التحليل الفنى لسعر الذهب اليوم وسيطرة الثيران تزداد قوة

تراجع الدولار الامريكى وتجدد التوترات الجيوسياسية العالمية كانت عوامل دعمت سعر الذهب فى التحرك لاعلى صوب مستوى المقاومة 1770 دولار للاوقية الاعلى له منذ ما يقارب الشهرين وذلك قبل أن يستقر حول مستوى 1762 دولار للاونصة وقت كتابة التحليل. ومما دعم مكاسب الذهب أيضا أدت سلسلة من البيانات الاقتصادية المشجعة إلى زيادة أحتمالات أرتفاع التضخم. الى جانب أنخفاض عائدات السندات بعد التعليقات الحذرة من مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي وكلها عوامل مجتمعة ساهمت فى أرتفاع الذهب.

وفى نفس الاداء فقد أغلقت عقود الفضة الآجلة على أرتفاع عند 25.964 دولار للأوقية ، بينما أستقرت عقود النحاس الآجلة عند 4.2185 دولار للرطل.

وفي حديثه أمام النادي الاقتصادي في واشنطن ، أكد رئيس مجلس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بأن البنك المركزى الامريكى سيبدأ فقط في إنهاء مشترياته من الأصول عندما يحقق الاقتصاد الامريكى تقدمًا كبيرًا نحو تحقيق أهدافه. كما أشار إلى أن التناقص التدريجي سيحدث “قبل وقت طويل” من بدء البنك المركزي الأمريكي في التفكير في رفع أسعار الفائدة.

وعلى صعيد أخر فقد أظهرت البيانات الصادرة عن وزارة العمل أن مطالبات العاطلين عن العمل الامريكية الاسبوعية قد تراجعت بأكثر بكثير مما كان متوقعًا في الأسبوع المنتهي في 10 أبريل ، حيث هبطت إلى 576000 مطالبة، بأنخفاض قدره 193000 عن المستوى المنقح للأسبوع السابق البالغ 769000. وكان الاقتصاديون يتوقعون أن تنخفض مطالبات البطالة إلى 700000 من 744000 التي تم الإبلاغ عنها في الأسبوع السابق.

وأيضا فقد أظهر تقرير من وزارة التجارة ارتفاع مبيعات التجزئة الامريكية بنسبة 9.8٪ في مارس بعد أن تراجعت بنسبة 2.7٪ المعدلة في فبراير. وكان الاقتصاديون يتوقعون أرتفاع مبيعات التجزئة بنسبة 5.9٪ مقارنة بأنخفاض 3٪ المعلن عنه في الأصل للشهر السابق. وأظهرت تقارير منفصلة صادرة عن بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك والبنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا يوم الخميس نموًا أسرع في نشاط التصنيع الإقليمي في شهر أبريل.

وقد أفاد مجلس بنك الاحتياطي الفيدرالي أن الإنتاج الصناعي الامريكى – بما في ذلك الإنتاج في المصانع والمناجم والمرافق – أرتفع بنسبة 1.4٪ في مارس ، عكس انخفاضه بنسبة – 2.6٪ في فبراير. وكانت الزيادة حوالي نصف الزيادة التي توقعها الاقتصاديون حيث أن تدفقات المساعدات الفيدرالية إلى الاقتصاد وإطلاق اللقاحات يشجع على العودة إلى النشاط التجاري الطبيعي. وكان الإنتاج محدودًا بسبب الانقطاعات في إمدادات المكونات الرئيسية.

وعموما فقد أثبتت الصناعة الأمريكية إلى حد كبير قدرتها على الصمود خلال أزمة فيروس كورونا ، التي ضربت الاقتصاد الامريكى في مارس 2020. وقد أرتفع الإنتاج الصناعي بنسبة 1٪ الشهر الماضي مقارنة بالعام السابق. وقبل ذلك فقد أفاد معهد إدارة التوريد ، وهو أتحاد لمديري المشتريات ، في وقت سابق من هذا الشهر أن المصانع الأمريكية شهدت نموا في مارس بأسرع وتيرة منذ 37 عامًا.

على جبهة فيروس كورونا: قال مسؤول كبير من منظمة الصحة العالمية بإن أوروبا تجاوزت مليون حالة وفاة بسبب COVID-19 وأن الوضع لا يزال “خطيرًا” ، حيث يتم الإبلاغ عن حوالي 1.6 مليون حالة جديدة كل أسبوع في المنطقة. وتهدف تعليقات الدكتور هانز كلوج إلى التأكيد على أن أوروبا يجب أن تحافظ على حذرها من خلال التباعد الاجتماعي وتسريع التطعيمات حيث تؤدي أنواع الفيروسات المختلفة إلى ارتفاع الإصابات الجديدة إلى مستويات قياسية في بعض الدول.

وبشكل عام ، يُظهر إحصاء أجرته جامعة جونز هوبكنز أن ما يقرب من 3 مليون حالة وفاة مرتبطة بـ COVID-19 في جميع أنحاء العالم – والأمريكتين الأكثر تضررًا ، تليها أوروبا سجلت الولايات المتحدة الامريكية والبرازيل والمكسيك أكبر عدد من الوفيات ، مجتمعة بأكثر من 1.1 مليون قتيل.

وأضاف المسؤولى الصحى بإن نسبة وفيات COVID-19 بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 80 عامًا ، والذين تم منحهم الأولوية للقاحات ، قد أنخفضت إلى ما يقرب من 30 ٪ – وهو أدنى مستوى في الوباء.

حسب التحليل الفنى للذهب: فى حال أستقر سعر الذهب أعلى المقاومة 1777 دولار للاوقية فقد يكون الطريق أسهل للثيران للانطلاق صوب المقاومة النفسية 1800 دولار للاوقية فى أقل وقت. وعلى الرغم من المكاسب الاخيرة لم تصل المؤشرات الفنية الى مستويات تشبع بالشراء وعليه يتوقع مع تزايد عوامل المكاسب أن ينطلق سعر الذهب الى الاعلى. وفى المقابل أى فشل لمزيد من الاختراق الصعودى سيعيد سيطرة الدببة على الاداء والعودة الى محيط مستوى الدعم 1730 دولار سيقضى على أمال الصعود الحالية. لا زلت أفضل شراء الذهب من كل مستوى هبوطى.