TradersUp.comتوصيات وتحليلات أسواق التداول عن كثب
أنخفض صافي دخل أرامكو السعودية بنسبة 50٪ في النصف الأول من العام 2020 ، وذلك وفقًا للأرقام الرسمية والتي نُشرت يوم الأحد ، مما يوفر لمحة كاشفة عن تأثير جائحة فيروس كورونا على أحد أكبر منتجي النفط في العالم. وتراجعت أرباح الأشهر الستة الأولى من العام 2020 إلى 23.2 مليار دولار ، أي نصف 46.9 مليار دولار أرباحا في العام الماضي لنفس الفترة الزمنية. وتم الإعلان عن النتائج مع أنخفاض أرباح أرامكو في الربع الثاني إلى 6.6 مليار دولار مقارنة بـ 24.7 مليار دولار في نفس الفترة من العام الماضي ، مما يعكس انخفاضًا مذهلاً بنسبة 73٪.
وتعد الصحة المالية للشركة الاغلى فى العالم والمملوكة بنسبة الأغلبية للدولة أمرًا بالغ الأهمية لاستقرار المملكة العربية السعودية. على الرغم من الجهود الكبيرة التي يبذلها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لتنويع الاقتصاد السعودى ، لا تزال المملكة العربية السعودية تعتمد بشكل كبير على صادرات النفط لتغذية الإنفاق الحكومي.
يحوم سعر خام برنت أقل بقليل من 45 دولارًا للبرميل ، وهو أقل بكثير مما كان عليه قبل الوباء ولكن مرتفعًا من مستوى منخفض بلغ حوالي 21 دولارًا للبرميل في أبريل.
وقد أقر الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو ، أمين ناصر ، بأن الأوضاع المالية للشركة تأثرت “بالرياح المعاكسة القوية من انخفاض الطلب وانخفاض أسعار النفط” التي أثارها الوباء ، الذي أوقف الرحلات الجوية حول العالم وأغرق الاقتصادات العالمية في الركود ، بما في ذلك المملكة العربية السعودية. وفى نفس الوقت أكدت الشركة بإنها ستفي بالتزامها بدفع أرباح نقدية بقيمة 18.75 مليار دولار عن الربع الثاني كجزء من تعهدها بدفع 75 مليار دولار على شكل أرباح سنوية.
ووصف ناصر أرباح أرامكو نصف السنوية بأنها “قوية” وأرجع الفضل لذلك إلى أنخفاض تكاليف الإنتاج والقوة التشغيلية للشركة ، مما ساعدها على الحفاظ على توزيعات الأرباح الموعودة. ورغم ذلك فقد أرتفع سعر سهم أرامكو قليلاً يوم الأحد ، حيث تم تداوله بنحو 33 ريالاً (8.80 دولار) للسهم. عند أعلى مستوياته ، وتداول سهم أرامكو فوق 10 دولارات للسهم في ديسمبر وتراجع عند أدنى مستوى له إلى 7.20 دولار للسهم في مارس.
ووسط التوقعات المستقبلية ، قال ناصر الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو بإن سوق الطاقة يشهد أنتعاشًا جزئيًا حيث تخفف البلدان في جميع أنحاء العالم القيود وتعيد تشغيل اقتصاداتها. وصرح ناصر بالقول “نحن مصممون على الخروج من الوباء بشكل أقوى وسنواصل إحراز تقدم في رحلتنا الاستراتيجية طويلة المدى ، من خلال الاستثمارات المستمرة في أعمالنا”.
وحتى قبل الإعلان عن نتائج نصف العام ، كان من الواضح أن أرباح أرامكو نصف السنوية ستتضرر مع أنخفاض أرباح الربع الأول للشركة بنسبة 25٪. وأبقت أرامكو ، التي طرحت جزءًا من أسهمها في سوق الأسهم السعودية المحلي العام الماضي ، تفاصيلها المالية في طي الكتمان لفترة طويلة حتى بدأت الشركة للطرح فى الاسواق المالية. وهى خطوة تاريخية وطموحة تؤكد عزم القيادة الحكيمة فى البلاد للنهوض بالاقتصاد السعودى بعدم الاعتماد المطلق على النفط.
