تراوحت أسعار العقود الآجلة للغاز الطبيعي الأمريكي حول 3.56 دولار أمريكي/مليون وحدة حرارية بريطانية، وهو أعلى مستوى لها في ثلاثة أسابيع، مدفوعةً بزيادة الطلب على التبريد في ظل طقس أكثر حرارة من المعتاد. حيث تستهلك مولدات الطاقة كميات أكبر من الغاز لتلبية احتياجات تكييف الهواء. كما تشير التوقعات إلى استمرار ارتفاع درجات الحرارة في جميع أنحاء الولايات الـ 48 السفلى حتى أوائل أغسطس، ومن المرجح أن يشهد الأسبوع المقبل ذروة حرارة الصيف.
الرسم البيانى المباشر لسعر الغاز الطبيعى
وإضافةً إلى ذلك، تشهد صادرات الغاز الطبيعي المسال ارتفاعًا، حيث بلغ متوسط التدفقات إلى محطات التصدير 15.8 مليار قدم مكعب يوميًا حتى الآن في يوليو، ارتفاعًا من 14.3 مليار قدم مكعب يوميًا في يونيو، وذلك مع تعافي بعض المحطات من أعمال الصيانة والانقطاعات. كما يرتفع الإنتاج ليصل إلى 107.0 مليار قدم مكعب يوميًا في يوليو، متجاوزًا الرقم القياسي السابق البالغ 106.4 مليار قدم مكعب يوميًا المسجل في يونيو.
وفي غضون ذلك، أظهر تقرير اتحادي أن الإنتاج القوي سمح لشركات الطاقة بضخ 46 مليار قدم مكعب في المخزونات خلال الأسبوع المنتهي في 11 يوليو، وهو ما يفوق بكثير مستوى العام الماضي البالغ 18 مليار قدم مكعب ومتوسط السنوات الخمس البالغ 41 مليار قدم مكعب. وتتجاوز مخزونات الغاز الآن المعدل الموسمي بنحو 6.2%.
التحليل الفني لسعر الغاز الطبيعي:
عزيزى القارىء وحسب التداولات الاخيرة فقد أمتد زخم الغاز الطبيعي NATGAS/USD الصعودي متجاوزًا منطقة المقاومة عند 3.50 دولار، حيث يتداول حاليًا عند حوالي 3.497 دولار، مختبرًا الحدود العليا لارتفاعه الأخير. ومع ذلك، تشير حركة السعر إلى احتمال حدوث تراجع، حيث تُصدر مؤشرات الزخم إشارات تحذيرية. وكان قد دفع الارتفاع الأخير سعر سلعة الطاقة إلى ما فوق المتوسطين المتحركين المتحركين البسيطين 100 و200، مؤكدًا استمرار الاتجاه الصعودي.
وعليه تشير هذه الخلفية الفنية إلى أن أي تصحيحات على المدى القريب ينبغي أعتبارها فرصًا للشراء وليست انعكاسات للاتجاه.
نصائح تداول:
وفي حال ظهور عمليات جني أرباح، توفر مستويات تصحيح فيبوناتشي مناطق دعم قوية حيث يمكن أن يتجسد إقبال شراء جديد. ويمثل مستوى تصحيح 38.2% عند 3.394 دولار أمريكي خط الدفاع الأول، متزامنًا مع ديناميكيات تحوّل المقاومة إلى دعم سابقًا. وقد يؤدي التصحيح الأعمق إلى ظهور مشترين عند مستوى 50% حول 3.334 دولار أمريكي، بينما يوفر مستوى تصحيح فيبوناتشي 61.8% عند 3.274 دولار أمريكي هدف تراجع أقوى يتماشى مع نموذج قمة المثلث المكسور.
وفى نفس الوقت يحوم مؤشر ستوكاستيك بالقرب من منطقة ذروة الشراء، مما يشير إلى احتمال تراجع الزخم الصعودي على المدى القصير. ويشير هذا إلى أن البائعين قد يسيطرون مؤقتًا على السوق، مما قد يدفع الأسعار نحو مستويات التصحيح الرئيسية. وفي الوقت نفسه، لا تزال قراءات مؤشر القوة النسبية مرتفعة، لكنها لم تصل بعد إلى مستويات ذروة الشراء القصوى، مما يتيح مجالًا لمزيد من الارتفاع بمجرد انتهاء أي حركة تصحيحية. ويُشكل التقاء مستوى فيبوناتشي 61.8% مع دعم خط الاتجاه الصاعد منطقة جذابة للغاية للمستثمرين الصاعدين. وعادةً ما يجذب هذا التقارب الفني أهتمامًا بالشراء من المؤسسات، مما قد يُمهد الطريق للارتفاع التالي نحو مستوى المقاومة النفسية عند 3.60 دولار.
وبشكل عام، لا يزال الهيكل الفني إيجابيًا، ومن المرجح أن يُقابل أي تراجع بضغط شراء متجدد عند مناطق دعم فيبوناتشي الهامة. ومع ذلك، يبدو أن معنويات السوق قد مالت لصالح الدولار الأمريكي، حيث جاءت بيانات مبيعات التجزئة أقوى من المتوقع.