TradersUp.comتوصيات وتحليلات أسواق التداول عن كثب
خلال شهر سبتمبر الماضى أندفع سعر زوج العملات اليورو مقابل الدولار EUR/USD صوب مستوى المقاومة النفسية 1.2000 وحينها زادت التصريحات المتشائمة من جانب مسؤولى السياسة النقدية للبنك المركزى الاوروبى تعليقا بأن قوة سعر صرف اليورو يضر كثيرا جهود البنك والحكومات الاوروبية لانعاش الاقتصاد فى مواجهة أثار الجائحة. وحينها لم يهنأ اليورو كثيرا بمكاسبه حيث تراجع من جديد وصولا الى مستوى الدعم 1.1612 وذلك كذلك ضمن نطاق هبوطى وسط الاقبال المتزايد من المستثمرين حينها على العملة الامريكية كملآذ أمن. وفور الاعلان عن خسارة ترامب فى الانتخابات الرئاسية الامريكية تزامنا مع الوقت الذى تم فيه الاعلان عن نجاحات مبهرة للقاحات كورونا من جانب أشهر شركات الادوية حول العالم حصلت العملة الاوروبية الموحدة كغيرها من العملات على زخم قوى للعودة لتحقيق المكاسب ومع بداية تعاملات هذا الاسبوع أنطلق زوج العملات الى المقاومة النفسية 1.2000 من جديد.
تنتظر الاسواق رد فعل مسؤولى السياسة النقدية على المكاسب الاخيرة لليورو. هذة المرة يوجد لقاحات لمواجهة كورونا ولكن فى نفس الوقت الوباء لا يزال قائما ويحصد الخسائر البشرية والاقتصادية والدول الاوروبية تحاول تفادى الاغلاق الكلى كما حدث فى بداية العام 2020 .
الخلاف السياسى يهدد مستقبل التحفيز الاوروبى. مؤخرا أعلنت بولندا والمجر عن أنفتاحهما على المقترحات الجديدة من الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالميزانية المقبلة للكتلة وحزمة المساعدة الرئيسية لوباء فيروس كورونا ، والتي تهددان بأستخدام حق النقض (الفيتو) لأنها تربط بين تمويل الكتلة والتزام الأعضاء بالمعايير الديمقراطية. وفى هذا الشأن فقد أستضاف رئيس الوزراء البولندي ماتيوز موراويكي نظيره المجري فيكتور أوربان في وقت متأخر من يوم الاثنين لمدة 90 دقيقة من المحادثات حول استراتيجية الاحتجاج لقمة الاتحاد الأوروبي في 10-11 ديسمبر واجتماع المجلس الأوروبي اللاحق الذي ينبغي أن يوافق على حزمة مساعدات الكتلة التي هى فى أمس الحاجة إليها و ميزانية 2021-2027. بإجمالي 1.8 تريليون يورو (2.1 تريليون دولار).
وعقب الاجتماع ، قال المتحدث باسم موراويكي بإن الحكومتين “منفتحة على مقترحات جديدة” من رئاسة الاتحاد الأوروبي التي تتولاها ألمانيا حاليًا. وقال المتحدث بيوتر مولر: “نود أن نؤكد أن الاتفاق بشأن الميزانية يجب أن يتماشى مع المعاهدات (التأسيسية للاتحاد الأوروبي)” ومع الاتفاقية التي توصل إليها القادة في يوليو / تموز.
وكانت بولندا والمجر في صراع مع الاتحاد الأوروبي لسنوات بشأن سجلات الديمقراطية الخاصة بهما ويخشيان أنهما قد يتم أستهدافهما من خلال الآلية الجديدة المرفقة بالحزمة المالية التي تسمح بحجب الأموال عن أي من أعضاء الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرين التي لا ترقى إلى معايير مستوى الكتلة.
ويجادل الزعيمان بأن مشروطية صرف الأموال تتعارض مع معاهدات الاتحاد الأوروبي. وكان هذا هو ثاني لقاء بين الزعيمين حول هذا الموضوع في أقل من أسبوع.
ومن جانبها قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يوم الاثنين بإن حكم القانون بالنسبة لها هو “أساس المشروع الأوروبي” وأن التوصل إلى إجماع في القمة لن يكون سهلاً. وصرحت بالقول أمام تجمع أفتراضي لأعضاء لجان الشؤون الأوروبية في البرلمانات “نحن نعلم أننا نريد بالتأكيد الحصول على نتيجة. ونحن نعلم أيضًا مدى صعوبة ذلك إذا لم تتمكن جميع الدول الأعضاء البالغ عددها 27 دولة من الاتفاق على هذه النتيجة”.
وقالت بإن الأمر متروك للسياسيين للتوصل إلى نتائج “يمكن للجميع التعايش معها”. لكنها حذرت من أن ذلك لن ينجح دون تنازلات “من جميع الجهات”.
تتولى ألمانيا ، التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي ، مهمة إيجاد حل وسط من شأنه أن يمهد الطريق للتنفيذ المقرر في يناير للحزمة المالية.
من منظور فنى: مكاسب زوج اليورو مقابل الدولار EUR/USD صوب المقاومة النفسية 1.2000 دفع المؤشرات الفنية صوب مناطق تشبع بالشراء ويترقب اليوم أرقام التضخم الاوروبية وشهادة جيروم باول وأى تلميحات من البنك المركزى الاوروبى على أرتفاع قيمة اليورو الاخيرة. تجاهل مكاسب اليورو قد يدفع زوج العملات لاختبار قمم أقوى. وعلى الجانب الهبوطى لا يزال الدعم 1.1800 الاهم لعودة سيطرة الدببة من جديد.
