TradersUp.comتوصيات وتحليلات أسواق التداول عن كثب
كثيرا ما نوهت بأن المكاسب الاخيرة والحادة بشكل مستمر لسعر زوج العملات الجنيه الاسترلينى مقابل الين اليابانى GBP/JPY قد يعقبه عمليات بيع لجنى الارباح حيث تحركت المؤشرات الفنية صوب مستويات تشبع قوية بالشراء وفى جلسات التداول الاخيرة تعرض زوج الاسترلينى ين لذلك حيث تراجع من مستوى المقاومة 168.42 وصولا الى مستوى 164.80 وبدء تداولات هذا الاسبوع مستقرا حول مستوى 165.00 حيث لا يزال سوق العملات الفوركس يتسم بتهاوى سعر الين اليابانى لحين ورود تدخل يابانى لوقف الانهيار ويعول المستثمرين على أجتماع البنك المركزى اليابانى هذا الاسبوع وأجراءات حكومية لتغير سعر الين.
وفى المقابل الجنيه الاسترلينى تعرض لوقف الزخم من جانب بنك أنجلترا ومستقبل رفع معدلات الفائدة. الاتجاه العام لزوج الاسترلينى ين GBP/JPY وحسب الاداء على شارت اليومى لا يزال صاعدا وقد يكون هناك أنعكاس للاتجاه فقط بالتحرك لما دون مستوى 160.00 النفسى. وفى المقابل كسر المقاومة 168.20 هام لتوقع القمة النفسية التالية 170.00 لا زلت أفضل بيع الاسترلينى ين من كل مستوى صعودى.
مؤخرا تسببت قراءات البيانات الاقتصادية المحبطة للآمال في انخفاض الجنيه الإسترليني بحدة مقابل باقى العملات الرئيسية الاخرى. حيث تراجعت ثقة المستهلك البريطانى إلى المستويات التي شوهدت لآخر مرة خلال الأزمة المالية الكبرى لعام 2008 ، مما ينذر بتباطؤ كبير محتمل في النمو الاقتصادي. وجاءت مبيعات التجزئة البريطانية لشهر أبريل أقل بكثير من التوقعات ، حيث سجلت -1.4٪ على أساس شهري في مارس ، وأقل بكثير من توقعات الأسواق عند -0.3٪ و -0.5٪ لشهر فبراير.
وفي غضون ذلك ، أظهرت بيانات مؤشر مديري المشتريات لشركة S&P Global لشهر أبريل – وهي أحدث الدراسات الاستقصائية عن الاقتصاد البريطاني – تباطؤًا إضافيًا في معدلات النمو مع ارتفاع التضخم. وفى هذا الصدد يقول ديريك هالبيني ، رئيس أبحاث الأسواق العالمية ، في بنك MUFG: “تتزايد مخاطر الجانب السلبي للجنيه الاسترلينى مع مجموعة من التطورات السلبية المحددة التي توفر سببًا لتفاقم معنويات الجنيه الاسترليني خلال الأيام والأسابيع المقبلة”.
وكان تأثير الأرقام الضعيفة على الجنيه الإسترليني واضحًا ، حيث فقدت العملة البريطانية قوتها أمام جميع العملات الرئيسية الاخرى يوم الجمعة. وعليه يقول دومينيك بونينغ ، رئيس أبحاث الفوركس الأوروبية في HSBC: “السبب الرئيسي لحذرنا بشأن الجنيه الإسترليني هو أننا لا نعتقد أن بنك إنجلترا سيكون قادرًا على مواكبة دورة التضييق الشديدة التي تسعرها سوق الأسعار”. ويضيف: “تضيف بيانات المستهلك ومؤشر مديري المشتريات إلى شكوكنا بينما تزيد التقلبات السياسية – سواء في الداخل أو في الخارج – لن تجعل الحياة أسهل بالنسبة للجنيه الإسترليني”.
أكدت بيانات مؤشر مديري المشتريات تباطؤًا إضافيًا في النمو الاقتصادي في المملكة المتحدة مع مؤشر S&P Global / CIPS Services لمؤشر مديري المشتريات لقراءة أبريل عند 58.3 ، أقل من قراءة 60 الذي كان يتوقعه السوق وانخفض بشكل حاد في مارس 62.6. وتجاوزت مؤشرات مديري المشتريات التصنيعية التوقعات في الواقع حيث جاءت عند 55.3 ، قبل 54 المتوقعة في السوق. لكن الخدمات تمثل حصة أكبر من الاقتصاد البريطانى مما يعني أن مؤشر مديري المشتريات المركب الإجمالي بلغ 57.6 ، وهو أقل من توقعات 59 و 60.9 لشهر أبريل.
وقالت ستاندرد آند بورز جلوبال بإن بيانات أبريل تشير إلى سرعة تعافي أضعف بكثير في جميع أنحاء الاقتصاد البريطاني ، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أبطأ ارتفاع في الطلبات الجديدة حتى الآن في عام 2022. وقال المشاركون في الاستطلاع بإن “أزمة تكلفة المعيشة” وعدم اليقين الاقتصادي الناشئ عن الحرب في أوكرانيا قد أثر على طلب العملاء. وتعد ثقة المستهلك عنصرًا مهمًا للغاية في اقتصاد المملكة المتحدة لأنها تدعم المستهلك القوي. فبريطانيا هي اقتصاد خدمات ، وبالتالي فإن كيفية إنفاق المستهلكين والشركات واستثمارهم يساهم في النمو والانحدار بشكل عام. ومن جانبها قالت GfK بإن مقياس ثقة المستهلك البريطاني “في حالة من التراجع مع انهيار المؤشر في أبريل إلى -38”.
وبشكل مذهل ، شوهدت هذه المستويات لآخر مرة خلال الأزمة المالية الكبرى لعام 2008.
ماذا تعني هذه البيانات للجنيه الاسترلينى؟
من شبه المؤكد أن البيانات المتباطئة ستدفع بنك إنجلترا للنظر في الوتيرة التي يرفع بها أسعار الفائدة في المستقبل. وقد أرتفع الجنيه حتى أواخر عام 2021 وأوائل عام 2022 على أساس الاعتقاد بأن بنك إنجلترا سيرفع أسعار الفائدة في وقت أقرب وأسرع من العديد من أقرانه من البنوك المركزية العالمية. ولا سيما البنك المركزي الأوروبي.
ولكن إلى أي مدى يمكن للبنك المركزى البريطانى أن يرفع أسعار الفائدة في اقتصاد بدأ يتعرض للضغط بشكل واضح؟ وإذا كانت الإجابة “ليس كثيرًا” ، فمن المفهوم أن الجنيه الاسترليني سيتعرض للضغط حيث تعمل الأسواق المالية على تقليص التوقعات الخاصة برفع أسعار الفائدة.
