تجدد المخاوف من الارقام الاخيرة لخسائر فيروس كورونا ساهم فى تخلى المستثمرين عن أصول المخاطرة مثل الاسهم وعليه فقد كانت الفرصة أفضل لاسعار الذهب للتحرك صعوديا بمكاسب طالت مستوى 1578 دولار للاوقية. المعدن الاصفر لايزال يتمتع بنسب كبيرة من الاهتمام للمستثمرين للتحوط ضد مخاطر الفيروس التاجى على مستقبل النمو الاقتصادى العالمى. تخطت أعداد الاصابة بالفيروس 60 الف حالة وأكثر من 1300 حالة وفاة وكانت الاعداد ليوم الاربعاء الاكثر دموية وهو ما ساهم فى تبخر سريعا للتفاؤل الذى ساد الاسواق المالية العالمية من قرب السيطرة على الوضع فى ثانى أكبر أقتصاد فى العالم.
تأثرت توقعات الدولار- الذى يتحرك عكسيا مع سعر الذهب- يوم الخميس بالبيانات الرسمية التي تشير إلى ارتفاع التضخم بأسرع وتيرة له منذ أكتوبر 2018 ، مما قد يجعل خفض سعر الفائدة على الاحتياطي الفيدرالي (البنك الفيدرالي) أكثر احتمالًا لعام 2020. وقد أرتفع التضخم في الولايات المتحدة بنسبة 0.1 ٪ فقط على أساس شهري في يناير ، مما أثار الدهشة على الجانب الآخر لسوق كان يتوقع زيادة بنسبة 0.2 ٪ على الرغم من أن الزيادة الهزيلة في هذا العدد جاءت متزامنة مع مفاجأة صعودية مروعة بالنسبة لنمو الاسعار على أساس سنوى. حيث أرتفع نمو سعر المستهلك السنوي من 2.3 ٪ إلى 2.5 ٪ وكانت التوقعات تشير إلى زيادة قدرها 2.4 ٪ فقط. وفي الوقت نفسه ، تحدى معدل التضخم “الأساسي” الأكثر أهمية أيضًا توقعات السوق عندما ظل ثابتًا عند 2.3٪ في مواجهة توقعات بالانخفاض إلى 2.2٪.
تضع بيانات يوم الخميس كلاً من مقاييس التضخم في الولايات المتحدة أعلى من هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2٪ بأكثر مما توقعته الأسواق في بداية العام ، حيث كان المستثمرون يبحثون عن تباطأ الاقتصاد الأمريكي حيث تشهد ادول الاخرى حول العالم انتعاشًا تدريجيًا. ومن المفترض أن تؤدي هذه التوقعات إلى خفض سعر الفائدة مرة أخرى على الأقل من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي وتراجع الدولار بشكل ثابت.
وفى ظل هذا الوضع الاقتصادى. لا يحتاج بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع أسعار الفائدة الأمريكية من أجل الحفاظ على قوة الدولار لأن معدل الفائدة الحالي والبالغ 1.75٪ أعلى بالفعل من جميع معدلات الفائدة الاخرى للاقتصادات العالمية خاصة فى الوقت التى تتجه فيه معظم البنوك المركزية العالمية الى خفض معدلات الفائدة. وتؤثر فروق أسعار الفائدة الواسعة التي تعمل كحافز للمستثمرين لبيع العملات الأخرى وشراء الدولار بدلاً من ذلك. وقد يكون اليورو والين الياباني والفرنك السويسري والكرونا السويدية من أكثر العملات تعرضًا للأداء المتواصل للاقتصاد الأمريكي.
حسب التحليل الفنى للذهب اليوم: الاتجاه الصعودى للمعدن الاصفر يزداد قوة واصبح هدف الثيران 1611 دولار للاوقية الاقرب حاليا خاصة أذا سائت الارقام الواردة من خسائر فيروس كورونا حول العالم خاصة من الصين. فالذهب ملآذ أمن مثالى للمستثمرين فى أوقات عدم اليقين كما هو الحال الان. ولا زلت أفضل شراء الذهب من كل مستوى هبوطى وتعد أقرب مستويات الدعم لاسعار الذهب حاليا 1566 و 1557 و 1545 على التوالى.