الانتعاش الاقتصادي الصيني يواجه مخاطر جديدة من التباطؤ العالمي

أستمر الانتعاش المهتز للصين في سبتمبر ، مع انتعاش مبيعات السيارات والمنازل في أكبر المدن لتعويض ضعف الطلب العالمي وتراجع الثقة في الأعمال التجارية. وهذه التوقعات مبنية على مؤشر بلومبيرج الكلي لثمانية مؤشرات مبكرة لهذا الشهر. وكان المقياس العام عند 5 ، دون تغيير عن أغسطس ، مما يشير إلى أن الانتعاش الاقتصادي حافظ على الزخم. وبشكل عام ، أنتعش الاقتصاد الصيني في الربع الثالث من الانكماش القريب في الفترة من أبريل إلى يونيو ، ولكن هذا الانتعاش قوضه عمليات الإغلاق والتفشي ل Covid في المدن في جميع أنحاء البلاد ، واستمرار الركود السكني ، وضعف الطلب على الصادرات. وإن تباطؤ الاقتصاد العالمي بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا ، والارتفاع السريع في أسعار الفائدة ، وارتفاع معدلات التضخم وتقلبات سوق العملات ، لن يؤدي إلا إلى تفاقم الضغوط الهبوطية.

وتراجعت ثقة الشركات الصينية الصغيرة مرة أخرى في سبتمبر ، مع تراجع الأداء والتوقعات في أكثر من 500 شركة شملها استطلاع ستاندرد تشارترد بي إل سي. ووفقًا لتقرير صادر عن الخبيرين الاقتصاديين بالبنك هانتر تشان ودينج شوانغ ، فإن الانخفاض “يعكس على الأرجح تأثير عودة Covid-19 في جميع أنحاء البلاد”. وتحسنت ظروف الشركات المصنعة ، بينما سجلت شركات صناعة الخدمات انخفاضًا.

ولا يزال كوفيد والقيود المفروضة على احتوائه يشكلان خطرا كبيرا على الاقتصاد ، مع إغلاق المدن الرئيسية في جميع أنحاء البلاد بما في ذلك تشنغدو ولاسا وداليان في أجزاء من هذا الشهر. وأدت القيود المفروضة على السفر والاتصال الشخصي إلى انخفاض الحالات إلى أقل من 1000 حالة يوميًا في جميع أنحاء البلاد ، ولكن أيضًا تضررت بشدة أعمال الخدمات مثل الفنادق والسفر ، مع انخفاض عائدات السياحة بنسبة 23٪ خلال مهرجان منتصف الخريف في وقت سابق من هذا الشهر.

ومن المتوقع أن تظهر نتيجة مماثلة لأسبوع العطلة في بداية أكتوبر ، مع تقييد السفر والعديد من المناطق تحاول ثني الناس عن العودة إلى مسقط رأسهم ، خاصة مع مؤتمر الحزب الشيوعي في بكين المقرر عقده في منتصف الشهر. وكان الطلب على الصادرات محركًا ثابتًا وهامًا لاقتصاد الصين على مدار العامين ونصف العام الماضيين من الوباء ، ولكن يبدو أن هذا الدعم يتضاءل مع تزايد القلق بشأن الركود. وانكمشت صادرات كوريا الجنوبية ، وهي مؤشر رئيسي للتجارة العالمية ، بنسبة 9٪ تقريبًا في أول 20 يومًا من هذا الشهر مقارنة بالعام السابق ، وهو ثاني انخفاض فقط في عامين تقريبًا وأكبر انخفاض منذ يوليو 2020.

وتراجعت تكلفة شحن البضائع من الصين إلى أدنى مستوى لها منذ أكثر من عامين ، حيث أدى انخفاض الطلب في النهاية إلى تخفيف الازدحام الذي أصاب سلاسل التوريد العالمية. في حين أن ذلك سيساعد في خفض التضخم المرتفع في الولايات المتحدة وأماكن أخرى من خلال خفض تكاليف الشحن ، فإن الانخفاض سيضر بالشركات الصينية.

وكانت مبيعات السيارات الصينية نقطة مضيئة واحدة ، حيث ارتفعت المبيعات في أول أسبوعين من الشهر. وتم تعزيز الطلب على السيارات من خلال الإعانات والإعفاءات الضريبية للسيارات الكهربائية وكانت قوة مهمة في دعم الاقتصاد. بينما كانت السيارات محركًا رئيسيًا وراء انتعاش أغسطس في كلا من الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة ، وحذر الاقتصاديون مثل لو تينغ ، كبير الاقتصاديين الصينيين في شركة نومورا هولدينجز إنك ، من أن تعزيز السياسة سيبدأ في التلاشي.

ومن المؤشرات الإيجابية الأخرى أن الانكماش في مبيعات العقارات في أكبر أربع مدن في الصين ربما يكون قد بدأ في التلاشي. حيث شهدت المبيعات في بكين وشانغهاي وقوانغتشو وشنتشن ارتفاعًا طفيفًا في الأسابيع الأولى من سبتمبر ، وهي أول زيادة في الأشهر ، وفقًا للبيانات التي جمعتها بلومبرج. وقد يكون هذا مؤشرا على أن الجهود الحكومية لمساعدة سوق الإسكان لها تأثير ، على الرغم من انخفاض الأسعار وتجميد مشاريع البناء أكثر من مشكلة في المدن الإقليمية الأصغر مما هي عليه في مناطق المستوى 1 الأكبر. وتخطط شركة China Construction Bank Corp لتأسيس صندوق بقيمة 4.2 مليار دولار لشراء العقارات من المطورين ، وخفضت البنوك أسعار الفائدة على الرهن العقاري وتقديم قروض خاصة لضمان اكتمال التطورات.