الخميس , مارس 28 2024
إبدأ التداول الآن !

بعد الانهيار الاخير لاسعار النفط الخام.. ماذا عن أرباح أرامكو السعودية؟

أعلنت شركة أرامكو السعودية مؤخرا بإن أرباحها تراجعت بنسبة 20٪ في 2019 إلى 88.2 مليار دولار ، وهو انخفاض حاد وذلك مع عزم المملكة العربية السعودية لإغراق سوق الطاقة العالمية والتى تعانى بالفعل وسط تفشى وباء فيروس كورونا الجديد COVID-19 والذى أصاب الاقتصاد العالمى بالشلل. ولم يتطرق إعلان الشركة والمعروفة رسميا باسم شركة النفط العربية السعودية إلى خطط المملكة لزيادة الإنتاج إلى مستويات قياسية بعد فشل اجتماع في وقت سابق هذا الشهر بين أوبك وروسيا في الموافقة على خفض اعمق للانتاج العالمى لوقف نزيف الخسائر. حيث تراجعت أسعار النفط الخام بنسبة 25٪، وهو أكبر انخفاض شهدته منذ حرب الخليج عام 1991 ، وسط تزايد المخاوف من نشوب حرب أسعار ما بين السعودية وروسيا.

تم تداول سعر خام برنت بأدنى من 33 دولارًا للبرميل، وسط توقعات المحللين من أن السعر عرضة لمزيد من الانخفاض. هذا التراجع يجعل البنزين أرخص بالنسبة للمستهلكين وشركات الطيران، وفى نفس الوقت يؤثر أيضًا على شركات النفط الامريكية وغيرها من الشركات التي تكافح الآن مع انخفاض النمو الاقتصادي وسط وباء الفيروس.

وفي بيان نتائجها، ألقت أرامكو باللوم على انخفاض أسعار النفط الخام وانخفاض مبيعاتها الكيميائية والتى أضعفت الأرباح. كما أشارت إلى الفوضى التي سببها هجوم سبتمبر / أيلول على قلب إنتاجها النفطي وهو ما أدى إلى خفض الإنتاج مؤقتًا في المملكة. وحينها ألقت السعودية والغرب باللوم على إيران في شن هذا الهجوم ، وهو أمر تنفيه طهران على الرغم من أن الصواريخ التي أطلقت لم تتمكن من الوصول إلى الأهداف.

وحققت أرامكو السعودية أرباحًا بلغت 88.2 دولارًا في عام 2019 ، منخفضة من 111.1 مليار دولار في عام 2018. وانخفض الإنفاق الرأسمالي في 2019 إلى 32.8 مليار دولار مقارنة بـ 35.1 مليار دولار في العام السابق. وتتوقع أرامكو فقد ما بين 25 مليار دولار إلى 30 مليار دولار هذا العام ، بانخفاض نحو 10 مليارات دولار عن التقديرات السابقة.

وصرح أمين ناصر، الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية في بيان ، “لقد كانت سنة استثنائية لشركة أرامكو السعودية“. وأضاف “وذلك من خلال مجموعة متنوعة من الظروف – بعضها مخطط لها والبعض الآخر لم يكن متوقعا – وهو ما قدم للعالم رؤية غير مسبوقة في مرونة أرامكو السعودية.”

وأدرجت أرامكو مبدئيا في تداول في ديسمبر كانون الأول بسعر 32 ريالا (8.53 دولارات) للسهم، مما أعطى الشركة تقييما قدره 1.7 تريليون دولار. وشهدت الأيام الأولى من التداول ارتفاعًا سريعًا في قيمة السهم ، مما أعطى الشركة لفترة وجيزة تقييمًا بقيمة 2 تريليون دولار طال انتظاره من قبل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ، الذي كان يأمل أن توفر الشركة المال اللازم لخطط التنمية الاقتصادية للمملكة.

ومؤخرا وفى ظل ذعر العالم من وباء كورونا وتهديده للنمو الاقتصادى العالمى ووسط حرب الاسعار. انخفض السهم وجرى تداوله يوم الأحد قرابة 29 ريالاً (7.73 دولارات) للسهم ، مما منح الشركة قيمة 1.54 تريليون دولار.

وبعد فشل الاوبك+ فى الاتفاق على خفض أعمق للانتاج. خفض السعوديون أسعار النفط وقالوا إنهم سيرفعون الإنتاج إلى 12.3 مليون برميل يوميا في أبريل وهو رقم قياسي. كما وجهت الحكومة السعودية أرامكو لزيادة الطاقة الإنتاجية إلى 13 مليون برميل في اليوم. وبينما تكلف السعودية أقل من 10 دولارات للبرميل لإنتاج نفطها ، وكانت ميزانيات الحكومة لهذا العام قدرت النفط بـ 55 دولارًا للبرميل. وفى نفس المسار قالت الإمارات إنها ستستعد لزيادة الإنتاج إلى 4 ملايين برميل من النفط الخام في اليوم ، ارتفاعاً من 3 ملايين برميل تضخها الآن.

وحذر بنك الإمارات دبي الوطني ، من “إن هجمة النفط الخام على الأسواق في غضون أسابيع قليلة ستكون هائلة ، وتضخم المخزونات سيصل إلى مستويات غير مسبوقة”.

ولم تعالج نتائج أرامكو الاضطرابات الحالية في السوق. ومع ذلك، علق ناصر على الفيروس التاجي الجديد COVID-19، حيث تسبب فى انخفاض الطلب على وقود الطائرات وتباطؤ الاقتصاد الصيني. وقال ناصر: “تفشي COVID-19 الأخير وانتشاره السريع يوضح أهمية المرونة والقدرة على التكيف في المشهد العالمي المتغير باستمرار“. ومن المتوقع أيضًا في عام 2020 أن تنتهى أرامكو السعودية من صفقة شراء بقيمة 69.1 مليار دولار لشراء حصة بنسبة 70٪ في شركة البتروكيماويات (سابك) من صندوق الاستثمارات العامة في المملكة.

المحلل محمود عبد الله
يعمل في أسواق العملات الأجنبية منذ 16 عاما بتفرغ كامل. يقدم تحليلاته ومقالاته وتوصياته في أشهر المواقع العربية المتخصصة في أسواق المال العالمية ونالت خبرته الكثير من الاهتمام اليومي لدى المتداولين العرب. يعمل على توفير التحليلات الفنية والاخبار السوقية والتوصيات المجانية واكثر بمتابعة لا تقل عن 15 ساعة يوميا، ويهدف لتبسيط كيفية التداول في الفوركس ومفهوم التجارة لجمهوره بدون تعقيد وبأقل الامكانيات. بالإضافة، فهو مبتكر للعديد من الافكار والادوات التي تساعد المتداول بالتعامل مع شركات التداول الشهيرة وتوفر له دخول عالم المتاجرة بكل سهولة.