TradersUp.comتوصيات وتحليلات أسواق التداول عن كثب
لم يهنأ الباوند طويلا بحالة التفاؤل التى هيمنت على الاسواق والمستثمرين فور أعلان كلا من الاتحاد الاوروبى وبريطانيا عن أتفاق يحدد العلاقات التجارية بينهما بدءا من يناير 2021 . هذا الى جانب الاعلان عن لقاحات تقضى على فيروس كورونا. تلك العوامل ساهمت فى تحرك صعودى لزوج العملات الجنيه الاسترلينى مقابل الدولار GBP/USD الى مستوى المقاومة 1.3703 الاعلى له منذ عامين ونصف ولكن مع عودة السيولة الى الاسواق والمستثمرين بعد أنقضاء موسم العطلات تم الاعلان عن قيود بريطانية صارمة لاحتواء السلالات الجديدة لفيروس كورونا والتى كانت بريطانيا مصدر التفشى الجديد فى أوروبا وعليه تعرض زوج العملات الاسترلينى دولار GBP/USD لعمليات بيع دفعته صوب مستوى الدعم 1.3541 قبل أن يستقر حول مستوى 1.3590 وقت كتابة التحليل.
انخفض الاسترلينى مقابل اليورو ولكنه سجل أعلى مستوياته في عدة أشهر مقابل الدولار الأمريكي الأضعف بشكل عام. وقد أنهى الجنيه الإسترليني تداولات عام 2020 بأداء صعودى ثابت ، على الرغم من أن الاستجابة الباهتة لاتفاقية التجارة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي التي توصل إليها الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة عشية عيد الميلاد قد خيبت آمال المتداولين فى الاسواق والذين يتطلعون إلى أرتفاع أكثر حسماً. وفي الواقع ، توقع بعض محللي الفوركس أن يرتفع الجنيه الإسترليني بشكل حاد في أعقاب التوصل إلى صفقة تجارية ، ولكن بمجرد وصول تأكيد الصفقة تراجع الاسترلينى حيث كانت الاسواق تسعر بالفعل أمكانية التوصل الى صفقة بينهما فى اللحظة الاخيرة. وتعليقا على ذلك يقول رانكو بيريش ، رئيس تحليل السوق في Monex Europe “رد فعل الجنيه الإسترليني غير الملهم لتأكيد صفقة تجارية يبدو وكأنه حالة كلاسيكية” شراء الإشاعة ، بيع الحقيقة “. بعد أسابيع ، شهور ، وسنوات من التراجع ، يبدو أن تأكيد الصفقة كان في الغالب كما هو متوقع من قبل الأسواق وعلى هذا النحو لا يغير قواعد اللعبة بالنسبة للجنيه الاسترليني. وهناك عوامل أخرى ، وأهمها Covid-19 ، ستبدأ الآن مرة أخرى في دفع توقعات الجنيه فى الفترة المقبلة”.
وبشكل عام فقد عانى الاقتصاد البريطاني من سنوات من عدم اليقين بشأن العلاقة المستقبلية بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة ، وسوف تسمح الصفقة التجارية ببعض قرارات الاستثمار الرئيسية عبر الإنترنت. حيث يستمد الاسترلينى مبلغًا كبيرًا من القيمة من تدفق رؤوس أموال المستثمرين الأجانب ، ويأمل المضاربون على ارتفاع الجنيه الإسترليني في أن تفتح الصفقة بعض قرارات الاستثمار التي تم تعليقها سابقًا. وعليه فإن عجز الحساب الجاري للمملكة المتحدة – نتيجة لاستيراد الدولة بشكل معتاد لسلع وخدمات أكثر مما تصدره – هو السبب الرئيسي وراء أهمية تدفق رأس المال الأجنبي إلى البلاد لتقييم الجنيه الاسترليني على سبب أساسي.
فكلما زاد العجز ، زادت كمية تدفقات رأس المال المطلوبة للحفاظ على استقرار الجنيه الإسترليني. وعليه يشير إلياس حداد ، كبير محللي العملات في CBA ، إلى أن عجز الحساب الجاري السنوي في المملكة المتحدة يتقلص ويبلغ الآن 2.9٪ من الناتج المحلي الإجمالي ، وهو الأصغر منذ الربع الأول من عام 2012. ويضيف المحلل أيضا بإن تضييق العجز قد يكون داعماً للجنيه الإسترليني في عام 2021. وبالنسبة لاداء زوج العملات يقول حداد: “يمكن أن يتداول زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي GBP/USD بالقرب من 1.4000 خلال الأشهر القليلة المقبلة بعد اتفاقية التجارة والتعاون بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا … الجنيه الإسترليني / الدولار الأمريكي مقوم بأقل من قيمته الحقيقية بالنسبة إلى فروق أسعار الفائدة الحقيقية ومخفضات الأسعار”.
جهود بريطانيا لاحتواء فيروس كورونا: أعلنت حكومة بوريس جونسون الإغلاق الكامل في إنجلترا واسكتلندا وأيرلندا الشمالية خلال الـ 24 ساعة الماضية. ومن المتوقع أن يكون التأثير على النمو الاقتصادي لإغلاق أجزاء كبيرة من الاقتصاد – لا سيما التعليم – سلبيًا ، وقد يختار بنك إنجلترا خفض أسعار الفائدة بمجرد اجتماع 4 فبراير في محاولة لتقديم دعم إضافي إلى الاقتصاد والنظام المالي. وقد أعلن رئيس الوزراء بوريس جونسون عن إغلاق جديد اعتبارًا من صباح الأربعاء ، وطلب من الناس البقاء في منازلهم وأمر المدارس الابتدائية والثانوية بالإغلاق. وأدى إغلاق المدارس إلى إعاقة قدر كبير من النمو الاقتصادي في مارس ، عندما تم الإغلاق الأول المؤسسات التعليمية.
