تراجع التضخم فى بريطانيا ولكن لا يزال أعلى من هدف بنك أنجلترا

جاء التضخم في بريطانيا أضعف من المتوقع حسب الارقام الرسمية والتى تم الاعلان عنها اليوم الأربعاء ولكن مع توقع الأسواق لارتفاع الأسعار خلال الأشهر المقبلة ، لا يزال بنك إنجلترا مستعدًا لرفع أسعار الفائدة ، ويقول المحللون بإن الجنيه الاسترلينى يجب أن يظل مدعومًا فى سوق الفوركس نتيجة لذلك. وجاء التضخم الرئيسي لمؤشر أسعار المستهلكين على نحو أضعف من المتوقع بعد أن ارتفع بنسبة 3.1٪ في العام حتى سبتمبر ، وهو أقل من 3.2٪ المسجلة عن العام حتى أغسطس و 3.2٪ المتوقعة من قبل الأسواق. وبلغ معدل التضخم الأساسي لمؤشر أسعار المستهلكين 2.9٪ ، أقل بقليل من 3.0٪ المتوقعة و 3.1٪ التي كانت السوق تبحث عنها. وجاء التضخم تحت التوقعات من شأنه أن يشير إلى تحرك ميكانيكي هبوطي في سعر الجنيه الاسترلينى ، وهو ما يمكن رؤيته في وقت كتابة هذا التقرير حيث انخفض مقابل غالبية العملات الرئيسية الاخرى في وقت كتابة هذا التقرير.

ومع ذلك ، فإن التوقعات بأرتفاع التضخم في المستقبل منتشرة في كل مكان بين المحللين ، ومن غير المرجح أن تؤدي هذه الأرقام إلى تغيير الاتصال في بنك إنجلترا. وعليه يقول بول ديلز ، كبير الاقتصاديين في المملكة المتحدة في كابيتال إيكونوميكس: “من غير المرجح أن تخفض التوقعات بشكل كبير بأن بنك إنجلترا سيرفع أسعار الفائدة قبل نهاية العام”.

ومعدل التضخم الآن أعلى بكثير من هدف بنك إنجلترا البالغ 2.0٪ وأعلى من توقعات البنك بنسبة 3.0٪ مرة أخرى في أغسطس ويبدو أنه من المقرر أن يظل أعلى من الهدف للأشهر القادمة. ومن جانبه يقول إلياس حداد ، كبير محللي العملات في بنك الكومنولث الأسترالي: “ارتفع الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي واليورو. ويمكن للجنيه الإسترليني أن يرتفع لأن بنك إنجلترا قلق أكثر بشأن التضخم الجامح من بنك الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي”.

ويقول مكتب الإحصاء الوطني بإن القوى الهبوطية قد تم إجراؤها على التضخم الرئيسي بسبب “التأثيرات الأساسية” حيث تتم مقارنة التضخم لهذا الشهر مع ارتفاع غير عادي في الأسعار قبل عام بالضبط عندما انتهى برنامج Eat Out to Help Out.

وبالتالي ، فإن بيانات التضخم الحالية يمكن أن تتأثر بهذا الشذوذ الإحصائي.

وأشار أعضاء لجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا إلى أنهم قد يرفعون أسعار الفائدة قريبًا لتجنب توقعات التضخم بين الشركات والمستهلكين الذين يصبحون أكثر رسوخًا. وعلى الرغم من أن البنك يدرك أن الكثير من الارتفاع الحالي في التضخم يرجع إلى قضايا جانب العرض – التي ليس لديهم سيطرة عليها – فإن الخوف هو أنه من خلال عدم التصرف يصبح التضخم جزءًا لا يتجزأ من الاقتصاد.

وقد ساعدت توقعات رفع أسعار الفائدة بدورها على ارتفاع الجنيه الإسترليني مؤخرا فى سوق العملات.

وفى هذا الصدد يقول جو مانيمبو ، كبير محللي السوق في ويسترن يونيون: “الجنيه الإسترليني في حالة تمزق بفضل التوقعات المتزايدة لبنك إنجلترا لرفع سعر الفائدة من أدنى مستوياته القياسية بنسبة 0.10٪ قبل عيد الميلاد”. وقد تم تداول سعر صرف الجنيه الإسترليني مقابل اليورو بالقرب من أعلى مستوياته في 20 شهرًا يوم الثلاثاء وكان عند 1.1852 وقت كتابة هذا التقرير في أعقاب صدور التضخم في مؤشر أسعار المستهلكين.

ارتفع سعر صرف الجنيه مقابل الدولار إلى أعلى مستوى له في أكثر من شهر عند 1.38 اليوم الأربعاء.

وعموما فقد ساهم ارتفاع أسعار الوقود في ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين. حيث بلغ متوسط أسعار البنزين 134.9 بنس للتر في سبتمبر 2021 ، مقارنة بـ 113.3 بنس للتر في العام السابق. سعر سبتمبر 2021 هو الأعلى المسجل منذ سبتمبر 2013. ويقول مكتب الإحصاء الوطني بإن الطوابير الكبيرة التي شوهدت في محطات البنزين في نهاية سبتمبر سقطت خارج نافذة تحصيل الأسعار ، وبالتالي ستنعكس في قراءات الشهر المقبل.

كما ساهمت عودة السفر الجوي في دفع التضخم إلى الأعلى كما فعل الارتفاع المستمر في قيمة المركبات المستعملة. وعلى الرغم من أن المطاعم والفنادق قدمت تأثيرًا هبوطيًا على الأسعار – وفقًا للتأثير الأساسي المذكور أعلاه – إلا أن هناك دلائل على أن هذا القطاع بدأ يشهد بعض الضغوط الصعودية الحقيقية.