جاء القرار الامريكى بحظر الطيران الى أوروبا لفترة 30 يوما بمثابة ضربة موجعة للاقتصاد الاوروبى الذى يعانى بالفعل من أنتشار سريع لفيروس كورونا فى دول الاتحاد. وعليه تحرك سعر زوج اليورو مقابل الدولار EUR/USD هبوطيا الى مستوى 1.1254 وقت كتابة التحليل وذلك فى الوقت الذى يترقب فيه اليورو بكل حذر قرارات البنك المركزى الاوروبى فى وقت لاحق لتحديد سياسته النقدية لمواجهة الآثار السلبية لوباء كورونا ثم تصريحات حاكم البنك كريستين لاجارد. والى جانب القرار الامريكى أعلنت إيطاليا إغلاق جميع الشركات باستثناء الصيدليات ومخازن المواد الغذائية في ظل جهودها الجارية لوقف انتشار الفيروس التاجي كوفيد19.
وقد ارتفع اليورو من حيث القيمة بالمقارنة مع أسعار العملات الاخرى منذ أن بدأت أسواق الأسهم في الانهيار بعمليات بيع ضخمة في أواخر فبراير، وذلك مع تزايد التوقعات بأن يكون للفيروس التاجي تأثير كبير على الاقتصاد العالمي.
لماذا أرتفع اليورو على الرغم من أنهيار الاسواق العالمية؟
يعود ذلك لانخفاض أسعار الفائدة بشكل قياسي في منطقة اليورو ، حيث يقترض المستثمرون باليورو لتمويل استثمارات سوق الأسهم والاستثمارات في الأصول العالمية الأخرى ذات العائد المرتفع. عندما ترتفع معنويات المستثمرين ، يتم بيع هذه الأصول وإعادة رأس المال إلى أصله. وهذا يخلق عرضًا لليورو على الرغم عمليات البيع فى الأسواق. هذا الى جانب تجميع المستثمرين حول العالم لمخزون ضخمًا من الرهانات مقابل اليورو منذ أواخر فبراير. ولكن من الواضح أن الرهانات غير مجدية ، حيث تم إغلاق هذه العقود مما يخلق طلبًا على اليورو.
أستجابة الاتحاد الأوروبي للأزمة غير مقنعة ، لا سيما عند مقارنتها بالمملكة المتحدة التي تستفيد من حكومة الأغلبية والبنك المركزي المستقل لتقديم الدعم للاقتصاد البريطانى. بالامس وفى قرار مفاجىء أعلن بنك أنجلترا عن خفض معدل الفائدة بواقع 50 نقطة أساس وزاد من الإقراض الجديد للشركات. في غضون ذلك ، كشفت الحكومة النقاب عن حزمة مساعدات بقيمة 30 مليار جنيه استرليني للاقتصاد المتأثر بالفيروس التاجي كورونا.
بلدان منطقة اليورو ليس لديها نفس المرونة في أوقات الأزمات بسبب مركزية عمليات صنع القرار ؛ وعليه فإن القدرة على تعزيز الإنفاق على المستوى الحكومي مقيدة بقواعد ديون الاتحاد الأوروبي ، فجميع السلطات بيد البنك المركزي الأوروبي. والاتحاد الأوروبي هو الأكثر تعرضًا لتأثير الركود العالمي بسبب قاعدته التصنيعية الكبيرة ، وخاصة قاعدة ألمانيا. وقد تعرضت سلسلة التوريد العالمية لضربة مادية بسبب إغلاق الاقتصاد الصيني.