TradersUp.comتوصيات وتحليلات أسواق التداول عن كثب
حسب التداولات الاخيرة قفز سعر الجنيه الاسترليني مقابل اليورو إلى الأفضل خلال 34 شهرًا نتيجة لتزايد عدم الاستقرار السياسي في الاتحاد الأوروبي. وفى المقابل تهاوى سعر اليورو مقابل الجنيه الاسترلينى EUR/GBP الى مستوى الدعم 0.8436 الادنى لزوج العملات منذ أغسطس 2022 . وكانت قد أرتفعت قيمة تحويل الجنيه إلى اليورو يوم الاثنين لتقديم أفضل أسعار الصرف لمشتري اليورو خلال 34 شهرًا.
ومؤخرا يتعرض اليورو لضغوط واسعة النطاق، حيث يلقي المحللون اللوم على الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة في فرنسا والنجاح الواضح للأحزاب المتشككة في الاتحاد الأوروبي في الانتخابات البرلمانية الأوروبية. وكان أداء الأحزاب اليمينية “المتطرفة” قوياً في انتخابات الاتحاد الأوروبي التي جرت نهاية هذا الأسبوع، وخاصة في فرنسا وإيطاليا، حيث جاء حزب التجمع الوطني (RN) وإخوان إيطاليا (FdI) في المركز الأول.
وعليه فقد رد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بحل البرلمان والدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة، مما أثار حالة من عدم اليقين السياسي بالنسبة للكتلة. وتعليقا على ذلك يقول روبرتو مياليتش، قسم تحليل العملات الفوركس لدى UniCredit في ميلانو، بإن اليورو “اضطر إلى التراجع” بعد نتائج الانتخابات الأوروبية التي دفعت الرئيس الفرنسي ماكرون إلى الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة في فرنسا.
ومن جانبه يقول أولريش لوختمان، رئيس قسم أبحاث العملات الأجنبية الفوركس والسلع في كومرتس بنك ، بإن ضعف اليورو يأتي بعد انتخابات البرلمان الأوروبي حيث “حققت الأحزاب المتشككة في اليورو والمناهضة لأوروبا مكاسب، لا سيما في دول الاتحاد الأوروبي الكبرى. وهناك انتخابات جديدة في فرنسا. والنتيجة يمكن أن تعقد عملية صنع السياسة في فرنسا.”
ومن جانبه يقول كريس تورنر، رئيس تحليل العملات الأجنبية في بنك ING: “إن الأداء الضعيف للأحزاب السياسية الحالية في فرنسا وألمانيا في الانتخابات البرلمانية الأوروبية التي جرت نهاية الأسبوع – بالإضافة إلى قرار الرئيس ماكرون بحل البرلمان – يؤثر على العملة الاوروبية الموحدة”.
وفي الوقت نفسه، يجد الجنيه الإسترليني نفسه مدعومًا بشكل جيد، حيث يرتفع مقابل جميع أقرانه الرئيسيين، باستثناء الدولار الامريكى. وحسب تداولات سوق العملات فقد أرتفع سعر صرف الجنيه مقابل اليورو إلى 1.1824 يوم الاثنين حيث واصل الارتفاع الذي بدأ في وقت متأخر من يوم الجمعة بسبب تقرير الوظائف الأمريكي القوي، والذي قلل من احتمالات تخفيض أسعار الفائدة الأمريكية. كما أدى هذا التطور إلى خفض احتمالات خفض أسعار الفائدة في بريطانيا، حيث تراهن الأسواق على أن بنك إنجلترا سيتبع بنك الاحتياطي الفيدرالي في تأخير بدء دورة خفض أسعار الفائدة.
وهذا يعزز عوائد السندات البريطانية والجنيه الاسترليني.
وبالتالي فإن حركة سعر الجنيه الاسترليني مقابل اليورو مدفوعة بعوامل خارجية عن المملكة المتحدة. وبالقاء نظرة على لوحة الأداء تظهر أن الجنيه الاسترليني هو المستفيد الرئيسي من إعادة تصنيف توقعات أسعار الفائدة الأمريكية، حيث ارتفع مقابل جميع أقرانه في مجموعة العشرة، باستثناء الدولار.
والحدث الرئيسي للجنيه الإسترليني في هذا الأسبوع هو تقرير الأجور في المملكة المتحدة، وعموما فإنه أسبوع بيانات كبير بالنسبة لبريطانيا مع صدور تقارير سوق العمل والناتج المحلي الإجمالي لشهر أبريل. وستراقب لجنة السياسة النقدية ذلك عن كثب. وعموما فإذا تجاوزت الأجور العادية التوقعات بنسبة 6.1%، فيمكن للجنيه الاسترليني أن يرتفع لأنه يشير إلى أن لجنة السياسة النقدية التابعة لبنك إنجلترا (MPC) ستثبت حذرها بشأن رفع أسعار الفائدة في أغسطس، حيث قد يؤدي ذلك إلى زيادة مخاطر إعادة إشعال التضخم المحلي.
وراقب أيضًا قراءة الناتج المحلي الإجمالي في بريطانيا يوم الخميس، حيث تتطلع الأسواق إلى ارتفاع بنسبة 0.1٪ على أساس شهري في أبريل، مع وصول المعدل على أساس سنوي إلى 0.7٪. وأي انخفاض عن التوقعات قد يؤدي إلى عودة الجنيه الاسترليني لبعض مكاسبه الأخيرة.
وفى المقابل فإنه أسبوع هادئ في منطقة اليورو مع عدم وجود أحداث كبيرة في التقويم.
