التحليل الفنى لسعر الذهب اليوم وتعافى الدولار يوقف مكاسبه

نجحت محاولات الثيران فى دفع سعر الذهب الى مستوى 1799 دولار للاوقية على بعد خطوة واحدة من أختبار المقاومة النفسية 1800 دولار للاونصة. تعافى الدولار الامريكى أوقف صعود الذهب وبالتالى عاد السعر الى مستوى 1771 دولار وسط عمليات بيع لجنى الارباح قبل أن يستقر سعر الذهب حول مستوى 1780 دولار وقت كتابة التحليل فى أنتظار فرصة أستكمال الدولار لمكاسبه ورد الفعل من البيانات الاقتصادية والاحداث الهامة لهذا الاسبوع. وحصل الدولار على قوته وسط أحتمال زيادة أسعار الفائدة في وقت ما في المستقبل القريب.

حيث قالت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين في مقابلة بإن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يضطر إلى رفع أسعار الفائدة لمنع الاقتصاد من الانهاك. وكانت قوة الدولار أيضًا بسبب التعليقات من رئيس مجلس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول ، والذي قال خلالها بإن التوقعات الاقتصادية الأمريكية قد تحسنت بشكل واضح وسط معدلات التطعيم والتحفيز المالي الأسرع. ومع ذلك ، حذر من أن الاقتصاد “لم يخرج من الغابة بعد”. وأضاف باول في حدث ائتلاف إعادة الاستثمار المجتمعي الوطني فى بداية الاسبوع “بينما يستجمع الانتعاش قوته ، كان أبطأ بالنسبة لأولئك الذين يعملون في وظائف منخفضة الأجر”.

وفى نفس أداء الذهب. أغلقت عقود الفضة الآجلة على انخفاض عند 26.558 دولار للأوقية بعد أن أرتفعت بأكثر من 4٪ في الجلسة السابقة. وأستقرت العقود الآجلة للنحاس عند 4.5215 دولار.

على الجانب الاقتصادى. أظهرت الطلبات الجديدة للسلع المصنعة في الولايات المتحدة الامريكية أنتعاشًا ملحوظًا في شهر مارس ، وفقًا لتقرير صادر عن وزارة التجارة بالامس. وأفاد الاعلان بإن طلبيات المصانع الامريكية قفزت بنسبة 1.1٪ في مارس بعد أن تراجعت بنسبة 0.5٪ معدلة في فبراير. وكان الاقتصاديون يتوقعون أرتفاع طلبيات المصانع بنسبة 1.3٪ مقارنة بأنخفاض 0.8٪ المعلن في الأصل عن الشهر السابق.

وفي نفس الوقت ، أظهر تقرير منفصل صادر عن وزارة التجارة الامريكية بأن العجز التجاري للولايات المتحدة قد أتسع إلى مستوى قياسي جديد في مارس ، حيث وصل إلى 74.4 مليار دولار ، مرتفعًا من 70.5 مليار دولار في فبراير. وقد أرتفع العجز التجاري الحساس سياسياً مع الصين بنسبة 11.6٪ إلى 27.7 مليار دولار ، والذي كان عادة أكبر عجز مع أي دولة بمفردها.

وخلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام ، بلغ العجز التجاري الأمريكي 212.8 مليار دولار ، بزيادة 64.2٪ عن العجز خلال نفس الفترة من الشهر الماضي ، وذلك في الوقت الذي كان فيه الاقتصاد الأمريكي مغلقًا بشكل أساسي بسبب جائحة فيروس كورونا. وقد سجلت الولايات المتحدة عجزًا في عام 2020 بأكمله بلغ 681 مليار دولار ، وهو أكبر فجوة سنوية منذ عام 2008 حيث تسبب فيروس كورونا في تعطيل التجارة العالمية وإرباك سياسات الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب “أمريكا أولاً”.

ويتعافى الاقتصاد الأمريكي بشكل أسرع بكثير من بقية العالم ، ويتجلى ذلك في الأرقام التجارية مع اتساع الفجوة. وبدأ الأمريكيون في الإنفاق مرة أخرى ، بينما يواجه المصدرون الأمريكيون تباطؤًا في الطلب الخارجي في الدول التي تتعافى بشكل أبطأ.

وخلال السنوات الأربع التي قضاها في منصبه ، أتبع ترامب استراتيجية تجارية صارمة استخدمت تعريفات عقابية على منتجات البلدان الأخرى كطريقة للقضاء على العجز التجاري لأمريكا مع بقية العالم واستعادة الملايين من وظائف التصنيع المفقودة. وسعى ترامب إلى تضييق الفجوة التجارية من خلال فرض تعريفات جمركية على البضائع المستوردة على نطاق لم نشهده منذ الحروب التجارية في الثلاثينيات التي ساهمت في دفع الولايات المتحدة وبقية العالم إلى الكساد الكبير.

وقد فشلت جهود ترامب في تغيير الاختلالات التجارية وأثارت غضب حلفاء الولايات المتحدة إلى جانب منافسين مثل الصين. لكن حتى الآن ، لم تتراجع إدارة بايدن عن سياسات ترامب. ويعتقد بعض المحللين أن الرئيس الامريكى جو بايدن يتصرف بحذر لأن عكس جميع سياسات ترامب قد يزيد من المخاطر بالنسبة للديمقراطي المقرب من النقابات. ولطالما اشتكى العمال المنظمون من سياسات التجارة الحرة الأمريكية قبل ترامب.

حسب التحليل الفنى للذهب: على الرغم من توقف مكاسبه لا يزال لدى سعر الذهب فرصة للصعود وستقوى سيطرة الثيران على الاداء بأختراق مستوى المقاومة النفسية 1800 دولار كما هى محاولاتهم منذ بدء تداولات هذا الاسبوع. حيث أن أختراق تلك المقاومة سيزيد من عمليات الشراء فنيا وبالتالى التحرك صوب مستويات مقاومة أعلى والاقرب منها حاليا 1800 و 1818 و 1845 على التوالى. وفى المقابل قد تنتهى توقعات الصعود فى حال أخترق سعر الذهب مستوى الدعم 1730 دولار للاونصة.

لا زلت أفضل شراء الذهب من كل مستوى هبوطى.