TradersUp.comتوصيات وتحليلات أسواق التداول عن كثب
على الرغم من الاعلان عن أن الاقتصاد السويسرى عانى من أسوأ أداء اقتصادي له على الإطلاق في الربع الثاني لعام 2020 ، الا أن سعر زوج العملات الدولار الامريكى مقابل الفرنك السويسرى USD/CHF ظل يواصل الهبوط الحر حتى وصلت خسائره الى مستوى الدعم 0.9026 الادنى له منذ أكثر من خمس سنوات والمستقر حوله وقت كتابة التحليل وقبيل الاعلان عن البيانات الاقتصادية الامريكية مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصى ومعدل الانفاق والدخل للمواطن الامريكى وقراءة مؤشر مديرى المشتريات من شيكاغو ثم ثقة المستهلك من ميتشيغان.
ووفقًا للحكومة السويسرية ، تباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة – 8.2٪ خلال الفترة من أبريل إلى يونيو.بأكبر انخفاض على الإطلاق ، على الرغم من أنه جاء أفضل من توقعات السوق عند – 8.6٪. وقد ساهمت عدة عوامل في الانكماش الحاد: تراجع الاستهلاك الخاص (-8.6٪) ، واستثمار المعدات والبرمجيات (-11.7٪) ، والبناء (-4٪) ، والواردات والصادرات في الربع الثاني.
وتعرض الاقتصاد الكلي لضربة شديدة حيث اتخذت الحكومة إجراءات للحد من انتشار جائحة الفيروس التاجي. الآن وقد انتهى الأسوأ ، هل السويسريون متفائلون بشأن الاقتصاد؟
ليس تماما. حيث جاء مؤشر الثقة الاقتصادية عند 45.6 في أغسطس ، مرتفعًا من 42.4 في يوليو – أي قراءة أقل من مستوى ال 50 تشير إلى التشاؤم. واليوم الجمعة ، تم إصدار مؤشر KOF Leading Indicators لتقديم نظرة ثاقبة على الاقتصاد العام. وقد تحسنت قراءته الى مستوى 110.2 وكانت التوقعات تشير الى قراءة 90.3 من 85.7 .
وعلى الرغم من أن سويسرا شهدت دمارًا اقتصاديًا هذا العام ، إلا أن جيرانها الأوروبيين شهدوا انخفاضًا أكبر في الناتج المحلي الإجمالي. حيث انكمش الناتج المحلي الإجمالي لألمانيا بنسبة – 9.7٪ في الربع الثاني ، بينما تباطأ نمو الناتج المحلي الإجمالي الفرنسي بنسبة 14٪. وأبلغت إسبانيا عن انهيار ما يقرب من 20 ٪. ويخشى بعض المحللين من أن تلجأ سويسرا إلى قيود إضافية بعد الزيادة المطردة في حالات الإصابة بفيروس كورونا المؤكدة منذ نهاية يوليو. وحتى الآن ، يوجد في سويسرا أكثر من 41000 إصابة ، وبلغ عدد الوفيات حوالي 1700.
وكان الفرنك السويسرى من أفضل العملات أداءً في أسواق الصرف الأجنبي هذا العام ، حتى مع الثقة في تسريع الانتعاش للاقتصاد العالمى.
أعلان بنك الاحتياطى الفيدرالى الامريكى بقيادة جيروم باول عن تعديلات فى أعدادات سياسته النقدية تماشيا مع أثار جائحة فيروس كورونا ساهم فى ضعف الدولار الامريكى وتجاهل المستثمرين لبيانات سويسرا المتشائمة. وفي الربع الماضي ، أغلقت الشركات الامريكية أبوابها وخسر ملايين العمال وظائفهم مع دخول أكبر اقتصاد في العالم في وضع الإغلاق فيما نجح بشكل متقطع فقط في الحد من انتشار العدوى الفيروسية المبلغ عنها. أنخفض الاقتصاد الأمريكي بنسبة 5 ٪ سنويًا في الأشهر الثلاثة الأولى من العام حيث بدأ فيروس كورونا في الظهور في فبراير ومارس.
ويشير الانتعاش في التوظيف مع إعادة فتح العديد من الشركات إلى أن الاقتصاد بدأ في التعافي في يونيو مع نمو في الربع الثالث يقدر بنحو 20 ٪ سنويًا. لكن الاقتصاديين يقولون بإن التعافي الكامل لا يزال بعيد المنال بالنظر إلى أن الفيروس لم يتم احتواؤه بعد وأن الدعم المالي للحكومة قد تلاشى.
من منظور فنى: تجاهل زوج العملات الدولار مقابل الفرنك USD/CHF وصول المؤشرات الفنية الى مناطق تشبع قوية بالبيع. حيث لايزال الدولار الامريكى يتعرض لضغوط مستمرة وفضل المستثمرون الفرنك كملاذ أمن. ولا بد فى الاخذ بالاعتبار بأن المكاسب القياسية للفرنك قد تستدعى تدخلا مفاجئا من جانب البنك المركزى السويسرى لان قوته تضر كثيرا بالاقتصاد السويسرى. وكما يعلم الجميع فأن التدخل كثيرا ما يحدث تذبذبا قويا فى سوق تداول العملات. لا زلت أفضل شراء الزوج من كل مستوى هبوطى وأقرب مستويات الدعم للزوج حاليا 0.9010 و 0.8945 و 0.8870 . على التوالى.
