الذهب أم البيتكوين ؟ الازمة الروسية تجيب بوضوح

وسط أشارات قوية بقرب موعد حرب مسرحها أوروبا بقيادة روسية حاول المستثمرون والاسواق موازنة الاهم من الملآذات الآمنة للتحوط من أثارها. من الواضح أن الذهب هو الفائز الاقوى حيث أندفع صوب الاعلى له منذ ثمانية أشهر وصولا الى مستوى 1914 دولار للاوقية قبل أن يستقر سعر الذهب حول مستوى 1894 دولار للاونصة. وفى المقابل تهاوى زوج البيتكوين مقابل الدولار BTC/USD الى محيط الدعم 36340 دولار قبل أن يستقر حول مستوى 38000 دولار وقت كتابة التحليل.

قفزت أسعار الذهب إلى أعلى مستوياتها منذ بداية يونيو بسبب التوترات المتصاعدة بين روسيا والغرب بشأن أوكرانيا ، وارتفاع التضخم في الولايات المتحدة إلى الأقوى منذ عقود. وفي الوقت نفسه ، قفزت أسعار الفائدة الحقيقية – المحرك الرئيسي للذهب – هذا العام ، مجابهة الارتباط العكسي المعتاد بين الاثنين. وفي المعركة حول ما إذا كانت Bitcoin هي متجر ذو قيمة أفضل في العصر الحديث من السبائك ، فإن العملة المشفرة تخسر ، على الأقل في الوقت الحالي.

وتعليقا على الاداء قال نيكي شيلز ، محلل المعادن في MKS PAMP SA “لقد تجسدت المخاطر الجيوسياسية وتتصاعد”. ” سعر الذهب عند 2000 دولار هو احتمال أعلى على المدى القريب ، مقابل 1800 دولار.” تم تداول المعدن حول منتصف هذا النطاق يوم الأربعاء.

وقد كشف الرئيس الأمريكي جو بايدن النقاب عن عقوبات هذا الأسبوع والتي تستهدف بيع روسيا للديون السيادية في الخارج والنخب في البلاد ، بعد أن اعترف فلاديمير بوتين بجمهوريتين انفصاليتين نصبتهما في شرق أوكرانيا على أنهما مستقلتان ، وهو تصعيد دراماتيكي في المواجهة. ووصف بايدن الخطوة بأنها بداية غزو روسيا لجارتها لكن موسكو نفت أي خطط للغزو.

وقبل أن ينطلق الطلب على ملاذ آمن فوق أوكرانيا ، كانت مرونة السبائك لغزا لبعض المراقبين ، خاصة في ضوء دورة التضييق الوشيك لمجلس بنك الاحتياطي الفيدرالي. وكان أحد المخاوف هو أن البنك المركزي الأمريكي قد يخاطر بإحداث ركود من خلال زيادة أسعار الفائدة بشكل متكرر وإلى مستوى أعلى مما هو مطلوب لترويض التضخم.

ومن جانبه قال روس نورمان ، الرئيس التنفيذي لشركة Metals Daily ، وهي بوابة معلومات تركز على المعادن الثمينة: “ما يدفع سعر الذهب حقًا هو الشعور بأن فرص حدوث خطأ في السياسة تتزايد مع بنك الاحتياطي الفيدرالي”.و “هناك شعور بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي وراء المنحنى ، وعندما يتعين عليك أن تلعب دورًا في اللحاق بالركب ، عليك أن تتخذ خطوة قوية إلى حد ما فيما يتعلق برفع أسعار الفائدة ، وهو ما قد لا يكون الاقتصاد الهش في وضع جيد للتكيف معه. ”

ويستفيد الذهب أيضًا من بعض الضعف في الطلب على العملات المشفرة ، والتي غالبًا ما يُنظر إليها على أنها “تحوط نقدي” بديل ، وفقًا لبيتر بيريزين ، كبير الاستراتيجيين العالميين في BCA Research Inc. ، وقد اكتسبت اسعار السبائك أكثر من 3٪ هذا العام ، بينما اكتسبت عملة البيتكوين 16 فى المائة.

وكانت السبائك في عام 2021 باهتة إلى حد كبير بعد أن وصلت إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق في العام السابق على خلفية السياسة النقدية التيسيرية للغاية والدعم الوبائي. الآن ، رفع سعر الفائدة غير مؤكد في مارس ، ويقدر خبراء الاقتصاد في JPMorgan Chase & Co الزيادات بمقدار 25 نقطة أساس في تسعة اجتماعات متتالية. وقد يؤثر ذلك على السبائك ، وهو أصل لا يحمل أي فائدة.

ومن جانبه قال شيلز من MKS PAMP: “لم يعش تجار الذهب أبدًا دورة رفع الأسعار وسط تضخم مرتفع منذ سبعينيات القرن الماضي”.و “هناك الكثير من عدم اليقين بشأن كيفية حدوث ذلك: دورات المشي لمسافات طويلة ليست بالضرورة هبوطية للذهب وتعتمد على كيفية استجابة الأسعار الحقيقية. في نهاية اليوم ، لا يتحكم الذهب في مصيره وهذا التعقيد الإضافي “.

ولم يضيع ارتفاع المخاطر العالمية على المستثمرين الذين تكدسوا في الصناديق المتداولة في البورصة المدعومة بالسبائك. اعتبارًا من 18 فبراير ، ارتفعت الحيازات في أسهم SPDR الذهبية بما يزيد قليلاً عن 50 طنًا من أدنى مستوى لها في 20 شهرًا في ديسمبر.

وتشمل الدوافع الداعمة الأخرى للسبائك الطلب المادي من الصين والهند وإمكانية الشراء غير المعلن من البنك المركزي.

وقد عادت أكبر الدول المستهلكة بكامل قوتها بعد عام 2020 السيئ. وقفزت الشحنات إلى الصين من سويسرا ، مركز التكرير الرئيسي في أوروبا ، خمسة أضعاف تقريبًا في يناير إلى أعلى مستوى لها في خمس سنوات. وتسارعت واردات الهند إلى أقوى مستوى في عقد من الزمان العام الماضي حيث تضاعفت مبيعات المجوهرات تقريبًا ، مع بقاء توقعات الطلب مشرقة ، وفقًا لمجلس الذهب العالمي.

وفي غضون ذلك ، أضافت البنوك المركزية 463 طنًا من الذهب لاحتياطياتها العام الماضي ، بزيادة تزيد على 80٪ عن العام السابق ، وفقًا للمجلس ، الذي أضاف أن المشتريات ستستمر ولكن بوتيرة أبطأ. ومن جانبها قالت شركة Citigroup Inc. في مذكرة بتاريخ 17 فبراير بإن البنوك المركزية في روسيا والصين يمكن أن تتطلع إلى شراء الذهب في السوق المفتوحة ودعم الأسعار عندما ترتفع العائدات الحقيقية. وأضاف البنك: “نعتقد أن هذا قد تحقق بالفعل في عام 2022 ، لكن قد لا يتم الإبلاغ عنه في البيانات بعد”.

ومع ذلك ، يبقى السؤال – هل يمكن للذهب الحفاظ على مستويات حول 1900 دولار للأوقية عندما أو إذا خفت التوترات الجيوسياسية؟ وردا على ذلك قالت وحدة إدارة الثروات في UBS Group AG في مذكرة الأسبوع الماضي إن “انقطاع العلاقة السلبية بين الذهب والمعدلات الحقيقية في الولايات المتحدة لا يدوم أبدًا ، وهذه المرة لا تختلف”.