أسباب توقف الاسترلينى مقابل الدولار GBP/USD عن تحقيق المزيد من المكاسب الحادة

لثلاث جلسات تداول على التوالى يتعرض زوج العملات الاسترلينى مقابل الدولار GBP/USD لعمليات بيع دفعته صوب مستوى الدعم 1.3888 بعد مكاسبه الاعلى منذ ثلاث سنوات الى مستوى المقاومة 1.4240 وحاول فى بداية تداولات هذا الاسبوع الارتداد لاعلى حتى وصل الى مستوى المقاومة 1.4000 قبل ان يعود للتراجع الى مستوى الدعم 1.3925 وقت كتابة التحليل مما يؤكد أستمرار الضغط على الباوند. وتعليقا على الاداء يقول فالنتين مارينوف ، رئيس إستراتيجية الفوركس لمجموعة العشرة في كريدي أجريكول: “العديد من الإيجابيات في سعر الجنيه الإسترليني هى المبالغة في قيمته وشرائه المفرط من وجهة نظرنا”.

وقد أنخفض الجنيه الإسترليني وسط انخفاض واسع في أسواق الأسهم العالمية وأسعار السلع ، مما يؤكد أن العملة البريطانية حساسة للغاية لمعنويات المستثمرين. لذلك ، قد يعتمد تداول الجنيه الإسترليني خلال الأيام المقبلة على كيفية أداء الاسواق.

والموضوع الرئيسي في الوقت الحاضر بالنسبة للمستثمرين هو ارتفاع العوائد المدفوعة على السندات الحكومية ، وخاصة تلك طويلة الأجل. ويأتي هذا الارتفاع في العوائد مع تخلص المستثمرين من هذه السندات ، خوفًا من ارتفاع التضخم في المستقبل والذي من شأنه أن يؤثر ماديًا على استثماراتهم. ومع ذلك ، فإن المثير للفضول هو أن الارتفاع في عوائد السندات يعكس في الواقع توقعات النمو الاقتصادي في المستقبل ، والذي من المتوقع عادةً أن يدعم أسواق الأسهم والأصول الأخرى مثل أصول المخاطرة، والتي يُنظر إلى الجنيه الاسترليني أنه منها الآن.

لذلك ، قد تكون الأخبار الجيدة من الاقتصاد الأمريكي أخبارًا سيئة للأسواق والجنيه الاسترليني في هذا العالم غير المنطقي. هذا لأن المستثمرين يراهنون على أن البيانات الاقتصادية الجيدة تعني أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يضطر في النهاية إلى سحب التحفيز السخي الذي دفع الأسواق إلى الارتفاع.

وإذا فاجأت قراءات ISMs الأمريكية وقوائم الرواتب غير الزراعية هذا الأسبوع في الاتجاه الصعودي واستمرت في هذا الاتجاه ، فقد يجد الدولار الامريكى نفسه مدعومًا هذا الأسبوع وذلك حسب المحلل مارينوف. وعلى النقيض من ذلك ، ينظر المحلل إلى الجنيه الاسترليني والدولار الأسترالي على أنهما العملتان الأكثر تعرضًا للخطر إذا أدت البيانات الاقتصادية القوية إلى ارتفاع آخر في قيمة عوائد الولايات المتحدة.

وبالانتقال إلى ارتفاع الجنيه الاسترلينى المميز منذ بدء عام 2021 والذي جعله أفضل أداءا في مجموعة العشرة لهذا العام حتى عمليات البيع في نهاية الأسبوع ، وعليه يقول الباحثون في Crédit Agricole كريدى أجريكول بإن المكاسب الآن محققة ومن المحتمل ظهور صورة أضعف. وعليه يقول مارينوف: “هناك العديد من الإيجابيات في سعر الجنيه الإسترليني الذي تم المبالغة في تقديره وشرائه من وجهة نظرنا”. وأضاف “الجنيه الإسترليني ليس لديه الكثير ليقدمه بخلاف ميزة اللقاح الواضحة”.

وتشير النمذجة من قبل Crédit Agricole إلى أن الجنيه الإسترليني يأتي في المرتبة الأخيرة في ترتيب أساسيات العملات الأجنبية بسبب انخفاض الإنتاجية الاقتصادية في المملكة المتحدة ، وعجز الحساب الجاري ، وأداء سوق الأسهم في الآونة الأخيرة ، والعائدات الحقيقية المنخفضة ، وشدة الإغلاق الشديد. ويُظهر التحليل أيضًا بأن الجنيه الاسترلينى قد يكون على ما يبدو مبالغًا فيه ، عند استخدام نماذج التقييم قصيرة الأجل وطويلة الأجل.

وفى الاسبوع الماضى أخبر المحللون في بنك HSBC العملاء بأن تداول الباوند أعلى بكثير من المستويات التي تبررها العوامل الأساسية التي من شأنها أن تعني انخفاضه.

وعليه يقول دومينيك بانينغ ، محلل الفوركس في HSBC في إحاطة حديثة عن العملة: “وصول الجنيه الإسترليني يتجاوز قيمته”. وأضاف “من وجهة نظرنا فأن الزخم الصعودي غير مستحق من منظور القيمة. فقد تجاوزت حركة الجنيه الإسترليني بكثير حركة الارتكازات الأخرى التي يربطها المرء عادة بتفوق العملة.”

كما يبدو أن السوق ملىء بالرهان على المزيد من الاتجاه الصعودي للجنيه الاسترليني حيث يشير تحليل الوضع في Crédit Agricole إلى أن السوق قد أسس بالفعل “مراكز شراء طويلة للجنيه الإسترليني”. وتزايد الشراء قد يؤدى فى نهاية المطاف الى عمليات بيع قوية لجنى الارباح ، مما قد يؤدي فى النهاية إلى انعكاس حاد.

ووفقًا لمارينوف ، فإن المخاطر على توقعات الجنيه الاسترلينى من ثلاثة إلى ستة أشهر تشمل:

1) يمكن أن تختفي ميزة اللقاح في المملكة المتحدة بمجرد أن تبدأ المزيد من الدول في إطلاق اللقاح.
2) يمكن لبنك إنجلترا أن يحاول الدفع ضد المزيد من تشديد الأوضاع المالية في المملكة المتحدة.
3) الانتعاش الاقتصادي في المملكة المتحدة في النصف الثاني يمكن أن يعوقه ضعف الطلب المحلي على خلفية ارتفاع البطالة. وضعف الإنفاق ، الذي تم كبحه بسبب حالة عدم اليقين بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

رفع Credit Agricole توقعاته للجنيه الاسترليني في وقت سابق من شهر فبراير ، لكنه يدرك أن هناك الكثير من الأخبار الجيدة في التسعير بالفعل. وبالتالي ، فإن أي اتجاه صعودي آخر في الجنيه قد ينتهى فقط في النصف الثاني من عام 2021. وعليه فمن المتوقع أن يكون سعر صرف الجنيه مقابل الدولار GBP/USD عند 1.37 بنهاية يونيو ، و 1.38 بنهاية سبتمبر ، و 1.39 بنهاية العام.

ومن المتوقع أن يكون سعر الصرف من الجنيه إلى اليورو EUR/GBP عند 1.1364 بنهاية يونيو ، وهو مستوى يُتوقع أن يستمر خلال عام 2021.