طال الانتظار للاسواق المالية كثيرا… وها هو قد حدث . حيث وقع الرئيس الامريكى دونالد ترامب اتفاقًا تجاريًا هاما مع الصين ومن المتوقع أن يعزز الصادرات من المزارعين والمصنعين الأمريكيين ، ويحمي أسرار التجارة الأمريكية ويخفض التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم فى نزاع بينهما وفرض لتعريفات جمركية جائرة بينهما على مدار 18 شهرا أضعفت الاداء الاقتصادى العالمى.
وعقب التوقيع الرسمى بين الطرفين قال ترامب خلال حفل خاص بالبيت الأبيض بإن الصفقة “تصحح أخطاء الماضي”. وقد روج للتوقيع كوسيلة لتحقيق العدالة الاقتصادية للعمال الأميركيين ، وقال “إننا نحتفل بتغيير كبير في التجارة الدولية” . وتم وصف الاتفاقية بأنها “المرحلة الأولى” من مفاوضات أكبر ستركز على حل التوترات في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. وعلى الجانب الاخر قال الزعيم الصيني شي جين بينغ في رسالة إلى ترامب بإن المرحلة الأولى كانت “جيدة للصين والولايات المتحدة والعالم بأسره”. وقد قرأ الرسالة كبير مفاوضي بكين ، نائب رئيس مجلس الدولة ليو هي.
لكن هذا الاتفاق ترك العديد من نقاط الخلاف بينهما دون حل – ولا سيما الطريقة التي تدعم بها الحكومة الصينية شركاتها – والتي كانت ذريعة لادارة ترامب عندما بدأت الحرب التجارية بفرض رسوم جمركية على الواردات الصينية في يوليو 2018. تلك لاصفقة لم تنهى التعريفات الجمركية المفروضة من الجانبين نهائيا ، حيث تم الابقاء على تعريفات جمركية على حوالي 360 مليار دولار من الواردات الصينية ، حيث تأمل أدارة ترامب بذلك الاستفادة من تنازلات صينية في المستقبل.
وقال الممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتيزر بإن متابعة المفاوضات فى المستقبل سيتوقف على كيفية وفاء الصين بالالتزامات التي تعهدت بها في الاتفاق الحالى.
وأعطى حفل البيت الأبيض الرئيس الامريكى ترامب فرصة للتاكيد على حدوث تقدم من الناحية الاقتصادية في نفس اليوم الذي يستعد فيه مجلس النواب الامريكى للتصويت لإرسال مواد المساءلة إلى مجلس الشيوخ لمحاكمة تاريخية.
وتهدف الاتفاقية إلى تخفيف بعض العقوبات الاقتصادية الأمريكية على الصين وتقوم الاخيرة بزيادة مشترياتها من المنتجات الزراعية الأمريكية وغيرها من السلع. ومن شأن هذه الصفقة أن تخفف التوترات في نزاع تجاري أدى إلى تباطؤ النمو الاقتصادى العالمي ، مما أضر بالمصنّعين الأمريكيين وأثر على الاقتصاد الصيني. وقال ترامب إن تخفيف التوترات التجارية أمر بالغ الأهمية. وعليه فقد صرح ترامب بأن “الحفاظ على هاتين الدولتين العملاقتين والقويتين في وئام أمر مهم للغاية بالنسبة للعالم”. “العالم يراقب اليوم.”
وفى نفس الاطار صرح نظيره الصيني بالقول “إن العالم الآن في مفترق طرق تاريخي حاسم” يواجه خيارات حول كيفية تعزيز التعاون من بلد إلى آخر. وقال ليو “التعاون هو الخيار الصحيح الوحيد”.