الضغوط على الاسترلينى لم تنتهى فبعد هدوء المخاوف من مستقبل البريكسيت واجه مطالبات كثيرة بخفض الفائدة من جانب بنك أنجلترا فى أقرب وقت وذلك فى ظل سلسلة من نتائج البيانات الاقتصادية البريطانية الاضعف من المتوقع. هذا التشاؤم دفع سعر زوج الاسترلينى مقابل الدولار GBP/USD للانخفاض الى مستوى الدعم 1.2954 الادنى له منذ أسبوعين ولم تفلح محاولات التصحيح الا فى أختبار مستوى 1.3057 على الرغم من تفاؤل الاسواق من توقيع كلا من الولايات المتحدة الامريكية والصين على أتفاق المرحلة الاولى والذى يوقف وتيرة حرب التعريفات الجمركية بينهما والتى كثيرا ما كانت سببا فى أضعاف النمو الاقتصادى العالمى وكانت التوقعات تشير الى أن أستمرارها يعنى ركود وشلل تام للاقتصاد العالمى.
كشفت إحصاءات رسمية عن انخفاض حاد ومفاجئ في التضخم البريطانى لشهر ديسمبر ، ووهو ما زاد من الضغوط على بنك أنجلترا للاسراع بخفض معدل الفائدة. وأعلن مكتب الاحصاءات الوطنية هناك بأن التضخم انخفض من 1.5 ٪ إلى 1.3 ٪ في ديسمبر ، وكانت الأسواق تتوقع أن يبقى دون تغيير عند 1.5 ٪. وفي الوقت نفسه ، انخفض مؤشر التضخم الأساسي الأكثر أهمية بنسبة 40 نقطة أساس إلى 1.3 ٪ عندما كان التوقعات تشير الى قراءة دون تغيير بنسبة 1.7 ٪. ويُنظر إلى مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي على أنه مقياس أكثر موثوقية لاتجاهات الأسعار المحلية لأنه يستبعد عناصر أكثر تقلبا، لكن كلا من مقاييس التضخم الآن أقل بكثير من هدف بنك إنجلترا البالغ 2٪ .
بدأ التضخم في التراجع بسبب الضعف في الاقتصاد الأساسي على الرغم من أرتفاع أسعار النفط ، مما زاد من الضغط على بنك إنجلترا للاستجابة أخيرًا للضعف المستمر للاقتصاد من خلال خفض تكاليف الاقتراض للشركات والأسر.
وقد خفضت أربعة بنوك مركزية عالمية رئيسية أسعار الفائدة العام الماضي ، وذلك وسط ضعف الاقتصاد العالمي مع أستمرار الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين ، لكن بنك إنجلترا أختار الانتظار لمعرفة نتائج مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وأبقى بنك إنجلترا سعر الفائدة دون تغيير عند 0.75٪ منذ آب (أغسطس) 2018 ، وكان دائم التلويح بتشديد سياسته في الأعوام المقبلة لأنه كان يتنبأ دائمًا بارتفاع أو ضغوط أسعار مرنة بدلاً من هبوط التضخم. وهو ما لم يحدث الان.
حسب التحليل الفنى للزوج: لا تغير فى وجهة نظرى الفنية لزوج الاسترلينى دولار GBP/USD فالاستقرار حول ودون مستوى الدعم النفسى 1.3000 يظل داعما للاتجاه الهبوطى والذى من المتوقع أن يحصل على قوة دفع جديدة مع أستمرار ضعف الاداء الاقتصاد البريطانى وبالتالى تزايد التوقعات بأمكانية خفض الفائدة من بنك أنجلترا فى أجتماعه بنهاية الشهر الحالى وهو اليوم الذى يسبق موعد البريكسيت الرسمى فى 31 يناير الجارى. وعلى الجانب الصعودى أقرب مستويات المقاومة للزوج حاليا 1.3085 و 1.3140 و 1.3220 ولا زلت أفضل بيع الزوج من كل مستوى صعودى.
بالنسبة لبيانات المفكرة الاقتصادية: سيكون التركيز على بيانات الدورة الامريكية مع الاعلان عن أرقام مبيعات التجزئة ومؤشر فلادليفيا الصناعى ومطالبات العاطلين عن العمل.