أطلالة على أرقام تقرير الوظائف الامريكية

حسب الارقام الرسمية اليوم فقد أضاف أرباب العمل في الولايات المتحدة الامريكية ما مجموعه 194000 وظيفة فقط في سبتمبر ، وهو مكسب فاتر ثاني على التوالي ودليل على أن الوباء لا يزال يسيطر على الاقتصاد الامريكى حيث تكافح العديد من الشركات لملء الملايين من الوظائف المفتوحة. كما أظهر تقرير اليوم الجمعة من وزارة العمل أن معدل البطالة الامريكية أنخفض بشكل حاد إلى 4.8٪ من 5.2٪ في أغسطس. ويُظهر الاقتصاد الامريكى بعض علامات الخروج من متغير كورونا دلتا ، وذلك مع انخفاض الإصابات الجديدة المؤكدة بـ COVID-19 ، وانتعاش حركة المطاعم بشكل طفيف ، والمستهلكون حريصون على الإنفاق. لكن الإصابات الجديدة ظلت مرتفعة مع بداية شهر سبتمبر ، ولا يزال أرباب العمل يكافحون للعثور على عمال لأن العديد من الأشخاص الذين فقدوا وظائفهم بسبب الوباء لم يبدأوا بعد في البحث مرة أخرى. كما تفاقمت اختناقات سلسلة التوريد ، مما أدى إلى تباطؤ المصانع ، وتقييد أصحاب المنازل وإفراغ بعض أرفف المتاجر.

ولا يزال العديد من الاقتصاديين يعتقدون أن معظم الأشخاص البالغ عددهم 3 ملايين شخص الذين فقدوا وظائفهم وتوقفوا عن البحث عن عمل منذ تفشى الوباء سيستأنفون عمليات بحثهم مع تضاؤل COVID. وأشاروا إلى أن الأمر استغرق سنوات بعد ركود 2008-2009 ، حتى تعود نسبة الأشخاص الذين يعملون أو يسعون إلى العمل إلى مستويات ما قبل الركود. ولا تعتبر الحكومة الناس عاطلين عن العمل إلا إذا كانوا يبحثون بنشاط عن وظائف.

وربما بدأت تتراجع بعض العوامل التي أبقت الكثير من العاطلين عن العمل. وفقًا لمسح أجراه مكتب الإحصاء ، فعلى سبيل المثال ، انخفض عدد الأشخاص الذين لا يعملون لأنهم مضطرون للبقاء في المنزل لرعاية طفل بمقدار النصف في سبتمبر مقارنة بشهر يونيو. بالكاد أنخفض هذا الرقم في الخريف الماضي ، عندما ظلت العديد من المدارس مغلقة وأجرت التعلم الافتراضي. وتشير أرقام التعداد الجديدة إلى أن المزيد من الآباء ، وخاصة الأمهات ، ربما عادوا للانضمام إلى القوى العاملة الشهر الماضي مع بدء العام الدراسي وعودة أطفالهم إلى المدرسة.

وبالإضافة إلى ذلك ، وجد استطلاع في آب (أغسطس) أجراه موقع “إنديد” لقوائم الوظائف أن نسبة الأمريكيين العاطلين عن العمل الذين قالوا بإنهم يرغبون في العثور على وظيفة بمجرد بدء العام الدراسي قد تضاعف أكثر من شهرين فقط قبل ذلك.

ومع ذلك ، هناك أيضًا دلائل على أنه قد يكون من السابق لأوانه توقع عودة طوفان من الآباء إلى سوق العمل. ومن جانبه فقد أشار لايل برينارد ، عضو مجلس محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي ، في خطاب ألقاه مؤخرًا إلى أن تفشي COVID-19 في أواخر سبتمبر تسبب في إغلاق 2000 مدرسة لمدة ستة أيام في المتوسط في 39 ولاية. وقد أنتهى العديد من إعانات البطالة المحسنة في أوائل سبتمبر ، بما في ذلك ملحق اتحادي بقيمة 300 دولار في الأسبوع بالإضافة إلى البرامج التي غطت ، ولأول مرة ، عمال الوظائف المؤقتة والأشخاص الذين كانوا عاطلين عن العمل لمدة ستة أشهر أو أكثر. وحتى الآن ، يبدو أن إنهاء هذه البرامج لم يكن له سوى تأثير ضئيل على عدد الأشخاص الباحثين عن عمل.

وقد أنهى المحافظون في حوالي 25 ولاية ميزة 300 دولار قبل انتهاء الصلاحية على مستوى البلاد في سبتمبر. ووجدت الأبحاث التي أجراها الاقتصاديون في Goldman Sachs أن العاطلين عن العمل الذين كانوا يبحثون عن عمل كانوا أكثر عرضة لتولي وظائف عندما تنتهي مزاياهم. وخلص جولدمان إلى أن التوقفات المبكرة عن العمل لم تدفع الأشخاص الموجودين على الهامش إلى بدء البحث مرة أخرى.

وسبب آخر لندرة العمال هو زيادة أعداد المتقاعدين بين كبار السن والأكثر ثراءً الذين ارتفعت أسهمهم في منازلهم ومحافظهم المالية منذ تفشي الوباء والذين تمكنوا من تكوين مدخرات. ويقدر بنك جولدمان ساكس أن حوالي 1.5 مليون شخص قد تقاعدوا ولم يكن لديهم قبل أن يتسبب الوباء في قلب الاقتصاد. يتوقع الاقتصاديون أن يظل العديد من هؤلاء الأشخاص متقاعدين. وفي غضون ذلك ، يستمر الخوف من COVID في إبقاء بعض الباحثين عن عمل على الهامش ، لا سيما أولئك الذين عملوا سابقًا في وظائف الخدمة العامة في المطاعم والحانات والفنادق وتجار التجزئة.