الأربعاء , أبريل 24 2024
إبدأ التداول الآن !

الضربة القاضية في الفوركس

لقد أدخلت إبني قبل حوالي شهر إلى دورة كاراتيه عند معلماً محنكاً بفنون الدفاع عن النفس. كان هذا بعد إلحاح طويل من إبني مع إنني أردت أن أدخله إلى دورة كرة قدم أو رياضة أخرى بعيدة عن العنف. لكنه، وربما بتأثير المسلسلات الكرتونية التي يشاهدها، أصر على هذاه الدورة.

وذات يوم عاد إلى البيت بعد أن تعلم تقنية جديدة فيها يدور دورة كاملة حول نفسه ومن ثم يركل منافسه برجله. وأبني الذي طالما كان سريع الإستيعاب أجاد “الضربة القاضية” كما أسماها، وقام بتمثيلها أمامي أنا وزوجي بأنفعال وظهرت وكأنها بسيطة . قام زوجي عن الكرسي وأراد إعادة الحركة امام إبننا ولكن لسوء الحظ ، ولكونه يحمل بعض الكيلوغرامات الزائدة  ، سقط على الأرض، والحمد لله أنه لم يصاب بأذى.

طبعاً تسائلتم لماذا كتبت كل هذه المقدمة وما علاقتها بالفوركس؟

لقد خطر في ذهني أن نفس الشيء ينطبق على المتاجرة بالفوركس، أو المتاجرة بأي شيء على شاكلة الفوركس. فجميع أنواع الأوهام، والإستراتيجيات المعقدة تغريك بالمحاولة كونها تظهر بسيطة. والمرادف التجاري للوقوع من دون أن تصاب بأذى هو تحمل الخسارة من دون أن تدمر حسابك.

الهدف الأساسي = الأرباح > الخسائر

إذا استمريت بالمتاجرة لأي فترة زمنية فسوف تُمنى ببعض المكاسب وأيضا ببعض الخسائر. لا أحد يربح بجميع صفقاته، ولا أحد يخسر بجميع صفقاته، رغم أن هذا قد يحدث في بعض الأحيان. الهدف الأساسي هو أن تتأكد من أن أرباحك تفوق خسائرك، ولكن للوصول إلى هذه المرحلة يجب عليك التأكد أولا من أن خسائرك لن تجبرك على التوقف عن المتاجرة.

هناك خطوتان للتأكد من أن خسائرك لن تجبرك على الخروج من المتاجرة، أو التأكد من أنه يمكنك الوقوع من دون أن تصاب بأذى. الخطوة الأولى هي ألا تخاطر بأكثر مما يمكنك تحمل خسارته. ولكي تتأكد من ذلك إساأل أي خبير في مجال إدارة الحسابات في الفوركس أو الأسهم وسوف يخبرك بأن الإستراتيجية المضمونة هي أن لا تتاجر بأكثر من 2% من حسابك بالصفقة الواحدة.

الخطوة الثانية هي أن تدرك أن الأماني والأحلام ليست ضمن استراتيجيات المتاجرة. ولا الإعتقاد بانك تعرف متى يرتد السوق. إذا فتحت صفقة وكانت تسير نحو الخسارة، فاخرج من الصفقة متى تصل إلى إلى نقطة وقف الخسارة stop-loss point التي وضعتها سابقا. لا تفكر حتى “بأنه نقاط قليلة أخرى وسوف يرتد الإتجاه”. قد يحدث الأمر بهذا الشكل بكل تأكيد، وقد لا يحصل. وإذا لم يرتد اتجاه السوق، واستمريت أنت في تحريك نقاط وقف الخسارة، سوف تجد نفسك خارج المتاجرة في نهاية المطاف.

بعد تسعة أشهر من بداية متاجرتي، جنيت ذات مرة 20.000 دولار في حوالي نصف ساعة. وبطبيعة الحال، اعترفت لنفسي فورا بأنني عبقرية وأصبحت لأول مرة خبيرة في تجارة العملات، متيقنة من أنني ربحت هذا بحسن إختياري الإستراتيجية الصحيحة، وقلت : “انا لست بحاجة إلى التوصيات السخيفة التي تنشر على الإنترنت”. في اليوم التالي خسرت 7.000 دولار في 20 دقيقة وبصفقة واحدة. جلست أراقب خسارتي، وانا أعرف بأنني كنت على حق وأن الإتجاه سوف يرتد في أي لحظة. لم يفعل. لحسن حظي والحمد لله، إنتابني شعور غير مريح، فقمت بالخروج من الصفقة قبل أن تصيبني “الضربة القاضية” وأخسر كل شيء. وعلمت أنني لو ما فعلت ذلك لانتهت متاجرتي بالفوركس في تلك اللحظة دون أن أدفع رسوم دورة الكاراتي التي يتدرب فيها إبني.

النقطة الحاسمة هنا: هي أنه لا توجد أي قوة على الأرض كان بأمكانها أن تحول هذه الصفقة إلى صفقة رابحة. لقد قدّر الله لها الخسارة لحظة أن قمت بفتحها. ولكن إذا كنت أتبع إدارة مالية جيدة وقتها، لكنت خسرت 500 دولار بدلا من 7.000 دولار.

بسمة الزعبي
بدأت بسمة تخوض عالم تداول العملات في عام 2002، وعملت في المقابل في تعليم الرياضيات بعد التخرج من جامعة عمان. تقوم بابتكار ونشر إستراتيجيات التداول عبر المنتديات العربية وتملك الخبرة في قراءة التحليلات وتوجيهها إلى الصفقات المناسبة. في هذه الأيام، تهتم بشكل اكبر في السوق وتعمل على تقليل ساعات التعليم والعمل بدوام كامل في كمتداولة في سوق الفوركس. تطرح في مقالاتها أفكار واستراتيجيات وتحاليل للمبتدئين حول سوق العملات الأجنبية.