التحليل الفنى لسعر الذهب اليوم وسيطرة الثيران لا تزال الاقوى

لخمس جلسات تداول على التوالى شهد سعر الذهب تحركا صعوديا بمكاسب أمتدت به الى مستوى المقاومة 1973 دولار للاوقية الاعلى له منذ أسبوعين ولكن قلصت العقود الآجلة للذهب جزءًا كبيرًا من المكاسب حيث يستقر سعر أوقية الذهب حول مستوى 1955 دولار للاونصة وقت كتابة التحليل قبيل الاحداث الهامة لهذا الاسبوع. حيث قلص الدولار الامريكى خسائره لكنه تمكن في النهاية من الإغلاق على أرتفاع طفيف. وقد فقد الدولار قوته بعد بداية ضعيفة حيث يتطلع المستثمرون إلى إعلان السياسة النقدية لمجلس بنك الاحتياطي الفيدرالي اليوم الأربعاء. وأغلقت عقود الفضة الآجلة على ارتفاع أيضا عند مستوى 27.46 دولارًا للأوقية ، في حين أستقرت العقود الآجلة للنحاس عند 3.0630 دولارًا للرطل.

الحدث الاهم للاسواق المالية وللمستثمرين هذا الاسبوع هو إعلان السياسة النقدية لمجلس بنك الاحتياطي الفيدرالي ، ومن المتوقع على نطاق واسع أن يترك البنك المركزى الامريكى أسعار الفائدة دون تغيير ، ولكن من المرجح أن يولي المستثمرين أهتمامًا وثيقًا لأي تعديلات على البيان المصاحب. وفى نفس دائرة الاهتمام قد تجذب أحدث التوقعات الاقتصادية للبنك المركزي الانتباه أيضًا وتؤثر على معنويات المستثمرين ولن يكون لتصريحات حاكم البنك جيروم باول بعد ذلك أهمية أقل.

بالنسبة للأخبار الاقتصادية ، أظهر تقرير صادر عن مجلس بنك الاحتياطي الفيدرالي تباطؤ نمو الإنتاج الصناعي في الولايات المتحدة الامريكية بأكثر من المتوقع في شهر أغسطس ، حيث ارتفع الانتاج بنسبة 0.4٪ فقط مقارنة بالتوقعات بقفزة بنسبة 1٪. في يوليو ، وارتفع الإنتاج الصناعي بنسبة معدلة بالزيادة 3.5٪. وعلى الرغم من زيادة الإنتاج للشهر الرابع على التوالي ، إلا أنه لا يزال أقل بنسبة 7.3٪ عن مستواه قبل تفشي الوباء في فبراير.

وأظهر تقرير منفصل من وزارة العمل الامريكية زيادة ملحوظة أخرى في أسعار الواردات الأمريكية في شهر أغسطس ، حيث قفزت الأسعار بأكثر من المتوقع.

لاتزال التوقعات الاقتصادية العالمية تواجه حالة من التشاؤم فى ظل أستمرار جائحة COVID-19 وفى هذا الصدد قال بنك التنمية الآسيوي بالامس وفي تحديث لتوقعاته ، بإن الاقتصادات النامية في آسيا ستنكمش في عام 2020 ، وهو أول أنكماش من نوعه منذ ما يقرب من 60 عامًا. ويقدر تحديث توقعات بنك التنمية الآسيوي أن الاقتصاد الإقليمي سينكمش بنسبة – 0.7٪ هذا العام ، ليتعافى إلى نمو 6.8٪ في عام 2021. وأضاف البنك الإقليمي بإن الظروف قد تتدهور أكثر ، وإذا تفاقم جائحة فيروس كورونا بشكل كبير. يقلل التحديث من تقديرات النمو للعديد من البلدان في المنطقة ، حيث أرتفع تفشي فيروس كورونا في بعض البلدان ، مثل الفلبين وإندونيسيا.

وأضاف التقرير بإن الصين ، حيث بدأ الوباء ، بدأت بالفعل في التعافي وستشهد نمو اقتصادها بنسبة 1.8٪ هذا العام و 7.7٪ في عام 2021. وكان نمو الاقتصاد الصيني بنسبة 6.1٪ في عام 2019 هو أبطأ وتيرة للنمو هناك منذ عقود. وأشار التقرير أيضا إلى أن مكانة آسيا كقاعدة إنتاجية للعديد من المنتجات الطبية والأجهزة الرقمية والمعدات البصرية ساعدت في تخفيف الضربة التجارية من التباطؤ الوبائي.

ومع ذلك ، قال التقرير بإن الانكماش فى المنطقة هو الأسوأ منذ أوائل الستينيات.

وتعليقا على التحديث قال كبير الاقتصاديين في بنك التنمية الآسيوي ، ياسويوكي ساوادا ، “لقد أدى هذا إلى أنتكاسة الجهود لإخراج مئات الملايين من الأشخاص في منطقتنا من براثن الفقر”. وقد فرضت الحكومات في العديد من البلدان ضوابط على الحدود وعمليات إغلاق وقيود أخرى لوقف انتشار الفيروس التاجي COVID-19 ومنع المزيد من تفشي المرض. لكن مثل هذه الإجراءات تأتي بتكلفة اقتصادية باهظة.

وللمساعدة في التعويض ، وعدت الحكومات الإقليمية بمبلغ 3.6 تريليون دولار ، أي ما يعادل حوالي 15 ٪ من النشاط الاقتصادي الإقليمي ، في شكل إعانات وقروض وغيرها من أشكال الدعم للأفراد والشركات.

حسب التحليل الفنى للذهب: رغم توقف مكاسب سعر الذهب الا ان الاتجاه العام لايزال صاعدا وكما توقعت فأن الاستقرار أعلى المقاومة 1900 دولار لا يزال يحفز المستثمرين لزيادة صفقات الشراء للمعدن الاصفر. الفرصة الحالية الاهم للذهب للتحرك صوب مستوى المقاومة النفسية والتاريخية 2000 دولار وتخطيها خاصة أذا جائت قرارات البنك المركزى الامريكى اليوم داعمة لمزيد من الضغوط على الدولار الامريكى. وبشكل عام لا زلت أفضل شراء الذهب من كل مستوى هبوطى وأقرب مستويات الدعم للذهب حاليا 1942 و 1930 و 1900 على التوالى. سيتفاعل المعدن الاصفر مع مستوى التوترات الجيوسياسية العالمية ومسار فيروس كورونا مع أقتراب موسم الشتاء ولا لقاح نهائى حتى الان الى جانب مستقبل ترامب فى الانتخابات الرئاسية القادمة.