TradersUp.comتوصيات وتحليلات أسواق التداول عن كثب
منذ بدء تداولات هذا الاسبوع وسعر الذهب XAU/USD فى محاولات لوقف وتيرة خسائره الاخيرة والتى طالت مستوى الدعم 1938 دولار للاونصة ومحاولات الارتداد لاعلى وصلت الى مستوى المقاومة 1966 دولار للاونصة قبل أن يستقر حول مستوى 1955 دولار للاوقية وقت كتابة التحليل فى أنتظار أى جديد. تأثر سوق الذهب مؤخرا بمستوى الدولار الامريكى وتزايد التوترات الجيوسياسية العالمية ومستقبل تشديد البنوك المركزية العالمية.
وحول الطلب العالمى على الذهب. كشفت بيانات مجلس الذهب العالمي بأنه في الأشهر الثلاثة الأولى من العام ، أشترت البنوك المركزية ما مجموعه 228 طناً ، وهو أعلى رقم على الإطلاق في الربع الأول. ويأتي هذا في أعقاب ما كان بالفعل عامًا قياسيًا في عام 2022 ، حيث تمت إضافة 1136 طنًا من الذهب بقيمة حوالي 70 مليار دولار إلى احتياطيات البنوك. مقارنة بـ 450 طنًا تم شراؤها خلال عام 2021 ، ويمثل هذا زيادة هائلة بنسبة 152٪ على أساس سنوي!
وإن الوتيرة والاتساق اللذين تقوم بهما البنوك المركزية العالمية الآن بمراكمة الذهب ، على حد علمنا ، غير مسبوقة ، نظرًا لأنها كانت في الغالب بائعة عبر التاريخ. ولكن أتجاه المعاملات الأخير ، ولا سيما خلال الثلاثين عامًا الماضية ، يوضح تحولًا جذريًا في الموقف الرسمي تجاه الذهب. ففي أوائل التسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين ، كانت البنوك المركزية تبيع الذهب بأستمرار لأن النمو الاقتصادي القوي خلال تلك الفترة جعل السبائك أقل جاذبية من العملات في العديد من الأماكن. بل إن البعض ، مثل تلك الموجودة في أوروبا الغربية ، كانوا يبيعون مئات الأطنان سنويًا!
ثم جاءت الأزمة المالية 2007-2008 ، مما أدى إلى 180 نقطة كاملة في نهج البنوك الرسمية تجاه الذهب. وأعتبارًا من عام 2010 فصاعدًا ، كانت البنوك المركزية مشتريًا صافًا على أساس سنوي. وحوالي 80٪ من البنوك المركزية تحتفظ حاليًا بالذهب كجزء من احتياطياتها الدولية.
لماذا تشتري البنوك المركزية الذهب؟
البنوك المركزية تحب الذهب لأنه من المتوقع أن يحتفظ المعدن بقيمته في الأوقات المضطربة ، وعلى عكس العملات والسندات ، فإنه لا يعتمد على أي مُصدر أو حكومة. كما أنه يمكّن البنوك المركزية من التنويع بعيدًا عن الأصول مثل سندات الخزانة الأمريكية والدولار. وفي أعقاب ما يعتبر أكبر أزمة مالية منذ الكساد الكبير ، سيكون من المنطقي تخزين السبائك لخصائصها كملاذ آمن ؛ لكن هذا قد لا يروي القصة بأكملها.
وبعد كل شيء ، كما أظهرت بيانات مجلس الذهب العالمى WGC ، كانت البنوك المركزية تخبئ الذهب لأكثر من عقد من الزمان ، حتى خلال الفترات التي بدا فيها الاقتصاد العالمي سليمًا نسبيًا. “إنه يسبق COVID. وذلك حسب قول جو كافاتوني ، كبير محللى السوق لدى WGC ، في إشارة إلى الموجة التالية من الأزمات التي أثارت الطلب على الملاذ الآمن ، “إنها تسبق العقوبات”.
وكانت القوة الدافعة الرئيسية وراء الموجة الجديدة لشراء الذهب هي ما يسمى بـ “اقتصادات الأسواق الناشئة / النامية” ، والتي تعمل بشكل مختلف قليلاً عن البنوك الغربية حيث تتعرض اقتصاداتها لمخاطر أكبر أثناء الصراعات الجيوسياسية ، كما أنها تميل أيضًا إلى عدم الثقة احتياطيات الدولار الأمريكي. وشراء الكثير من الذهب للتخلى عن الدولار الامريكى. حيث ليس من المستغرب إذن أن نرى روسيا والصين هما أكثر مشتري الذهب عدوانية في السنوات الأخيرة ، حيث يمثلان حوالي نصف إجمالي الحمولة المشتراة في جميع أنحاء العالم على مدار العقدين الماضيين. وخلفهم كانت تركيا ، التي زادت مشترياتها إلى 148 طناً الرائدة عالمياً العام الماضي.
ومن الجدير بالذكر أن إحصاءات شراء الذهب مثل تلك المذكورة أعلاه تعكس فقط ما يتم الإبلاغ عنه من قبل البنوك المركزية ؛ يعتقد المحللون أن هناك ذهبًا ، على الأرجح أكثر بكثير ، يتم شراؤه من قبل دول مثل روسيا والصين أكثر مما يتم الإعلان عنه. والأساس المنطقي وراء هذه المشتريات ، وفقًا لخبراء الصناعة ، هو الحماية من المصادرة الأجنبية ، حيث يرغب العديد من هذه البنوك في الاحتفاظ بمزيد من السبائك كحاجز ضد أي عقوبات حالية أو مستقبلية. على سبيل المثال ، يمكن للبنك المركزي الروسي استخدام الذهب ليحل محل الدولار الأمريكي (أي “إزالة الدولرة”) والتحايل على العقوبات الغربية عندما يتعلق الأمر بالتجارة الدولية.
توقعات أسعار الذهب XAU/USD اليوم:
حسب الاداء على شارت اليومى أدناه سعر الذهب XAU/USD فى مرحلة عكس نظرة الهبوط الاخيرة وقد تعود سيطرة الثيران القوية على أتجاه الذهب فى حال تحركت الاسعار صوب مستويات المقاومة 1985 والقمة النفسية 2000 دولار للاونصة من جديد. وفى المقابل وعلى نفس الفترة الزمنية ستقوى سيطرة الدببة على أتجاه الذهب فى حال تحركت الاسعار صوب مستويات الدعم 1935 و 1918 دولار على التوالى. وسيظل مصير سعر الذهب مرهون بأداء الدولار الامريكى ومستقبل تشديد سياسة البنوك المركزية العالمية ومخاوف الركود الاقتصادى العالمى وتفاعل المستثمرين مع أى جديد حيال التوترات الجيوسياسية العالمية.
هذا الشارت من منصة tradingview
