الثلاثاء , مارس 19 2024
إبدأ التداول الآن !

توجهات السوق

هناك ثلاثة أنواع من التحليلات التي يستخدمها المتداولين لتوقع الاتجاه والسعر في سوق الفوركس، وهما‏ التحليل الأساسي، التحليل ‏الفني وتحليل توجهات السوق. تحليل ‏توجهات السوق أو ما يسمي أيضا بتحليل آراء أو مشاعر السوق هو التحليل الأكثر غموضاً بين أنواع ‏التحليل الثلاثة. فهو يعمد إلى تحليل توجهات السوق وحركته بناء على دراسة سيكولوجية ‏المتداولين بالسوق. مضارب الفوركس الشهير ‏جورج سورس اعترف في كتابه الشهير الكيمياء المالية، بأن تحليل توجهات السوق يأتي في المرتبة ‏الأولى من حيث الأهمية. ارجع جورج سورس الأهمية الفائقة لتحليل اراء السوق، إلى أننا نرى بعض العملات في السوق تتراجع بمجرد انصراف المتداولين، على الرغم من قوة تحليلها الأساسي وإيجابية تحليلها الفني.

يعتمد السوق على ثلاث توجهات أساسية لتحليل المعطيات

إن مشاعر وتوجهات السوق في أغلب الأحيان تشبه ‏بالفرس الجامح الذي ينطلق بطريقه دون أن يلتفت ‏وراءه. بينما تشبه في أوقات أخرى، الأرنب ‏المذعور الذي يتحرك ذهابا وإيابا في كافة الاتجاهات ‏خلال فترة زمنية وجيزة. ولعل هذا الوصف يعكس فكرة أن توجهات ‏السوق يمكن أن تكون قصيرة المدى، وفي ‏أوقات أخرى تبقي صامدة لشهور طويلة.

تحليل توجهات السوق على المدي القصير والطويل

إحدى ‏المشاكل التي يجب إيضاحها عند القيام بتحليل مشاعر السوق هو التفرقة بين المدى ‏الزمني. فعلى المدى القصير تبدو توجهات ‏السوق أقرب لسحابة عابرة لا تدوم ‏طويلاً. ‏ فقد تؤدي اراء السوق على المدى ‏القصير لتحفيز ارتدادات سعرية تصحيحية مؤقتة. والتي غالباسرعان ما تتلاشى لتعود مستويات السعر بعدها للتحرك فياتجاهها السابق أو في اتجاها طويل الأجل. وهو ما يٌفسر أن توجهات واراء المتداولين تعتمد على التوقعات ‏والتي فور تشكلها تبقي صامدة لفترة طويلة.

‏بوصف أخر، يبدو من الصعب للغاية التخلص من اثار ‏التوقعات القديمة التي تبناها السوق لفترة زمنية طويلة. لذلك إذا ‏راودتك الشكوك حول اراء وتوجهات السوق السائدة، فيمكنك الاطلاع تقرير ‏التزام التجار او ما يسمي يتقرير الكوت‏، والذي يوضح مدي ‏التزام المتداولين وزخم القوي الكبرى وتحركاتها. ولكنعليك الحذر لأن هذه المقاييس وبرغم فائدتها تبقيمضللة في بعض الأحيان. ففي واقع الأمر، لا يمكننا ‏القطع بحدوث تحول في الآراء والمشاعر الراهنة، قبل أن ‏تفصح هي عن وجودها بمنتهى الوضوح. فقد تستمر ‏اراء السوق تجاه أصل معين لأشهر عديدة وقد تمتد ‏لعدة سنوات عديدة. ولهذا السبب يمكننا بسهولة رؤية الاتجاهات طويلة المدى بوضوح على الأطر الزمنية ‏الأكبر.

من الصعب للغاية التخلص من اثار ‏التوقعات القديمة التي تبناها السوق لفترة زمنية طويلة

مثال حي من الواقع على تحليل توجهات السوق

أفضل مثال هنا يوضح تحليل توجهات واراء السوق. المسار الصعودي طويل المدي لزوج اليورو دولار، والذي نجح في تأكيد تماسكه بهذا الاتجاه عدة مرات. هنا ‏يمكننا تخمين بأن هذا الاتجاه كان يعتمد على قرارات البنك المركزي الأوروبي والذي ‏تركزت جهوده بصفة أساسية على قضية واحدة وهي الحد والسيطرة على مستويات ‏التضخم. وهذا الأمر أعطى المستثمرون ومتداولي الفوركس حول العالم ثقة كبيرة ‏في رؤية ومدي قدرة صانعي السياسة النقدية على ‏النجاح في إتمام مهمتهم.

تمتع البنك المركزي الأوروبي بدرجة ‏عالية من المصداقية على مدار تلك السنوات، وذلك قبل أن يشرع ‏بالتفكير في خفض أسعار الفائدة. فبمجرد إدراك ‏المستثمرون ومتداولي الفوركس لهذه الحقيقة، بدأت العملة الأوروبية في التراجع ‏بشكل حاد، حتى برغم أن هذا الخفض في الفائدة كان يمثل مسار ‏السياسة النقدية الصحيحة للتعامل في ظل الأوضاع ‏المستجدة. وعليه، انخفض اليورو خلال عام 2013 قبيل خفضالبنك المركزي الأوروبي للفائدة في اجتماع نوفمبر 2013. هنا، عانى اليورو منالانخفاض عند مطلع أبريل/نيسان 2013، حتى قبل اعلانالبنك المركزي عن خفضه للفائدة. وذلك لأن ‏التصريحات أظهرت استعداده لاتخاذ ‏قرار الخفض متى اقتضت الضرورة، وهو ما كان كفيل بإحداث ‏الأثر المطلوب. وعلي الرغم من عدم وجود أثر ‏تضخمي لقرار الأوروبي بخفض سعر الفائدة، خاصة في ظل تدني ‏معدلات الفائدة في بعض البلدان لتصل إلى الصفر في بعض البلدان، بل ‏وتسجيلها معدلات سلبية في بلدان أخرى. إلا أن المخاوف التي اثارت مشاعر ‏المستثمرين ومتداولي الفوركس من التضخم كانت كافية لدفعهم ‏لبيع اليورو على خلفية وجود فكرة خفض الفائدة، ‏على الأقل لفترة زمنية وجيزة. لأنه في الحقيقة وعلى المدي الطويل ظلت مشاعر وتوجهات المستثمرين والمتداولين إيجابية تجاه اليورو، فهم دائما ‏مستعدين للعودة لشراء اليورو بمجرد تغير التوجهات الراهنة. ‏

عدم تماثل توجهات السوق وسيطرة التوقعات القديمة

لايزال الكثير من المتداولين ذوي نمط التفكير التقليدي متمسكين بالكثير من الاتجاهات القديمة في التداول على الرغم من المدارس الجديدة التي فرضت نوع من التطور. في نفس سياق المثل السابق، لم يغير تحول الاحتياطي الفيدرالي لإبطاء وتيرة برنامج التحفيز او التسهيل الكمي من وجهه نظر متداولي السندات، حيث استقرت عوائد الديون في الولايات المتحدة بالقدر اللازم للتحول الجديد في موقف الفيدرالي، كما لم يرتفع الدولار رغم توقعات التحسن في عوائد السندات. الا ان تدخل البنك المركزي الأوروبي بالإعلان عن اتجاه بخفض سعر الفائدة وفرض سياسة تحفيز نقدية قادت لتراجع العملة الأوروبية.

نلاحظ هنا عدم تشابه ردود الفعل تجاه تطورات السياسة النقدية وهو امر طبيعي وشائع، حيث تؤثر الاخبار السلبية على الوضع الاقتصادي بشكل أسرع من تواتر الاخبار الإيجابية. لذا يلزم التأكيد دائما على الوضع الإيجابي بإصدار سلسلة متتالية من البيانات التي تتضمن معلومات عن تغير الأوضاع القديمة وبناء عليه تغير الوضع القائم في السوق.  على سبيل المثال، فإن زوج اليورو مقابل الدولار استمر في الارتفاع على الرغم من توسع الفارق العائد ‏على السندات الأمريكية ونظيراتها الاوروبية، لحوالي 100 نقطة أساس، حيث استمر تراجع الدولار دون سبب واقعي..

كيف نتوقع حدوث تغير في التوجهات ‏الاقتصادية القائمة

تقرير ‏CFTC‏ عن التزامات المتداولين، يعتبر من المصادر ‏القليلة المتوفرة في سوق الفوركس والذي يعتبر اشبه بالدليل الذي قد يظهر هذه التوقعات. على سبيل المثال، عند تحول المراكز الصافية لشراء على اليورو من الارتفاع إلى ‏صافي مراكز بيع، فهذا يعتبردليل جيدوان كان لا يعتبر بمثابة إثبات نهائي. يمكن اعتماد مصادر اخرى حول تغيرات السوق عن طريق متابعة دقيقة للرسم البياني، فمثلا الإشارات حول تغير الزخم مثل استراتيجيات الدايفرجنس الشهيرة والتي يسجل فيها الأصل المالي قمم بينما تسجل مؤشرات الشبع قيعان معاكسة او العكس. كما يمكن توقع حدوث تغييرات في الأسواق من خلال متابعة مستويات الدعم ‏والمقاومة على الأطر الزمنية الكبيرة والتي قد تشير لتحولات قادمة في السوق ‏

مؤشرات توجهات السوق

قد يستخدم متداولي الفوركس مؤشرات توجهات السوق لتحديد الاتجاه سواء صعودي أم هبوطي للسوق أو أحد أنواع الأصول. وتمثل مؤشرات توجهات السوق وآرائه الاتجاهات والمشاعر السائدة لدي متداولي الفوركس سواء كانت من خلال الرسوم البيانية أو بالاعتماد على أنواع مقاييس أخري. نذكر من هذه المؤشرات مؤشر توجهات السوق للصعود والهبوط الأشهر لأوجمنتو، وهو مؤشر يركز على وسائل التواصل الاجتماعي. فاستخدام برنامج الذكاء الاصطناعي يقوم المؤشر تحليل عدد 93 منشور حول السوق ليحدد توجهات مشاعر المتداولين. حيث يرمز رقم واحد للإشارة لسوق صاعد، ويرمز رقم صفر للمؤشر للإشارة لسوق هابط.

الملخص

تحليل توجهات السوق هو تحليل يهتم بأفكار المتداولين وآرائهم ومشاعرهم السائدة وموقفهم تجاه أصل من الأصول بهدف توقع حركته المستقبلية. لا تعكس هذه الآراء والمشاعر دائماً توصيات التحليل الأساسي او التحليل الفني، ولكنها قد تطغي بتأثيرها على الأسعار والاتجاه السائد ولو لفترة زمنية قصيرة. إلا أن تحليل آراء السوق وتوجهاته يعد تحليل غامض ‏ويصعب قياسه، فالمشاعر لن تري لحين أن تعبر نفسها بوضوح.‏ يمكن الاستعانة بعدد من المؤشرات التي تقيس توجهات السوق وتساعد المتداولين في فهم وتحليل التوجهات السائدة، إلا إنه لا يجب الاعتماد على مؤشر بعينه فقط، ويُفضل استخدام عدة مؤشرات معا للحصول على وجهة نظر متزنة نحو السوق.

الأسئلة الشائعة

ما هي أكثر العوامل أهمية في سوق الفوركس؟

يعتبر الخبراء في أسواق الفوركس وأسواق المال عامة بأن تحليل توجهات السوق يفوق أهمية عن التحليل الأساسي والفني. فقد يطغي التوجه السلبي للمتداولين، على التوصيات الإيجابية للتحليل الأساسي. وقد يلاشي أثر كافة التحليلات المتفائلة للتحليل الفني علي الأقل في فترة زمنية قصيرة.

هل توجهات السوق تأخذ طابع طويل المدي أم قصير المدي؟

توجهات السوق تأخذ طابع قصير المدي حتى تترسخ بمشاعر ووجدان المستثمرين والمتداولين بسوق الفوركس لتبقي لفترة زمنية طويلة وتبقي طويلة المدي.

هل تؤثر التقارير والعناوين الإخبارية ‏على التوجه السائد في السوق؟‏

قد تؤثر لفترة زمنية قصيرة المدي، ولكن يظل التوجه راسخ حتي يختفي تأثير الاخبار والتقارير او تعديل السياسات لوضعها السابق.

عن فريق TradersUp
فريق TradersUp
طاقم الموقع يعمل على مدار الساعة ليقوم بتوفير أفضل المحتويات مع التركيز على سهولة الاستخدام والتجربة المميزة للمستخدمين. نأمل ان يوفر لكم مجهودنا الطريق لدخول عالم التداول بشكل سهل وان نتمكن بإذن الله بتوفيركم بالقدرة على التعامل مع الأسواق المالية بخطوات واثقة.