيساً تنفيذياً جديداً لها. وارتفعت أسهم شركة يونيليفر التي يتم تداولها في الولايات المتحدة بنسبة 2.8% بعد أن قالت بإنها ستفصل بين آند جيري وأعمال الآيس كريم التابعة لها، بينما ألغت 7500 وظيفة. وتأرجحت أسهم شركة Nvidia طوال اليوم وانتقلت من واحدة من أثقل الأوزان في السوق إلى واحدة من أقوى وسائل الدفع لديها. وحجمها الضخم يمنحها تأثيرًا كبيرًا على المؤشرات، وقد انتقلت من خسارة ما يقرب من 4٪ إلى ربح بنسبة 1.1٪.

وكانت قد كشفت النقاب عن منتجات جديدة في مؤتمر المطورين الخاص بها في اليوم السابق، والتي قال المحللون بإنها يجب أن تبقي Nvidia في صدارة المنافسين. ولقد تضاعف سهمها بالفعل بأكثر من ثلاثة أضعاف خلال الأشهر الـ 12 الماضية بسبب الهوس حول تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

وفي الطرف الخاسر من أسواق وول ستريت كانت أسهم شركة Super Micro Computer، والتي ارتفعت أسهمها في وقت سابق من أقل من 100 دولار إلى أكثر من 1000 دولار في عام واحد. انخفض بائع أنظمة الخوادم والتخزين المستخدمة في الذكاء الاصطناعي والحوسبة الأخرى بنسبة 9٪ بعد أن قالت بإنها تتطلع لبيع مليوني سهم من أسهمها.

وفي أماكن أخرى في وول ستريت، كان التركيز على بنك الاحتياطي الفيدرالي. وكان قد بدأ البنك المركزى الامريكى أجتماعه الأخير بشأن أسعار الفائدة وسيعلن قراره اليوم الأربعاء. والتوقعات واسعة النطاق هي أن يترك سعر الفائدة الامريكية الرئيسي وحده عند أعلى مستوى له منذ عقدين من الزمن. والأمل هو أن يشير ذلك إلى أنه لا يزال يتوقع خفض أسعار الفائدة ثلاث مرات في وقت لاحق من هذا العام، كما ألمح قبل بضعة أشهر.

وعموما يعود جزء من ارتفاع الأسهم الأمريكية إلى مستويات قياسية إلى الآمال في مثل هذه التخفيضات، والتي من شأنها أن تخفف الضغط على الاقتصاد والنظام المالي. ولكن التقارير الأخيرة عن التضخم كانت تأتي بأستمرار أسوأ من المتوقع. وقد يجبر ذلك بنك الاحتياطي الفيدرالي على القول بأنه سيقدم تخفيضات أقل في أسعار الفائدة هذا العام، وقد تخلى المتداولون بالفعل عن توقعات سابقة بأن التخفيض الأول لهذا العام سيصل يوم الأربعاء.

وفى هذا الصدد يتوقع المحللون في بنك أوف أمريكا أن يلتزم مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي بالتوقعات التي تظهر أنه فى المتوسط لا يزال يتوقع ثلاثة تخفيضات في عام 2024. لكنها نتيجة قريبة، و”تميل المخاطر إلى عدد أقل من التخفيضات”. وكانت قد تراجعت عوائد سندات الخزانة في سوق السندات قبل الإعلان. وانخفض العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 4.29٪ من 4.33٪ في وقت متأخر من يوم الاثنين. ويمكن أن تؤدي العوائد المرتفعة وأسعار الفائدة إلى الإضرار بأسعار الأسهم على نطاق واسع، بينما تمتص الدولارات والحماس من الأجزاء المفعمة بالسوق.

وعلى صعيد أخر فقد أنخفض سعر البيتكوين مقابل الدولار  بشكل عام منذ أن وصل إلى ذروة تزيد عن 73000 دولار الأسبوع الماضي. ومن المعروف أنها تأخذ المستثمرين خلال تقلبات حادة في الأسعار. انخفض أكثر يوم الثلاثاء حيث تراجع إلى أقل من 63900 دولار.

وفي أسواق الأسهم العالمية الاخرى، فقد أرتفع مؤشر نيكاي 225 الياباني بنسبة 0.7% بعد أن رفع بنك اليابان سعر الفائدة القياسي للمرة الأولى منذ 17 عامًا. وفي خطوة تاريخية، أعاد البنك سعر الفائدة إلى نطاق من صفر إلى 0.1% وأجرى تغييرات أخرى، منهيًا تجربة طويلة لأسعار الفائدة أقل من الصفر والتي كان الهدف منها تعزيز الاقتصاد والتضخم. وقال محللون بإن هذه الخطوة التي تحدد العصر كانت متوقعة على نطاق واسع، وما زالت تحافظ على سياسات أسعار الفائدة سهلة.

وانخفضت الأسهم بنسبة 1.2% في هونج كونج و0.7% في شنغهاي بعد أن قالت شركة التطوير العقاري المتعثرة China Evergrande Group بإن هيئة مراقبة السوق في بكين فرضت عليها غرامة قدرها 4.2 مليار يوان (333.4 مليون دولار) بزعم تزوير إيراداتها، من بين انتهاكات أخرى. وكانت الأسهم مختلطة في أماكن أخرى في أسواق آسيا وأوروبا.