TradersUp.comتوصيات وتحليلات أسواق التداول عن كثب
بريطانيا تسير في نوع من الأزمة الوجودية التي شوهدت لآخر مرة عندما صوتت البلاد لمغادرة الاتحاد الأوروبي البريكسيت ، مما قد يؤدى إلى انخفاض الجنيه الإسترليني ليتكافأ مع الدولار في المستقبل ، وذلك وفقًا لمحللى العملات في بنك أوف أمريكا كورب. وفى هذا الصدد كتب المحلل الاستراتيجي كمال شارما في مذكرة إلى العملاء أن “اقتصاديات الجزء الخلفي من المظروف” من الخطط المالية للحكومة الجديدة في الأسبوع الماضي لم تفعل شيئًا لتعزيز ثقة المستثمرين في المملكة المتحدة. وقال بإن ارتفاع تكاليف الاقتراض يعرّض المالية العامة لضغوط.
وما ذكره أحدث دعوة من بنك في وول ستريت للمراهنة على تعادل الجنيه الإسترليني بحلول نهاية العام ، بعد توصيات مماثلة من Morgan Stanley و Citigroup Inc. ، وأضاف شارما بإن التضخم المرتفع المقترن بركود الاقتصاد سيستمر في خفض سعر الجنيه الاسترليني ، الذي يتم تداوله في حول 1.08 دولار بعد أن سجل أدنى مستوى قياسي يوم الاثنين. ومع ذلك ، لا تزال الحكومة البريطانية متمسكة بخططها المالية ، حيث دافعت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تروس عن مجموعتها من التخفيضات الضريبية. وبدلاً من ذلك ، ألقت باللوم على الضغوط الاقتصادية العالمية في تداعيات الميزانية المصغرة الأسبوع الماضي.
وأضاف محلل بنك أوف أميركا: “البلدان التي لديها ديناميكيات دين أفضل من المملكة المتحدة عوملت بقسوة أكثر من الجنيه حتى الآن”.و “لكن لا يمكن للمرء أن يهرب من فكرة أن إعادة ضبط الجنيه الاسترلينى يجب أن يذهب أبعد من ذلك.”
وعموما ، يواصل الجنيه الاسترلينى أستقراره بعد ضغوط البيع الشديدة التي أعقبت “الميزانية المصغرة” للمملكة المتحدة يوم الجمعة الماضي ، حيث رحب المستثمرون بتدخل بنك إنجلترا الأخير في سوق السندات. وتراجع الجنيه الإسترليني يوم الاثنين إلى أدنى مستوياته القياسية مقابل الدولار ، وارتفعت عوائد السندات البريطانية وسط مخاوف المستثمرين من أن سقف أسعار الطاقة الذي تفرضه حكومة المملكة المتحدة والتخفيضات الضريبية ستجعل ديون المملكة المتحدة غير مستدامة. لكن ارتفاع عوائد السندات الذهبية تم الحد منه فعليًا من قبل بنك إنجلترا في منتصف الأسبوع عندما أعلن أنه سيشتري السندات الذهبية لتخفيف الضغوط في سوق المعاشات التقاعدية.
وقد أنفق البنك حوالي مليار جنيه إسترليني ، وهو مبلغ أقل بكثير من الذخيرة التي بحوزته (قال إنه يمكن أن ينفق ما يصل إلى 5 مليارات جنيه إسترليني لكل مزاد) ، مما يشير إلى أن البنك يظل دعامة موثوقة في أوقات التوتر. وبقدر ما تعد أسواق الذهب المضطربة سببًا رئيسيًا لضعف الجنيه الإسترليني مؤخرًا ، فإن أي تهدئة لاحقة للأسواق المذكورة ستكون مفيدة للجنيه الإسترليني.
