الخميس , مارس 28 2024
إبدأ التداول الآن !

تخلى عن عواطفك عند التداول في سوق فوركس

عندما تدخل الغرفة التي يوجد فيها جهاز الكمبيوتر الخاص بك، أو المكتب الذي تقوم منه بتداولاتك في أسواق فوركس، أو الكهف الذي لديك فيه ، بطريقة ما، إتصال بالإنترنت، عليك أن تتذكر شيئاً واحداً، و هو أن تترك شخصيتك عند الباب. إذا ما كنت قد مررت بليلة صعبة، أو نهار صعب، أو لحظة صعبة، فإن أسوء ما يمكنك القيام به هو أن تأخذ معك ذلك الإنطباع إلى عمليات التداول في أسواق فوركس التي سوف تقوم بها في ذاك اليوم، عليك أن تتركه خارجاً، فذلك الإنطباع لا ينتمي إلى هذه البيئة. هذه أهم نصيحة من نصائح فوركس التي سيقدمها أي متداول خبير لـ متداول مبتدئ ؛ سوف تكتشف و أنت تراجع يوميات تداولاتك في فوركس (التي يجب عليك أن تحتفظ بها بالطبع) بإن تداولاتك قد تأثرت بعواطفك. عليك أن توفر عواطفك للعبة الكبرى، و ليس للتداول الكبير. فإذا كان هناك ما يزعجك خارج سوق فوركس (أو حتى داخل السوق) فإن من الطبيعي أن تتخذ طابعاً إنتقامياً.

للأسف فإنك لن تستطيع أن تنتقم من السوق، فسوق فوركس ليس بحاجة إلى أن تلقنه درساً، بل على العكس، فمن المحتمل أن تتلقى أنت درساً من هذا السوق، و قد يكون درساً مكلفاً. تذكر أنك لن تستطيع الإنتقام من أي شيء يزعجك عن طريق التداول، فهذا تصرف خطرٌ دوماً، فعليك أن تضع جميع الظروف الخارجية في الخارج عندما تقوم بالتداول في فوركس. دائماً ما يكون القول أسهل من العمل، و لكن لا تقلق، فكل تلك الأمور سوف تكون بإنتظارك خارجاً عندما تغلق يوم التداول، إلى ذلك الحين، عليك أن تركز على أعمالك.
يمكن لـ سوق فوركس نفسه أن يعمل كمؤثر سلبي للتداول العاطفي، فعليك أن تضع شيئاً واحداً في عقلك دائماً، أن السوق لم يصل إلى نقطة التوقف الخاصة بك، و من ثم ذهب بإتجاهك ثانيةً، لأن السوق لا يعرف أين نقطة التوقف الخاصة بك، و لا يهتم بهذا الأمر على الإطلاق. عليك أن تواجه حقيقة أنك لست بتلك الأهمية. لا تقم بتحرك نقطة التوقف خارج الطريق، فقد قمت بوضعها هناك بالأساس لسبب معين، و ذلك السبب لم يتغير، حتى لو كان مزاجك قد تغير.
أن مبدأ الإنتقام هو عبارة عن وصفة لتدمير الذات، قد يعمل على تدفق هرمون الإندروفين إلى دماغك، و هرمون الأدرينالين إلى أوعيتك، إلا أن الأمر ليس عملية مطاردة سريعة بالسيارات، بل هو عملية تداول في أسواق فوركس. و بينما أنت تقوم بضرب رأسك بالحائط متسائلاً لماذا حاولت أن تحصل على قمة ما، أو لماذا قمت بتحريك نقطة التوقف الخاصة بك، أو لماذا قمت بتتبع السوق في وقت متأخر، فإنك سوف تكون على علم مسبق بالإجابة على تلك الأسئلة. قم بإلقاء نظرة على يوميات التداول الخاصة بك، و حاول أن تتذكر فيما كنت تفكر به في تلك الأوقات، فمن المرجح أن هناك ما كان يشغل بالك في ذلك الوقت غير جداول التداول و التحليل المالي. ألق نظرة على خطتك، و على نظامك، و حدد مدى إنحرافك عن المسار.
سوف يخبرك كل مدرب لإتحاد الصغار الأمر ذاته، أبقِ عقلك داخل اللعبة، و هذا الأمر لا يحدث مباشرة، و يتطلب الكثير من التدريب، فقبل كل شيء، ما أنت إلا إنسان، و هذه الأشياء سوف تحدث في مناسبة ما، و عندها سوف تتعلم أنت الدرس منها، و ليس السوق.

بسمة الزعبي
بدأت بسمة تخوض عالم تداول العملات في عام 2002، وعملت في المقابل في تعليم الرياضيات بعد التخرج من جامعة عمان. تقوم بابتكار ونشر إستراتيجيات التداول عبر المنتديات العربية وتملك الخبرة في قراءة التحليلات وتوجيهها إلى الصفقات المناسبة. في هذه الأيام، تهتم بشكل اكبر في السوق وتعمل على تقليل ساعات التعليم والعمل بدوام كامل في كمتداولة في سوق الفوركس. تطرح في مقالاتها أفكار واستراتيجيات وتحاليل للمبتدئين حول سوق العملات الأجنبية.