توقعات بأن تستمر خسائر الجنيه الاسترلينى لما بعد العام 2021

تتوقع RBC Capital Markets انخفاضات كبيرة في قيمة الجنيه الاسترلينى قبل أنتهاء عام 2021 مع استمرار الخسائر حتى عام 2022. وتُظهر أحدث التوقعات من مزود الخدمات المالية الدولي ومقره تورونتو أن الجنيه الإسترليني قد يتراجع إلى ما دون المستوى 1.30 مقابل الدولار GBP/USD بحلول الوقت الذي يبدأ فيه 2022 ، ويمكن حتى اختبار مستوى ال 1.20 بحلول منتصف عام 2022. وفي غضون ذلك ، يتوقعون أن يهبط الجنيه مرة أخرى إلى ما دون 1.14 مقابل اليورو EUR/GBP حيث بدأت مجموعة من المخاوف المتعلقة بالاقتصاد البريطاني في التأثير.

وعليه يقول آدم كول ، كبير المحللين الإستراتيجيين للعملات في RBC Capital: “في حين أن تأثير السياسة المالية الأسهل كان إيجابيًا من الناحية الدورية على المدى القريب ، فإننا نتوقع زيادة التركيز على الاختلالات في المملكة المتحدة على المدى الطويل”. لذا فإن توقعات RBC Capital Markets هبوطية حيث يتوقعون أن يتراجع الجنيه الإسترليني إلى مستويات حقبة الأزمة مقابل اليورو قبل انتهاء عام 2022.

وإذا ثبتت صحة هذه الدعوات ، فإن السوق سيشهد تحولًا جوهريًا في ثروات إحدى أفضل العملات أداءً في عام 2021 ، لكننا نلاحظ أن الحجة المحورية المفترضة لضعف الجنيه الإسترليني الوشيك يواجهها محللون آخرون والأدلة الواردة.

وتتضمن أسباب توقع انخفاض قيمة الجنيه الاسترلينى التي ذكرها RBC Capital حالة من عدم اليقين الاقتصادي الكبير على المدى القريب. ويشمل ذلك إنهاء خطة دعم الوظائف الحكومية في سبتمبر ، وإنهاء أزمة كوفيد19 ، وزيادة الفوائد الحكومية للأسر الفقيرة. وعليه يقول المحلل كول: “عدم اليقين المرتبط بهذه التغييرات يجب أن يحافظ على توقعات الأسعار على المدى القصير”.

وبالإضافة إلى ذلك ، يتوقع المحلل أن تزيد التوترات السياسية بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة مرة أخرى مع انتهاء فترة السماح للفحص الجمركي للسلع البريطانية التي تذهب إلى أيرلندا الشمالية. وذكرت صحيفة التلغراف أن فرق التفاوض بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة لم تتحدث منذ يوليو ، على الرغم من الموعد النهائي لبروتوكول أيرلندا الشمالية الذي يلوح في الأفق.

وعليه يقول كول: “على المدى الطويل نتوقع تركيزًا متزايدًا على الاختلالات في المملكة المتحدة”.

ويتوقع الاقتصاديون في البنك تدهور وضع الميزانية في المملكة المتحدة بالإضافة إلى اتساع عجز الحساب الجاري. وعادةً ما يتم تمويل العجز من خلال تدفق رؤوس أموال المستثمرين الأجانب ، ولكن لكي يحدث هذا ، يجب أن تكون السلع والأصول البريطانية رخيصة بما يكفي لجذب الاهتمام ، ويتوقع RBC أن يتحقق هذا فقط إذا تم تداول الجنيه الإسترليني على انخفاض. لكن نرى بأن هذه الملاحظة الخاصة تتعارض مع البيانات التي تظهر زيادة ملحوظة في نشاط الاندماج والاستحواذ الذي يشمل عمليات الاستحواذ على الشركات البريطانية في عام 2021 ، والتي تم تفصيل نتائجها في هذا المقال الأسبوع الماضي.

وفي الواقع ، تم إصدار مذكرة بحث RBC في نفس اليوم الذي نشرت فيه بلومبرج مقالًا بعنوان “صفقات الاستحواذ تحول المملكة المتحدة إلى بؤرة عقد الصفقات الوبائية”.

وعليه يقول كريس بيجز ، الشريك في ثيتا جلوبال أدفايزرز ، “مع استحواذ شركات الأسهم الخاصة مثل CVC على مجموعة AA للسيارات ، Asda و Morrisons و Stock Spirits ، استعاد سوق المملكة المتحدة اهتمام العالم ، بعد أن شهد موجة غير مسبوقة من الصفقات”. شركة متخصصة في عمليات الاندماج والاستحواذ. ويضيف: “يثبت عام 2021 أنه عام قياسي لعمليات الاندماج والشراء وأنواع أخرى من الصفقات ، حيث يتلاشى قدر كبير من عدم اليقين الذي ظل قائماً من كوفيد وبريكست. إنها عاصفة مثالية لعودة التفاؤل وتخفيف القيود والشركات المقيمة بأقل من قيمتها”.

وفي نفس الوقت ، أفادت UBS أن تعقب إعلان الاندماج والاستحواذ الخاص بها يشير إلى أن شهر أغسطس كان شهرًا جيدًا آخر للصفقات الداخلية في المملكة المتحدة ، ووجدت أن “خط أنابيب الاندماج والاستحواذ الاسترليني لا يزال قوياً”. وعليه يقول فاسيلي سيريبرياكوف ، المحلل الإستراتيجي في UBS: “كان شهر أغسطس شهرًا جيدًا آخر للصفقات الواردة في المملكة المتحدة ، مما وضع الجنيه الإسترليني في أعلى تصنيف z-Score”.

ويقول شرودرز بإن الشركات البريطانية في المتوسط كانت مقومة بأقل من قيمتها بنحو 30٪ بسبب علاوة مخاطر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وأزمة كوفيد ، وهي التقييمات التي تدفع طلب المستثمرين الأجانب على المملكة المتحدة بي إل سي بشكل مفهوم.

ولكن بالنسبة لشركة RBC Capital Markets ، فإن هذا الخصم ليس مقنعًا بما فيه الكفاية وسيتطلب المزيد من الانخفاض في قيمة الجنيه لجعل الأصول البريطانية أكثر جاذبية.

ومن المتوقع أن ينخفض سعر صرف الجنيه إلى الدولار GBP/USD عند 1.30 بحلول نهاية عام 2021 ، ليعود إلى 1.22 بحلول منتصف عام 2022. ومن المتوقع أن يرتفع سعر الصرف من اليورو إلى الجنيه الإسترليني EUR/GBP إلى 0.88 بحلول نهاية عام 2021 قبل ارتفاعه إلى 0.93 بحلول منتصف عام 2022. والجدير بالذكر أنه من المتوقع أن يدفع اليورو الجنيه إلى مستويات فترة الأزمة بحلول نهاية عام 2022 مع توقع 0.93. (شوهدت هذه المستويات سابقًا في وقت قريب من الأزمة المالية لعام 2008 وأزمة كوفيد وفي نقاط مختلفة من القلق الشديد فيما يتعلق بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي).

ويعطي هذا هدفًا للتنبؤ بنقطة سعر الصرف من الجنيه إلى اليورو عند 1.1363 تقريبًا لنهاية العام والهدف عند 1.08 تقريبًا لمنتصف عام 2022 و 1.0752 لنهاية عام 2022.