زوج الدولار الاسترالى مقابل الدولار الامريكى AUD/USD يتراجع من أعلى مستوياته منذ 3 سنوات

للمرة الاولى منذ أكثر من ثلاث سنوات يختبر سعر زوج العملات الدولار الاسترالى مقابل الدولار الامريكى AUD/USD مستوى المقاومة النفسية 0.8000 قبل أن يتراجع الى مستوى 0.7835 وقت كتابة التحليل. مسار الاقبال على المخاطرة وسط توقعات تفاؤل بأنتعاش أقتصادى عالمى قوى فى العام 2021 فى ظل الاقبال الدولى للتلقيح وأعادة النشاط الاقتصادى العالمى. وكما هو معلوم فأن الدولار الاسترالى من عملات المخاطرة ويتفاعل مع مكاسب أسواق المعادن وتوقعات النمو الاقتصادى العالمى. مؤخرا حافظت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني على التصنيف السيادي الأسترالي عند “AAA” مستشهدة بالمؤسسات القوية وإطار السياسة الفعال.

ومع ذلك ، قالت فيتش بإن النظرة “السلبية” للتصنيفات تعكس حالة عدم اليقين بشأن مسار الدين متوسط الأجل في أعقاب الارتفاع الكبير في الدين العام / الناتج المحلي الإجمالي الناجم عن الاستجابة للوباء. وتشير التقديرات إلى أن الاقتصاد الاسترالى سينكمش بنسبة 2.8٪ في عام 2020 مقارنة بمتوسط انكماش “AAA” البالغ 3.8٪. ومن المتوقع أن ينمو الاقتصاد بنسبة 3.8٪ عام 2021 و 2.7٪ عام 2022.

ولاحظت الوكالة أن الاستجابة المالية والنقدية الفعالة ساعدت الاقتصاد الاسترالى على تحمل الصدمة الاقتصادية الناجمة عن الوباء.

وبسبب إجراءات التحفيز المالية الحكومية ، من المتوقع أن يتسع العجز الحكومي العام إلى 12.7 في المائة من إجمالي الناتج المحلي في السنة المالية المنتهية في يونيو 2021. ومن المتوقع أن ينخفض عجز الحكومة العامة إلى 6.4 في المائة من إجمالي الناتج المحلي في السنة المالية 22 ، بحسب وكالة فيتش.

وعلى صعيد أخر فأن الأخبار السارة عن لقاح Johnson & Johnson ، ساهمت فى قفزة في عائدات السندات الأسترالية والطلب القوي من المستثمرين على السلع وهو ما يدعم الدولار الاسترالى. وتعليقا على ذلك يقول لي هاردمان ، محلل العملات في MUFG “تستمر العملات المرتبطة بالسلع في الاستفادة من بناء الثقة في توقعات الانتعاش الاقتصادي. وقد لوحظ أن بيانات النشاط العالمي أستمرت في مفاجأة الاتجاه الصعودي في بداية هذا العام على الرغم من القيود المرتبطة بـ COVID والتى كانت في مكانها خلال فصل الشتاء. وإنها تشير إلى أن الاقتصادات العالمية كانت تتكيف بشكل أفضل مما كان متوقعًا ، مما يساعد على تقليل مخاطر الهبوط في النمو”.

يثبت الارتفاع في عوائد السندات العالمية أنه ذو أهمية خاصة للمستثمرين في الوقت الحالي ، وقد ساعد الارتفاع الحاد في العائد على سندات الحكومة الأسترالية على ارتفاع الدولار الأسترالي كما يقول المحللون. حيث أن أرتفاع العوائد سوف يجذب تدفقات رأس المال الدولي حيث يسعى المستثمرون للحصول على عوائد أفضل ، والتي بدورها تقدم ارتفاع وزخم للدولار الاسترالي. ومع ذلك ، فإن العائد المدفوع على السندات الأسترالية لمدة عشر سنوات – والتي لا يستهدفها برنامج التسهيل الكمي لبنك الاحتياطي الأسترالي – هي التي يمكن القول إنها تقدم المزيد من الدعم للعملة.

إن الارتفاع في عائدات السندات ذات العشر سنوات هو نتيجة مطالبة المستثمرين بعائد أكبر مقابل الاحتفاظ بهذه السندات بسبب الاعتقاد بأن التضخم سيرتفع بشكل حاد خلال السنوات القادمة. وهذه نتيجة طبيعية للتوقعات بتحسين الخلفية الاقتصادية العالمية. ارتفاع عائدات أستراليا بشكل أسرع من تلك الموجودة في أماكن أخرى يشير إلى توقعات بأداء متفوق في أستراليا.

وعلى صعيد أخر فقد ساعدت التحسينات في الطلب العالمي على السلع الأساسية في ارتفاع مؤشر أسعار السلع الأساسية في بلومبيرج بنسبة 60٪ تقريبًا منذ أبريل من العام الماضي ، وفي نفس الوقت شهد الميزان التجاري الأسترالي اتساع فائضه مع زيادة الصادرات عن الواردات. حيث أستقر الفائض التجاري الأسترالي عند 6.785 مليار دولار أسترالي في ديسمبر ، مرتفعًا من 5.01 مليار دولار أسترالي في نوفمبر. وتتحسن الخلفية العالمية بسبب التوقعات بأنتعاش اقتصادي بقيادة اللقاح تغذي مجمع السلع الأقوى ، والفائض التجاري الآخذ في الاتساع ، وفي النهاية الدعم للدولار الاسترالي.

من منظور فنى: الاتجاه العام لزوج العملات الدولار الاسترالى مقابل الدولار الامريكى AUD/USD لم يخرج من قناته الصعودية كما هو الاداء على الرسم البيانى للاطار الزمنى اليومى أدناه ولن يحدث ذلك الا مع أختراق الدببة لمستوى الدعم 0.7595 حسب الاداء على نفس الفترة الزمنية. وكما ذكرت من قبل فأن أختراق المقاومة النفسية 0.8000 يدعم توجه المؤشرات الفنية الى مناطث تشبع بالشراء. وما لم يحصل الدولار الاسترالى على المزيد من الزخم فقد يظل عالقا فى نطاق ما بين 0.7725 ومستوى 0.8000 او الاعلى منها لفترة أطول.