لليوم الثالث على التوالى يحاول سعر زوج الجنيه الاسترلينى مقابل الدولار GBP/USD التصحيح لاعلى وأختراق مستوى المقاومة 1.3000 لايجاد محل قدم لانعكاس الاتجاه العام والذى لايزال هبوطيا. مكاسب الزوج توقفت عند مستوى 1.2995 فى التعاملات المبكرة اليوم قبل أن يستقر حول مستوى 1.2960 وقت كتابة التحليل. مكاسب الاسترلينى تصطدم دائما مع المخاوف تجاه مستقبل المفاوضات التجارية والمزمع البدء فيها ما بين الاتحاد الاوروبى وبريطانيا بداية الشهر المقبل وسط توقعات بمفاوضات حادة وشاقة ستؤثر سلبا على رغبة الاسترلينى فى تحقيق المكاسب. خاصة وأن كل طرف يرغب فى صفقة أفضل لمستقبله بعد أنتهاء الفترة الانتقالية لما بعد البريكسيت بنهاية عام 2020 .
حيث تصر دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة على أنه إذا كانت بريطانيا ترغب في الحصول على أفضل صفقة ممكنة في أعقاب رحيلها عن الاتحاد الأوروبي في الشهر الماضي ، فسيتعين عليها أن تتكيف مع قواعد ولوائح الاتحاد الأوروبي تجاه كل شيء من مساعدات الدولة إلى المعايير البيئية. وفى المقابل رفضت بريطانيا تطلعات الكتلة ، زعمًا بأن القدرة على الابتعاد عن قواعد الاتحاد الأوروبي عنصر أساسي في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي – حيث يقول مؤيدو رحيل بريطانيا عن الكتلة بإن المكاسب الكبيرة ستكمن في إعادة السلطات إلى لندن من بروكسل لصالح الاقتصاد البريطاني.
وعبر وزير الخارجية الهولندي ستيف بلوك عن تلك المخاوف بالقول”المصالح ضخمة. وسيكون العمل شاقًا للغاية – طريق صعب”.
وهناك حجر عثرة آخر هو الجدول الزمني. حيث يصر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون على ضرورة التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية العام حتى تتمكن بريطانيا من ترك الاتحاد الجمركي للسوق الموحدة والاتحاد الجمركي. وتبقى بريطانيا داخل المدار الاقتصادي للاتحاد الأوروبي حتى نهاية عام 2020 لتهدئة رحيلها عن الكتلة. ويمكن تمديد هذه الفترة الانتقالية مرة واحدة لمدة تصل إلى عامين ، لكن جونسون قال إنه لن يفعل ذلك.
وهذا يعني بأن الجدول الزمني للتفاوض على كل شيء من حقوق الصيد إلى الوصول إلى أسواق الاتحاد الأوروبي هو ضيق للغاية ، حيث أن معظم الصفقات التجارية تستغرق سنوات لإبرامها.
وفى المقابل لايزال الاقتصاد الامريكى قويا ولم يتأثر كثيرا بالحرب التجارية العالمية ولا بتفشى وباء كورونا الذى أصاب العالم بالذعر وكان سببا فى محو المليارات من الدولارات من قيمة الاسهم العالمية. وزاد من الضغط على توقعات قاتمة لمستقبل النمو الاقتصادى العالمى.