تراجع مؤشرات الاسهم الامريكية قبيل أرقام التضخم

خلال جلسة تداول الامس تراجعت مؤشرات أسواق الأسهم الأمريكية وذلك في الوقت الذي تستعد فيه أسواق وول ستريت لتقرير عن التضخم الامريكى يمكن أن يظهر مدى واقعية آمالها في تسهيل أسعار الفائدة. وحسب منصات شركات تداول الاسهم فقد أنخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.5% في تعاملات منتصف النهار، ليخرج من أسبوعه الخاسر الثالث في آخر 19 أسبوع. ولكنه لا يزال بالقرب من أعلى مستوى له على الإطلاق الذي سجله يوم الخميس، مدعومًا بالتوقعات بأن تخفيضات أسعار الفائدة قادمة هذا العام وبإشارات أن الاقتصاد الامركى لا يزال مرنًا بشكل ملحوظ. وحسب التداولات أيضا فقد أنخفض مؤشر داو جونز الصناعي بواقع 148 نقطة، أو 0.4%، وانخفض مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.5%.

وبشكل عام وحسب بيانات المفكرة الاقتصادية قد يظهر تقرير اليوم الثلاثاء عن الأسعار على مستوى المستهلك الامريكى أن التضخم ظل عند 3.1% في فبراير، إذا صحت توقعات الاقتصاديين. وقبل شهر، أدى تقرير أكثر سخونة من المتوقع حول التضخم الامريكى على مستوى المستهلك إلى دوران الأسواق المالية لأنه أدى إلى تدافع الرهانات حول الموعد الذي سيبدأ فيه بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة الامريكية. وعليه فقد ارتفعت الأسهم بالفعل وتراجعت عوائد سندات الخزانة بالفعل في سوق السندات وسط توقعات بحدوث مثل هذه التخفيضات.

ولكن اتجاه التضخم كان في الأغلب نحو الانخفاض، حيث تباطأ نحو هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى بنسبة 2% بعد أن بلغ ذروته فوق 9%. ومن جانبه قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول الأسبوع الماضي بإن بنك الاحتياطي الفيدرالي “ليس بعيدًا” عن الحصول على ثقة كافية بشأن التضخم لبدء خفض أسعار الفائدة. وإن تخفيض سعر الفائدة الرئيسي لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الامريكى من أعلى مستوى له منذ عام 2001 من شأنه أن يخفف الضغوط على الاقتصاد والنظام المالي، في حين يرفع أسعار الاستثمار. والتوقعات السائدة بين المتداولين هي أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى سيبدأ في خفض أسعار الفائدة في يونيو. وهذه التوقعات هي التي كانت وراء بعض الارتفاع الهائل في سوق الأسهم الأمريكية منذ أواخر أكتوبر، وحسب محللون “من المرجح الآن أن يظهر العبء على الأرباح/الأساسيات المزيد من التحسن المادي” حتى يستمر الارتفاع.

وعلى صعيد أخر فقد أنتهى موسم تقارير الأرباح الأخير في الغالب، لكن آرتشر دانييلز ميدلاند وأولتا بيوتي من بين الشركات المدرجة في مؤشر S&P 500 والتي ستعلن في وقت لاحق من هذا الأسبوع.

وعلى صعيد أخر فقد ساعدت التوقعات بشأن أسعار الفائدة الأسهل على ارتفاع سعر الذهب إلى مستوى قياسي. عندما تدفع السندات فائدة أقل، يخسر المستثمرون دخلاً أقل من خلال امتلاك الذهب بدلاً من ذلك. وارتفع سعر الذهب بنسبة 0.2% يوم الاثنين إلى 2190.20 دولارًا للأوقية.

كما ارتفعت عملة البيتكوين، والتي يطلق عليها أنصارها أحيانًا أسم “الذهب الرقمي”، إلى رقم قياسي آخر. وارتفعت فوق 72000 دولار بعد أن كان أقل من 17000 دولار في بداية العام الماضي. وكانت قد أرتدت بأكثر من ذروتها السابقة التي بلغت حوالي 69000 دولار. كما ساعد عدد كبير من الصناديق الجديدة المتداولة في البورصة، والتي تجعل الاستثمار في عملة البيتكوين أسهل، على زيادة الاهتمام بالعملة المشفرة. وعلى أثر ذلك فقد أرتفع سهم Coinbase، والذي يقدم خدمات الحراسة لصناديق الاستثمار المتداولة، بنسبة 4.3%.

وفي الطرف الخاسر من السوق، كانت أسهم شركة إنتاج الغاز الطبيعي EQT، والتي انخفضت بنسبة 8.2٪ لأكبر انخفاض في مؤشر S&P 500. حيث قالت بإنها ستشتري Equitrans Midstream وأنظمة نقل وتخزين الغاز الخاصة بها في صفقة شاملة للأسهم تقدر قيمة الشركة المندمجة عند 35 مليار دولار. وكان قد أرتفع سهم Equitrans Midstream بنسبة 23٪.

وكانت أسهم شركة Nvidia تتأرجح بعد أن انخفضت بنسبة 5.5٪ يوم الجمعة، والذي كان أسوأ يوم لها منذ مايو. ولا تزال أسهم Nvidia مرتفعة بأكثر من 70% هذا العام بعد أن تضاعفت بأكثر من ثلاثة أضعاف العام الماضي وسط جنون في أسواق وول ستريت حول تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. وكان قد أدى الارتفاع إلى تضخم حجم شركة نفيديا Nvidia، وأصبحت ثالث أكبر سهم في أسواق وول ستريت. وهذا يمنح تحركات أسهمها تأثيرًا كبيرًا على مؤشر S&P 500، وقد تعرضت لانتقادات مفادها أن أسهمها ارتفعت جدًا وبسرعة كبيرة. وبعد التقلب في وقت سابق بين الخسائر والمكاسب، انخفض سهم نفيديا Nvidia بنسبة 1%.

وفي مكان آخر في أسواق وول ستريت، قالت شركة Reddit بإنها تتطلع إلى جمع ما يقرب من 750 مليون دولار من خلال بيع الأسهم للمستثمرين في البورصة لأول مرة. وتتوقع شركة التواصل الاجتماعي أن يتم تداول أسهمها تحت رمز المؤشر “RDDT”.

وفي سوق السندات، ظلت العائدات ثابتة نسبيا. حيث أرتفع العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 4.09% من 4.08% في وقت متأخر من يوم الجمعة.

وفي أسواق الأسهم العالمية الاخرى، كانت المؤشرات منخفضة في معظم أنحاء أسواق أوروبا وآسيا. وتراجع مؤشر نيكي 225 الياباني بنسبة 2.2%. حيث قالت الحكومة هناك بإن اقتصادها ربما نما بشكل طفيف بالفعل في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2023، وهو أفضل من الانكماش الذي قالته في وقت سابق. وهذا يعني أن اقتصادها ليس في حالة ركود. وحسب التداولات فقد سجل مؤشر نيكاي 225 أرقاماً قياسية في الآونة الأخيرة بعد أن تجاوز ذروته التي سجلها في عام 1989، مدعوماً جزئياً بأسعار الفائدة السهلة للغاية والسياسات الأخرى التي تهدف إلى دعم الاقتصاد الياباني. وارتفعت الأسهم الصينية، حيث ارتفعت المؤشرات بنسبة 0.7% في شنغهاي وبنسبة 1.4% في هونغ كونغ. وكان قد أختتم المؤتمر الشعبي الوطني الصيني أعماله بإظهار شبه إجماعي لدعم القرارات التي اتخذها كبار قادة الحزب الشيوعي الحاكم.