شهدت الأسهم الأمريكية خلال هذا الأسبوع تذبذبًا واضحًا، متأرجحة بين الصعود الحاد لبعض المؤشرات والهبوط القوي، خصوصًا في آخر أيام التداول. كان من الواضح أن التوترات الجيوسياسية، لا سيما تلك المتعلقة بالتوترات التجارية مع الصين، وتطورات قطاع التكنولوجيا أثرت بشكل مباشر على أداء السوق. في يوم الأربعاء 17 يوليو، على سبيل المثال، تراجع مؤشر S&P 500 بنسبة 1.4% ليغلق عند 5,588.27 نقطة، بينما شهد مؤشر ناسداك المركب أسوأ يوم له منذ عام 2022، متراجعًا بنسبة 2.8% إلى 17,996.92 نقطة.
وكان هذا التراجع كان مدفوعًا بشكل كبير بتراجع أسهم شركات التكنولوجيا الثقيلة مثل Nvidia وApple، نتيجة المخاوف من تصعيد الحرب التجارية على قطاع الرقائق الإلكترونية. في المقابل، حقق مؤشر داو جونز مكاسب جيدة، مرتفعًا بنسبة 0.6% ليغلق عند 41,198.08 نقطة، وبلغ مستوى قياسيًا جديدًا، مدعومًا بقوة أسهم القطاع التقليدي وبعض الشركات الصناعية والمالية.
وبدأ الأسبوع بمكاسب تدريجية في يومي الاثنين والثلاثاء (15-16 يوليو)، حيث أضاف داو جونز 231 نقطة يوم الثلاثاء ليغلق عند 44,254.78 نقطة، بينما ارتفع S&P 500 بنسبة 0.32% ليغلق عند 6,263.70 نقطة. كما حقق ناسداك مكاسب طفيفة مع استمرار الزخم في أسهم شركات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا. ومع ذلك، تحولت الأسواق المالية إلى الهبوط الحاد في قطاع التكنولوجيا يوم الأربعاء مع تصاعد المخاوف التجارية، ورغم ذلك، استمر داو جونز في تحقيق مكاسب بفضل قوة أسهم القطاع التقليدي. أما يوم الخميس، فقد شهدت الأسهم الأمريكية صعودًا مدعومًا من الأرباح الإيجابية والبيانات الاقتصادية القوية، حيث ارتفع مؤشر S&P 500 و Nasdaq 100 بنسبة 0.5% و 0.8% على التوالي، محققين مستويات قياسية جديدة.
وكانت قد أرتدت مبيعات التجزئة بنسبة 0.6% في يونيو، متجاوزة التوقعات، وانخفضت مطالبات البطالة الأسبوعية إلى 221,000، مما أبرز صمود المستهلك. قادت شركتا الطيران المتحدة وبيبسي كو المكاسب الناجمة عن الأرباح، بينما ارتفعت TSMC بنسبة 3.9% بفضل أرباح قياسية، مما رفع أسهم شركات تصنيع الشرائح مثل Nvidia و Marvell. يشير المحللون إلى أن السوق حاليًا يتسم بتقلبٍ عالٍ، وأن التراجعات قد تتيح فرصًا استثمارية في أسهم التقنية التي تعتبر تحت الضغط المبالغ فيه، بينما تتجه السيولة مؤقتًا نحو الأسهم الدفاعية والصناعية، وهو ما يفسر استمرار داو جونز وراسل 2000 في الاتجاه الصاعد للأسبوع.