الاعلان عن أرقام الوظائف ونمو الاجور فى بريطانيا عادة ما يكون لها رد فعل قوى على أداء الجنيه الاسترلينى مقابل العملات الرئيسية الاخرى. وبالنسبة لتطورات البريكسيت أعلنت ماى بأنها ستكون أكثر مرونة فى التعامل مع مخاوف المعارضين لصفقة البريكسيت لما سيكون فى صالح المملكة المتحدة ومستقبلها فى محاولة منها لتهدئة المخاوف لضمان تمرير صفقة البريكسيت. التوقعات الاقوى حاليا خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبى بدون صفقة او طلب تأجيل البريكسيت لعامين على الاقل. بالنسبة لزوج الجنيه الاسترلينى مقابل الدولار GBP/USD وتأثره لتطورات البريكسيت الاخيرة نجح فى التحرك صوب القمة النفسية 1.3000 الاسبوع الماضى ولكن مع فقدان الوقت وضبابية المشهد مجددا عاد للتراجع الى الدعم 1.2830 فى بداية تعاملات هذا الاسبوع قبل أن يستقر حول 1.2875 وقت كتابة التحليل.
فارق بسيط بين الاصوات كان يفصل سحب الثقة من حكومة ماى وأجراء أنتخابات مبكرة فى التصويت من مجلس العموم البريطانى بعد فشل ماى فى الحصول على موافقة البرلمان البريطانى على صفقة البريكسيت وعليها الان أن تقدم أقتراحا وصفقة جديدة ليوم الاثنين القادم. قادة الاتحاد الاوروبى تتمسك بموقفها بعدم تقديم أى تنازلات على الاطلاق وأن الكورة الان فى ملعب المملكة المتحدة القبول بالصفقة الاخيرة او الخروج بدون صفقة. بنك انجلترا بقيادة مارك كارنى جدد التحذير من خروج البلاد بدون صفقة وان هذا يعنى ركود حاد فى الاقتصاد البريطانى وتهاوى للجنيه الاسترلينى.
مضمون محضر الاجتماع الاخير لبنك الاحتياطى الفيدرالى الامريكى أكد فيه بأن البنك لن يكون فى عجلة من أمره فى وتيرة رفع الفائدة خلال العام 2019 كما حدث فى عام 2018 برفع الفائدة اربع مرات وان البنك سيراقب التطورات والمخاطر التى تواجه الاقتصاد الامريكى قبل الاقدام على فرصة لرفع الفائدة فى المستقبل. وكما ذكرنا من قبل ونؤكد الان بأن مكاسب الاسترلينى القوية لن تأتى الا مع أيجابية مستقبل البريكسيت.
فنيا: زوج الجنيه دولار GBP/USD كما توقعنا من قبل منذ تصويت البلاد على البريكسيت سيظل فى ضغط هبوطى مستمر وان البيع له من كل مستوى صاعد أفضل أستراتيجية للتعامل معه. أقرب مستويات الدعم حاليا للزوج 1.2820و 1.2680 و 1.2550 على التوالى. والتصحيح لاعلى لن يكون قويا وينعكس به الاتجاه بدون التحرك صوب القمة النفسية 1.3000 والاستقرار أعلاها غير ذلك سيظل الهبوط الاقرب لاداء الزوج. وسيتأثر الزوج سلبا فى حال تم الاعلان عن تطورات سلبية فيما يخص ملف الخروج البريطانى من الاتحاد الاوروبى البريكسيت. فمخاوف الBREXIT لاتزال قائمة ولن تحل مشاكل الخروج البريطانى فى وقت قصير.
على صعيد البيانات الاقتصادية: المفكرة الاقتصادية اليوم ستراقب الاعلان عن أرقام الوظائف والاجور البريطانية ومن الولايات المتحدة مبيعات المنازل القائمة. وسيترقب الزوج أى جديد يخص مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبى الى جانب ما يخص سياسة ترامب داخليا وخارجيا.