TradersUp.comتوصيات وتحليلات أسواق التداول عن كثب
لثلاث جلسات تداول على التوالى يستقر سعر زوج العملات الدولار الامريكى مقابل الفرنك السويسرى USD/CHF حول مكاسبه الاعلى له منذ عامين وصولا الى مستوى المقاومة 0.9536 ويستقر حول مستوى 0.9480 وقت كتابة التحليل قبيل الاعلان عن عدد مطالبات العاطلين عن العمل الامريكية الاسبوعية وقراءة مؤشر فلادليفيا الصناعى ثم تصريحات مرتقبة لحاكم بنك الاحتياطى الفيدرالى الامريكى جيروم باول. الاتجاه العام لزوج الدولار / فرنك سويسرى لا يزال صاعدا والمقاومة 0.9500 تؤكد على مدى سيطرة الثيران على الاتجاه. ولن يحدث كسر للقناة الحالية بدون أختراق مستويات الدعم 0.9390 و 0.9280 على التوالى. لا زلت أفضل بيع زوج الدولار فرنك USD/CHF من كل مستوى صعودى.
وكان من الممكن أن يكون الفرنك السويسري أقل لولا استمرار فائض الحساب الجاري لسويسرا ، والذي يمكن أن يكون له علاقة كبيرة بقدرات تكرير الذهب في البلاد وفقًا لبنك أوف أمريكا. وأصبحت مرونة الفرنك السويسرى المستمرة موضع تركيز حاد بين المستثمرين حيث تعرض الين الياباني لضربة كبيرة. ويشترك الفرنك السويسري في العديد من أوجه التشابه الأساسية مع الين اليابانى وبالتالي فهو يمثل مفاجأة لأنه يرفض اتباع الوحدة اليابانية هبوطيًا. ويعتبر كلاهما عملات “ملاذ آمن” وكلاهما ينتمي إلى البنوك المركزية ذات إعدادات معدلات الفائدة المنخفضة للغاية وعدم الرغبة الشديدة في تغيير المسار بعيدًا عن سياسة أسعار الفائدة السلبية.
وتعليقا على ذلك يقول كمال شارما ، محلل إستراتيجي للفوركس في بنك أوف أمريكا في لندن: “العملة الوحيدة التي كان من المفترض أن تتبع ديناميكيات الين الياباني هي الفرنك السويسري”. وتتفاعل أسواق الصرف الأجنبي الفوركس حاليًا بشكل كبير مع التحولات في سياسة البنك المركزي النسبية وعدم رغبة بنك اليابان في التزحزح عن سياسة أكثر تشددًا أدى إلى عمليات بيع كبيرة للين.
وفي غضون ذلك ، استمر الدولار الامريكى في الارتفاع حيث راهنت الأسواق على التتابع السريع لرفع أسعار الفائدة في مجلس الاحتياطي الفيدرالي على مدار عام 2022.
إذن ما هو دعم الفرنك في بيئة يجب أن تكون في الأساس أكثر عدائية ، وهل يمكن أن تستمر؟
وفى هذا الصدد يقول المحلل شارما بإن الصدمة الكبيرة في معدلات التبادل التجاري العالمية التي كشفت اعتماد اليابان على واردات الطاقة لم تحدث تأثيرًا مماثلًا على سويسرا بسبب مزيجها التجاري الأكثر ملاءمة ، والذي يميل نحو الخدمات والمواد الكيميائية. وقد أدت الحرب في أوكرانيا إلى ارتفاع أسعار الطاقة بشكل حاد ، مما عرض عملات الدول المستوردة للطاقة للضعف.
لكن كارما تقول بإن سويسرا ، بفضل مرافق التكرير الرائدة لديها ، كانت لاعبًا مهمًا في سوق الذهب العالمي.
ويضيف المحلل”نتيجة لذلك ، ظل الميزان التجاري السويسري في منطقة الفائض: في الأساس ، كانت مرونة التجارة السويسرية في مواجهة صدمة معدلات التبادل التجاري العالمية سببًا آخر لكون الفرنك السويسري أكثر ديمومة في البيئة الحالية”. ويضيف قائلاً: “ربما تفسر تجارتها في الذهب العلاقة طويلة الأمد بين الفرنك السويسري والمعدن الثمين ، وهو الرابط الذي ضعف بالنسبة للين الياباني”.
وتوجد أربع من أكبر مصافي الذهب في العالم في سويسرا ، ثلاثة منها في كانتون تيسين الجنوبي.
وتشير التقديرات إلى أن ثلثي الذهب العالمي يتم تكريره في سويسرا ، مما سيضيف قيمة كبيرة إلى عائدات الصادرات في البلاد بالنظر إلى الارتفاع الحاد في قيمة المعدن الثمين في عام 2022. ووفقًا لروبرتو غراسي من شركة Fidinam للاستشارات المالية ، فإن الموقف جاء لأن البنوك السويسرية الكبرى تمتلك المصافي. وقال غراسي لبي بي سي: “خلال الحرب العالمية الثانية ، وبسبب كمية الذهب الكبيرة التي تم تخزينها في سويسرا ، قررت البنوك إنشاء مصافيها الخاصة لإنتاج السبائك”.
وبين عامي 2012 و 2019 ، صدرت سويسرا ما معدله 400 طن من الذهب سنويًا إلى الهند وحوالي 600 طن سنويًا إلى البر الرئيسي للصين وهونج كونج مجتمعين. وقد أظهرت بيانات الجمارك السويسرية ارتفاع صادرات الذهب السويسري مرة أخرى في عام 2021 إلى أعلى مستوياتها منذ 2018 مع تعافي الطلب على السبائك في الصين والهند ، أكبر أسواق المستهلكين ، من انهيار مبكر في وقت مبكر من جائحة كوفيد -19.
وقد أرتفعت أسعار الذهب في عام 2022 حيث يسعى المستثمرون إلى التحوط ضد التضخم العالمي المتفشي ، مما يضيف قيمة إضافية للصادرات السويسرية. وعليه يضيف المحلل بالقول “إذا تم استخدام الذهب كوسيلة للتحوط للسلع ضد التضخم ، فإن نظير الصرف الأجنبي كان على نحو متزايد هو الفرنك السويسري وليس الين الياباني ، مما يساعد على توضيح الاختلاف بين الاثنين”.
